صفحة الكاتب : نور الحربي

المجلسيون بين الائتلاف والتحالف !!
نور الحربي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يعتبر التحالف الوطني بوصفه الكتلة البرلمانية الاكبر, احد اهم مرتكزات العملية السياسية في عراق ما بعد سقوط نظام البعث, فقواه ومكوناته مشهود لها بالعمل الجاد لارساء دعائم المشروع الوطني العراقي رغم الاختلاف في فهم وتطبيق اليات هذا المشروع. ولو اردنا ان نحكم على تجربة هذا التحالف خلال الفترة المنصرمة من تشكيلة بدمج ائتلافي دولة القانون والوطني لوجدنا انه مارس دورا فاعلا كوحدة واحدة مجتمعة فيما برزت قوى من داخله وعلا صوتها لتعبر عن رؤائها وافكارها تجاه ما يحدث من مستجدات تارة وللتعبير عن توجهاتها كقوة منفردة ازاء بعض الثوابت, وهذا ما لاحظناه في اداء المجلس الاعلى الاسلامي العراقي فلقد كان رقيبا جيدا عبر كتلته البرلمانية كتلة المواطن على اداء الحكومة والبرلمان كما كانت افكار وروىء رئيسه السيد الحكيم وقادته الاخرين تمرر باستمرار لتمثل عامل اطمئنان بأن العملية السياسية جارية رغم مخاوف البعض من تراجعها مع التأكيد الدائم على حاكمية ومرجعية الدستور. ومن هنا كانت تأكيدات اخرى لاتتقاطع مع هذه الرؤية تصحح المسار وترشد عمل الحكومة وتقف بوجه من يريد نقل البلد الى مرحلة الفوضى فكانت المواقف الرافضة لعملية سحب الثقة وحكومة الاغلبية السياسية وغيرها من افكار ومشاريع تصدى لها المجلسيون بكل حنكة مؤكدين قدرتهم على التفاعل والتعامل مع المستجدات بروح الحريص على الوطن والمواطن, ولو حاولنا فهم كل هذه المواقف عبر تفكيكها اولا وفهم طبيعة كل قرار على حدة دون خلط الاوراق والمتاجرة بالكلمات لوجدنا ان هذه المواقف مجتمعة والتي حافظ بعضها على لحمة القوى العراقية واسهم بشكل كبير في التقليل من اثار الازمة الساسية انما يعبر عن نضج كبير ورشد في مسيرة هذا التيار الوطني العريق. انطلاقا من هذا الفهم تأتي تأكيدات رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي على إن التحالف الوطني ركيزة مهمة في العملية السياسية وضرورة دعمه ودعم تماسكه ليكون شريكا وظهيرا لسائر الشركاء، وليس غريبا ان يدعو الى تفعيل دور الائتلاف الوطني بوصفه جزء من هذا التحالف ففي الوقت الذي يرى فيه البعض ان مثل هذه الدعوات تحمل في طياتها تناقضا وازدواجا نرى ان هذه الدعوات تمثل اطارا لتنشيط كل القوى وان لايقتصر العمل على اللجان والهيئة السياسية للتحالف لتقوم بهذا الدور بل ان تضييق الدائرة لتنشيط الائتلاف الوطني سيسهم في توسيع دائرة عمل التحالف كعنوان اكبر واوسع واكثر حركية وهي ليست لعبة ملىء فراغ او تبادل مواقع بل انها دورة متكاملة تبدا بالحوار وتلاقح الافكار ووضع الاليات والبرامج وتطوير التصورات في الائتلاف اولا لتطرح كبرامج عمل ومشاريع قابلة للتطبيق بعد ان اشبعت بحثا ومناقشة ومحاورات في التحالف الوطني .انه قطعا النظر بعين المصلحة الوطنية وبدل ان ننعت دعاة الاصلاح بضيق الافق لابد لنا ان نفهم ماذا يريدون ولماذا وكيف لنصل الى المبتغى فهذا منهج اصيل لابد من تعلمه والعمل بمقتضاه وجعله حيز التنفيذ ... 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نور الحربي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/14



كتابة تعليق لموضوع : المجلسيون بين الائتلاف والتحالف !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net