هل سيقبل بلطجية النظام البحريني بهذه الصفقة ؟
محمد علي البحراني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد علي البحراني

من المعروف و المشهود للنظام البحريني تميزه بكثرة استخدام سلاح الشوزن ضد المتظاهرين وهذا الأمر اشتهر بممارسته ازلام النظام حتى قبل اندلاع ثورة 14 فبراير في العام المنصرم .
وسلاح الشوزن هذا هو سلاح يستخدم لصيد الطيور و لكن النظام البحريني تفنن في اصطياد المتظاهرين به . و استخدام هذا السلاح هو أمر لا تنفيه السلطات البحرينية بل هي اقرته و اعترفت به في عدة تصريحات لمسؤوليها .
في فترات متأخرة اخذ موالي النظام و اعوانه من الشواذ في تبرير استخدام الشوزن ضد المتظاهرين بسبب قذفه لقنابل الملوتوف وهو تبرير مضحك تكرر في مواقع محسوبة على الشواذ لإقناع مناصريهم بهذا التبرير السخيف الذي قد يصدقه من يبحث عن قشة يتمسك بها ليبرر لهذا النظام سقوطه الاخلاقي المدوي .
وواقعا ان الركون و الاعتقاد بهكذا تبرير هو كالاعتقاد بان الطفل الفلسطيني الذي يحمل حجرا يجب ان يواجه بالدبابة أو الرصاص كلا المنطقين يتشابهان وكلا المنطقين من صنع الشيطان و اعوانه الشذوذ .
ويبدو ان النظام البحريني مؤخرا وجد في هذا التبرير السخيف ملاذا لتبرير جرائمه خصوصا ان حليفه الجارالأكبر استخدم هذا التبرير لقتل شعبه .
و بعيدا عن مناقشة هذا التبرير التافه لاستخدام الشوزن فان نظرة بسيطة لتاريخ الثورة البحرينية تجعل المراقب يجزم تماما بان هذا النظام كان يستخدم سلاح الشوزن ضد المتظاهرين بكثافة قبل ان يلجأ بعض الشباب إلى استخدام الملوتوف كوسيلة دفاعية لحماية أجسادهم من سلاح الشوزن حسب رؤيتهم الخاصة بذلك أو لنفاذ صبر بعض الشباب من الوسائل التقليدية و رؤيتهم بأن الملوتوف هو رد على عنف السلطة المتواصل الذي ما أنفك يحصد أرواح الأبرياء .
فأول شهيدين في الثورة قتلا برصاص الشوزن في مظاهرات سلمية بحتة و تكلم بسيوني صاحب لجنة التحقيق المشهورة عن تعمد قتل المتظاهرين بهذا السلاح . و أثناء مهاجمة المعتصمين في دوار اللؤلؤة لمرتين قتلت مرتزقة النظام العديد من المعتصمين من شيوخ و شباب بسلاح الشوزن . و عندما نتكلم عن تلك الفترة فنحن نتكلم عن فترة لم يقم فيها المحتجون حتى بحرق إطار عوضا عن استخدام الملوتوفات . وعلى الرغم من هذا فان القتل بسلاح الشوزن كان أمرا مستساغا لدى هذا النظام بهذا السلاح من دون ان يوجد أي ملوتوف آنذاك .
ويكفي شاهدا لذلك الفيديو الذي يظهر زعماء جمعيات سياسية يخرجون في مظاهرة في أحدى القرى لتمطرهم ما تسمى بقوات الأمن بوابل من رصاص الشوزن ملأ جسد احد القادة في الجمعيات السياسية . من خرج أثناء هذه التظاهرة كان يحمل وردا فالمبرر حينها لاستخدام الملوتوف ؟ .
ولو سألنا وزارة الداخلية عن عدد القتلى بالمولوتوف ممن يسمون رجال أمن لعدوا صفرا منذ انطلاق الثورة ولكن هل لأحد أن يخبرنا عن عدد من قتل بسلاح الشوزن ؟
لقد بلغت الوقاحة و الدناءة في وزارة الداخلية مؤخرا بأنها اعترفت بأن الشهيد حسام قتل برصاص الشوزن من دون أي إجراء لمحاسبة من قام بقتله بل أنها تصريحها يدل على رضاها عن عملية القتل تحت خانة الدفاع عن النفس . وهي نفسها التي تنصلت سابقا من عملية قتل الشهيد صلاح الذي قتل عشية أيام سباق الفورملا بسلاح الشوزن بصورة بشعة ووجد في أحدى المزارع لأن اعترافها بهذا الأمر كان سيبب لها حرجا أمام الإعلام العالمي المتواجد آنذاك في البحرين . بل ان هذا النظام بلغ من الاستهانة بأرواح الناس إلى درجة أنه لم يعد يستخدم ألاعيبه السابقة لمحاولة خداع الناس في تشكيل لجان تحقيق لمعرفة القاتل وذلك يشهد بأن هذا النظام بات يرى في القتل أمرا عاديا بعد تحصله على الضوء الأخضر من حلفائه الكبار للاستمرار بهذه المنهجية لإيقاف الاحتجاجات وزرع الخوف لدى الناس .
يأتي استخدام هذا السلاح القاتل تجاه المحتجين وسط تخاذل واضح من القوى الإقليمية الكبرى الداعمة للنظام وأبرزها الولايات المتحدة الامريكية و بريطانيا اللتان لم تنكران استخدام هذا السلاح ولو لمرة واحدة على الرغم من قتله العديد من المتظاهرين و بلا شك فان هذا يعد بمثابة ضوء اخضر من هذه القوى للاستمرار بسياسية القتل هذه بنفس المنهجية .
لكل البلطجية و الشواذ من حلفاء هذا النظام العفن و المتفنن في قتل شعبه بليل ونهار اعرض عليكم صفقة اعتقد ان الثوار في الساحات سيقبلونها بصدر رحب ، انتم تقولون بان ما يسمى بـرجال الأمن يردون على الملوتوف بسلاح الشوزن ، فهل بالإمكان المبادلة ؟؟ أعطوا شبابنا سلاح الشوزن وهنيئا لكم بالملوتوف ولكن عندها لا تتباكوا على النتائج .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat