عملت زينب كثيرًا، اجتهدت بكل قوتها، وضعت خططها الخاصة واعتقدت أنها تسير في الطريق الصحيح.
كانت تحب عملها بكل شغف، وعاشت من أجله، وبذلت كل وقتها وحياتها من أجل تطوير العمل.
لكن في ليلة وضحاها، قلبت الموازين، وخسرت عملها الذي كانت تعتبره جزءًا من حياتها، وأصابها اليأس.
دخلت زينب في دوامة من الصراعات مع نفسها، بكيت كثيرًا وعاتبت الله، وتساءلت: “هل سعيي لم يُرَ؟
هل الله لا يحبني؟
لماذا كان كل شيء يسير على ما يرام ثم فجأة ينقلب رأسًا على عقب؟”
ومع مرور الأيام، بدأ اليأس يتسلل إلى قلبها. في لحظة ضعف، جلست مع نفسها وشعرت بالاستسلام.
لكن شيئًا ما في داخلها دفعها للتفكير، فبدأت تستغفر الله لما بدر منها من قنوط ويأس،وأخذت تشكر الله على كل ما مرّت به، وتدرك شيئًا فشيئًا أن ما حصل لم يكن نهاية العالم.
في أحد الأيام، وبعد فترة من التأمل والصبر، بدأت زينب ترى الأمور من منظور مختلف. فتحت بصر قلبها، واكتشفت أن الله كان يخبئ لها الخير.
في البداية، كانت ترى ذلك الانقلاب في حياتها بمثابة خسارة، لكن مع مرور الوقت بدأت ترى الحكمة وراء ذلك.
أدركت أن الله كان يختبر صبرها، وأن العسر حتمًا يتبعه يسر.
وفي تلك اللحظات من التأمل، قرأت زينب في كتاب الله عز وجل، فشدت نظرها آية عظيمة في سورة الكهف، فقرأت قول الله تعالى:
“وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خَبْرًا”
كانت هذه الآية من أقرب الآيات إلى قلبها. فهي تذكرتها في تلك اللحظة، عندما شعرت بالعجز عن فهم حكمة ما يمر بها.
يصعب على الإنسان، بنظرته الدنيوية المحدودة، أن يفهم الأمور التي تحصل حوله أو يدرك الحكمة المخبأة وراء الابتلاءات.
فدعت زينب قائلة: “يا رب، ألهمنا الصبر على ما لم نحط به، وارضنا بقضائك حتى تظهر حكمتك في كل شيء.”
عندها، فهمت زينب أن كرم الله بعد العوض لا يمكن مقارنته بأي شيء، وأن الله يريد لها خيرًا أكثر من كل ما كانت تطمح إليه.
رحمة الله عظيمة، ومن يومها أصبحت زينب على يقين أن خطط الله أكبر من خططها، وأن الله دائمًا يريد لها الأفضل.
لذا سلمت أمرها لله عز وجل، لأنه أرحم بها من نفسها
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat