ان مدينة جرجرايا من المدن العراقية التي ازدهرت بالعصر العباسي بالعلم والادب والشعر مما يدل على ان العراق كان منذ القدم بازدهار وتقدم ثقافي
اما موقع هذه المدينة انها تقع بين واسط وبغداد في الجانب الشرقي من نهر دجلة على بعد اربعة فراسخ جنوب شرقي دير العاقول حسب ما ذكره كتاب بلدان الخلافة الشرقية واسفل هذه المدينة تقع النعمانية وقال فيها اليعقوبي في تاريخه والمتوفي 384 هجرية مدينة النهروان الاسفل وهي ديار اشراف الفرس ومنها جاء ابن ابي الضحاك واحمد ابن الخصيب ويذكرها البشاري المقدس بقوله - وقد كانت عظيمة وهي اليوم مختلفة متقطعة العمارة الجامع بقرب الساحل عامر ولهم مايدور حول قطعة من المدينة وهذه المدن على غربي دجلة وسائر المدن صغار كما يجعلها من مدن بغداد اما ياقوت الحموي يقول فيها انها بلد من اعمال النهروان الاسفل بين واسط وبغداد ومن الجاني الشرقي كانت مدينة وخرجت مع ماخرب من النهروانات كما جاء في معجم البلدان واما ابن الاثير المتوفي سنة 682 هجرية يبدا الكلام فيها بقوله / انها قرية من اعمال بغداد مشهورة /ونجد ابن عبد الخالق البغدادي المتوفي 729 هجرية يوجز الكلام فيها انها /بلد من اعمال النهروان الاسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي كانت مدينة خربت ماخرب من النهروانات/ويعتقد الان انها تقع عند مدخل نهر الشاعورة الحديث الواقع في الجانب الشرقي من نهر دجلة بين قضاء النعمانية وناحية العزيزية في محافظة واسط وانه خربت سنة 375 هجرية حسب ماذكره اليعقوبي في تاريخه ويقول ياقوت الحموي انها اندثرت وخربت مع ماخرب من النهروانات
اما مكانتها الادبية والعلمية - ينسب اليها جماعة من العلماء والادباء والشعراء والكتاب مما يدل على منزلتها وارتفاع مكانتها الادبية والشعرية والفكرية ومن هؤلاء الذين ينسبون اليها ابراهيم بن باذام المعروف ب /عصابة الجرجراني/ ذكرت له حكايات طريفة واخبار مستلحة وله ديوان شعر روي عنه عون بن محمد الكندي كما ينسب اليها جعفر ابن محمد اب الصباح بن سفيان الجرجاني /مولى عمر ابن عبد العزيز/ الذي نزل بغداد وروي عن /الداروردي وهشيم/وروي عنه عبدالله بن قحطبة الصلحي وغيره
وينسب اليها كذلك علي الجرجاني الذي كان من الابداع لايدخل في العمران ولايختلط باحد وقد روي القزويني عن بشر الحافي هذه الحكاية في علي الجرجاني قال - لقيته على عين ماء فلما ابصرني عدا بذنب مني رايت اليوم انسيا فعدوت خلفه وقلت اوصني فالتفت الي وقال - عانق الفقر - وعاشر الصبر - وخالف الشهوة واجعل بينك اخلى من لحدك يوم تنقل اليه على هذا طاب المصير الى الله تعالى اما في الشعر فكانت مدينة جرجرايا انجبت الشعراء وعجب ان يلهج الشعراء بذكرها والتغني بايامهم فيها كثيرا وممن تغنى بها ابزون العماني بقوله
الا حبذا يوما جررنا ذيول اللهو فيه بجرجراي
هذا ماكده لنا في كتاب معجم البلدان
الى وقفة جديدة تحدد له الطريق وترسم له المعالم التي تجنه الضياع فهو قد يئس اويتناسى - وهو قد يجهل اويتجاهل - واستمرار ساعات النسيان وتعاقب فترات الجهل يشكلان خطرا كبيرا في حياة الانسان الدنيوية والخروية /اتل مااوحى اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ماتصنعون/ثم انه في حاجة ايضا الى شحنة من الاطمئنان النفسي تسلمه الى نومة هادئة واحلام سعيدة والصلاة هيا من اهم العوامل التي تسبب على صاحبها الامان والاطمئنان /والذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب /هذه بعض ملامح حكمة التوقيت ومراعاتها لمصلحة الروح والجسد ثم ان الصلاة باعمالها وواجباتها تشترك فيها الروح والجسد بشكل متلازم ولهذا فان الانسان عندما يتوجه بصلاته نحو الله يشعر ان كل ذرة في كيانه مندمجة مع عملية الصلاة بمشاعره واحاسيسه واعضائه وجوارحه كل هذه مجتمعة في نقطة واحدة لننطلق منها في رحاب الله /واقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا وفي الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا/فهكذا مدن العراق عراق الانبياء والمقدسات والعلماء والحضارات
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat