تواضع لله يرفعك
د . زهراء منصور الحلفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . زهراء منصور الحلفي

إحدى آفات النفس الأكثر قبحًا مع شديد الأسف أخذ يعتبرها البعض مكرمة، ومفخرة من مفاخر النفس التي تستدعي الوسام، والشرف ألا وهي (الغرور)، فما بال إبن آدم يتبختر، ويصعّر خدّه للناس ويمشي في الأرض مرحًا وقد خلق من نطفة وآخره جيفة وقد أرشدنا إلى هذه الحقيقة الواضحة أئمتنا الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) يقولُ سيّد البلغاء، وكبير الحكماء الإمام علي (عليه السلام) : " عجبت لإبن آدم يتكبّر، وأوّله نطفة، وآخره جيفة" ويقول (عليه السلام) أيضًا: " مسكين إبن آدم، مكتوم الأجل، مكنون العلل، محفوظ العمل… تؤلمه البقّة , وتقتله الشرقة , وتنتنه العرقة" وهي أحاديث واضحة تدركها العقول الناضجة بلا تفسير، أو تأويل . وقد أثبتَ علم النفس الحديث أنَّ الكِبَرْ نتيجة النقص الذي يعتري الأنسان من الداخل فيظّن أنّه بغروره هذا يملأ نقصه ولكن الأمر مكشوف لدى الناس فهو مذمومٌ، محتقرٌ من قبلهم أمّا المتواضع فتراه يتصرّف بعفويةٍ مطلقة تملأه الثقة العالية بالنفس مصداقًا لقول الشاعر :
ملأى السنابلِ تنحني بتواضعٍ
والفارغات رؤوسهنَّ شوامخُ
فلمَ الغرورُ إذًا وهو الخذلان، والسقوط في أعين العباد في الدنيا، وفي الآخرة كما رويَ عن سيّد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ( عليه السلام ) أنْ : " يحشر المتكبّرون على هيأة صغار النمل يوم القيّامة فيدوسهم جميع الناس؛ لأنّهم لا قدر، ولا قيمة لهم عند الله ) فضلًا عن تحريم الجنّة عليهم كما قال (صلى الله عليه واله وسلم ) : " لا يدخل الجنّة من كان في قلبه حبّة من خردل ٍ من كبر ) فـإحذر يا إبن آدم إحذر من أن تنخرك آفة الكبر فإنّك لن تخرق الأرض، ولن تبلغ الجبالَ طولا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat