حسين الجزيري رسالة النظام لشعب عليك ان تتوقع المزيد
محمد علي البحراني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد علي البحراني


مشهد القتل وبدم بارد لفتيان في عمر الزهور هو ذلك المشهد الذي يبدو ان على الشعب البحريني التعود عليه . ذات المشهد ومنذ بداية الثورة يتكرر لمرات عدة القتل برصاص يستخدم لصيد الطيور وهو رصاص الشوزن المحرم دوليا .. القتيل فتى أو شاب في مقتبل عمره .. الداخلية الخليفية تصمت عن الحادثة أو أنها تعلق بأنها ستجري تحقيقا في الموضوع ليدرج الموضوع في أدراج النسيان .
بيد انه في هذه المرة استنفرت القوى الإعلامية أجهزتها من اجل التغطية على فظاعة الجرم المرتكب و الذي لا يقره عاقل فبرزت اتجاهين داخل الجانب الرسمي الأول برر حادثة القتل و نسج لذلك رواية مضحكة لا يصدقها حتى الحمقى و الآخر حاول تغطية خبر الشهادة المؤلم باختلاق خبر قتل شرطي تعددت روايات الحكومة في شأن مقتله .
كما كشف استشهاد حسين عمق الانفلات الأخلاقي للنظام و رموزه بشكل فاضح حينما صرح وزير خارجيته بان الشهيد حسين ليس بشهيد بل أن رجل الأمن ( مجنس من أصل باكستاني) هو الذي يستحق لقب الشهادة . وبذلك يقطع هذا الوزير المجال أمام أي مشكك في جدية هذا النظام في محاكمة قتلة الشهداء الذين لا يرى فيهم إلا مجرد خارجين على القانون تمردوا على آلهة الأرض . ويرسخ وزير داخلية النظام هذا المعنى عندما يهم بتكليف نفسه بالصلاة وراء جنازة ما يسمى برجل الأمن بينما لم يكترث بسقوط أكثر من 100 شهيد و لا حتى أرسل لهم تعزية لوفاتهم ذلك أنه يعرف نفسه من حدث الجريمة .
المتتبع لخطوات هذا النظام بات يعرف بان هذا النظام لم يعد يحسب للقيم الأخلاقية وزنا إذا ما تعارض مع جانب المصلحة فهو مستعد لارتكاب كل الرذائل في سبيل البقاء فحسين و جراحات أهله و الشهداء الماضون ليسوا شيئا يذكر إذا ما شعر الطغيان بأن هناك شيئا ما يزعجه فلذا على الشعب ان يرتقب مزيدا من الطغيان بمباركة الحلفاء الكبار شركاء الدم المسفوح حراما في البحرين .
ويبقى أن أقول إلى الأرض التي ضمت بين جنبيها حسينا سلاما .. سيدي أيها الفتى الشامخ في إبائك ألهمت قلوب المستضعفين و الثوار معان لا تعد و لا تحصى .. ثق حسين في عليائك أنك أنت السامي وهم مادون السمو بكثير .. في ميزان العدالة و الحقيقة القاتل سافل و ان تلقب بكل ألقاب السمو هي عدالة السماء حسين تأبى إلا أن تحقق أمنيتك باللقاء الأبدي أن تعانق الموت حرا خير لك من أن تظل عبدا لعبيد الدينار ..
الشوزن الذي تمنيت يوما أن يستقر في قلبك لتفارق دنيا الفناء هو غاية ما يملكه هؤلاء فقد سقطوا في كل شئ إلا في شرب الدماء ...
في عليائك للسماء ستنضم إلى عديد من آخرين مزقت أحشاؤهم رصاص الغدر لا لذنب اقترفوه سوى أنهم خرجوا ليطلبوا العيش بكرامة و حرية .
في الوقت الذي تعلم فيه بأن صفك و مدرستك ستفتقد كثيرا بأن جرحك لم يهز قلب أقربائك من الأعماق فقط بل هز شعبا تدفق بالآلاف رغم آلة المنع للقائك الأخير ثق انك أنت المنتصر وهم الخاسرون حتى انقطاع النفس .
محمد علي البحراني
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat