صفحة الكاتب : علي فضيله الشمري

جرجرايا بين واسط وبغداد مدينة العلم والشعر والادب
علي فضيله الشمري
  ان مدينة جرجرايا من المدن العراقية التي ازدهرت بالعصر العباسي بالعلم والادب والشعر مما يدل على ان العراق كان منذ القدم بازدهار وتقدم ثقافي
    اما موقع هذه المدينة انها تقع بين واسط وبغداد في الجانب الشرقي من نهر دجلة على بعد اربعة فراسخ جنوب شرقي دير العاقول حسب ما ذكره كتاب بلدان الخلافة الشرقية واسفل هذه المدينة تقع النعمانية وقال فيها اليعقوبي في تاريخه والمتوفي 384 هجرية مدينة النهروان الاسفل وهي ديار اشراف الفرس ومنها جاء ابن ابي الضحاك واحمد ابن الخصيب ويذكرها البشاري المقدس بقوله  - وقد كانت عظيمة وهي اليوم مختلفة متقطعة العمارة الجامع بقرب الساحل عامر ولهم مايدور حول قطعة من المدينة وهذه المدن على غربي دجلة وسائر المدن صغار كما يجعلها من مدن بغداد اما ياقوت الحموي يقول فيها انها بلد من اعمال النهروان الاسفل بين واسط وبغداد ومن الجاني الشرقي كانت مدينة وخرجت مع ماخرب من النهروانات كما جاء في معجم البلدان واما ابن الاثير المتوفي سنة 682 هجرية يبدا الكلام فيها بقوله / انها قرية من اعمال بغداد مشهورة /ونجد ابن عبد الخالق البغدادي المتوفي 729 هجرية يوجز الكلام فيها انها /بلد من اعمال النهروان الاسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي كانت مدينة خربت ماخرب من النهروانات/ويعتقد الان انها تقع عند مدخل نهر الشاعورة الحديث الواقع في الجانب الشرقي من نهر دجلة بين قضاء النعمانية وناحية العزيزية في محافظة واسط وانه خربت سنة 375 هجرية حسب ماذكره اليعقوبي في تاريخه ويقول ياقوت الحموي انها اندثرت وخربت مع ماخرب من النهروانات
    اما مكانتها الادبية  والعلمية  - ينسب اليها جماعة من العلماء والادباء والشعراء والكتاب مما يدل على منزلتها وارتفاع مكانتها الادبية والشعرية والفكرية ومن هؤلاء الذين ينسبون اليها ابراهيم بن باذام المعروف ب /عصابة الجرجراني/ ذكرت له حكايات طريفة واخبار مستلحة وله ديوان شعر روي عنه عون بن محمد الكندي كما ينسب اليها جعفر ابن محمد اب الصباح بن سفيان الجرجاني /مولى عمر ابن عبد العزيز/ الذي نزل بغداد وروي عن /الداروردي وهشيم/وروي عنه عبدالله بن قحطبة الصلحي وغيره
    وينسب اليها كذلك علي الجرجاني الذي كان من الابداع لايدخل في العمران ولايختلط باحد وقد روي القزويني عن بشر الحافي هذه الحكاية في علي الجرجاني قال - لقيته على عين ماء فلما ابصرني عدا بذنب مني رايت اليوم انسيا فعدوت خلفه وقلت اوصني فالتفت الي وقال  - عانق الفقر  - وعاشر الصبر - وخالف الشهوة واجعل بينك اخلى من لحدك يوم تنقل اليه على هذا طاب المصير الى الله تعالى اما في الشعر فكانت مدينة جرجرايا انجبت الشعراء وعجب ان يلهج الشعراء بذكرها والتغني بايامهم فيها كثيرا وممن تغنى بها ابزون العماني بقوله
    الا حبذا يوما جررنا       ذيول اللهو فيه بجرجراي
    هذا ماكده لنا في كتاب معجم البلدان
    الى وقفة جديدة تحدد له الطريق وترسم له المعالم التي تجنه الضياع فهو قد يئس اويتناسى  - وهو قد يجهل اويتجاهل  - واستمرار ساعات النسيان وتعاقب فترات الجهل يشكلان خطرا كبيرا في حياة الانسان الدنيوية والخروية /اتل مااوحى اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ماتصنعون/ثم انه في حاجة ايضا الى شحنة من الاطمئنان النفسي تسلمه الى نومة هادئة واحلام سعيدة والصلاة هيا من اهم العوامل التي تسبب على صاحبها الامان والاطمئنان /والذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب /هذه بعض ملامح حكمة التوقيت ومراعاتها لمصلحة الروح والجسد ثم ان الصلاة باعمالها وواجباتها تشترك فيها الروح والجسد بشكل متلازم ولهذا فان الانسان عندما يتوجه بصلاته نحو الله يشعر ان كل ذرة في كيانه مندمجة مع عملية الصلاة بمشاعره واحاسيسه واعضائه وجوارحه كل هذه مجتمعة في نقطة واحدة لننطلق منها في رحاب الله /واقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا وفي الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا/فهكذا مدن العراق عراق الانبياء والمقدسات والعلماء والحضارات

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فضيله الشمري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/18


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • إنصاف الإمام الحسن المجتبى عليه السلام   (المقالات)

    • معهد تراث الانبياء خدمات جليلة تقدم في مجال التقنيات الالكترونية بدعم ومباركة من العتبة العباسية  (ثقافات)

    • اصدار كتاب جديد بعنوان القوات المسلحة سيقان بلا اقدام للواء المتقاعد قحطان حسن جبر التميمي  (قراءة في كتاب )

    • صناعة نظارة ذكية لعلاج الصداع الاعتيادي وداء الشقيقة في تربية واسط   (نشاطات )

    • ديوان الوقف الشيعي يقيم ملتقى الطف العلمي والثقافي الدولي التاسع بالتعاون مع الجامعة المستنصرية  (نشاطات )



كتابة تعليق لموضوع : جرجرايا بين واسط وبغداد مدينة العلم والشعر والادب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net