صفحة الكاتب : علي الخالدي

إعلموا أني فاطمة..!
علي الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خطابات التحدي والتعالي مختلفة المستويات، ومتعددة هي طرقها ومن ذلك التفاخر، تعريف المتبارين بأصالة الإسم.

فاطمة الزهراء عليها السلام، عَرّفها رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله "فاطمة هي بضعة مني، وروحي التي بين جنبيّ، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله" والبضع هو الجزء الذي لا يختلف في البنية من الكل، حيث أراد النبي بيان فعل فاطمة للأمة في قادم الأيام، وليس في حياته، أي ان مصداق عملها هو رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله، وعملها هو نتاج بيت العصمة قامت او قعدت.

عندما هاجم المرتدون ولي المسلمين وأمير المؤمنين علي عليه السلام، في لحظات وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، مركز النبوة ومقر الخلافة، حيث بيت فاطمة الزهراء عليها السلام، وبدأوا بإضرام النيران حول الدار، واخذوا يرفسون باب موقع الرسالة بأقدامهم، نادتهم بأعلى صوتها "اعلموا أني فاطمة" وهذه ليست إجابة لهم لتعلهم أنها إمرأة ولها حرمة، والعرب يحترمون النساء فيأخذهم الخجل والغيرة!

إن هذا الخطاب لهو عظيم، وذو معان سماوية، ترتعد له فرائص حتى من في إذنه صمم! ويصرخ من في داخله لب، ولكن ران على قلوبهم! وأغلق آذانهم الوقر، حيث ان نداءها ب"اعلموا اني فاطمة" هو ليس نداء تعريف بمن هي! فقد بيّنا ذلك في مقدمة الكلام، أن النبي عرّفها من هي، وبعد توصيف النبي لا تحتاج لأي سرد بنسبها ولقبها ومناقبها, وبزوج من وأم من.

كلام لمولاتنا بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله) لما دخلتْ على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم:

أيها الناس اعلموا: أني فاطمة، وأبي محمد (صلى الله عليه وآله) أقول عوداً وبدوا، ولا أقول ما أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل شططا ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخ ابن عمي دون رجالكم...

أرادت صلوات الله وسلامه عليها، أن تقول إني وريثة الرسول، بكل تراث خلّفه في الدين والعقيدة، وليس بقطعة ارض "فدك" وإن ما يصدر عني هو الحق والصدق، وهذا ما شهد لي به نبيكم، لعلهم يرتدعون، او يتذكرون وصاياه بها فيعودون إلى رشدهم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/18



كتابة تعليق لموضوع : إعلموا أني فاطمة..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net