"إسلامنا" هو تلك الشّعلة المُضيئة في ظلمات الجهل والتّخلُّف ونقل البشريّة إلى عالم العلم والمعرفة، فنشر قيماً ونثر أخلاقاً ودحضَ أفكاراً، حتى صارَ نبعاً فياضاً ينهل منه كلّ شريفٍ في هذا العالم.
ومنذ أن لمع نجمه، وأنتج أمّةً تضجّ بالعلماء والمناهج والكتب، وهناك مَن يتريّص به، ويسعى لتشويهه واضعاً أنظمته وشرائعه ومعالم قوّته تحت مجهرٍ من الغلّ والكيد، ساعياً لتدمير كلّ نقاط القوّة ، فنجده مرّةً يستهدف المرأة ليسلبها كينونتها وموقعها المميّز، ومرّةً يُغِير على الأسرة لزعزعة بنيانها وتوهين سلطة الأبوين وغيرها وغيرها من الظواهر التي تميّز هذا الدين العظيم.
واليوم تطالعُنا ظاهرةٌ جديدةٌ تسعى للمسّ بالشعائر الحسينية_التي أذهلت العالم بديمومتها وقداستها وصورتها التي عكست رونق الحضارة الإسلامية وأصالتها_فاحتارت ماذا تستهدف، أتستهدف العراق العريق، أم التنظيم، أم الناس التي تسيرُ على فطرتها‘ أم العلماء ، أم الأحداث التي حدثت منذ أكثر من ألف وأربعمئة عام، فقرّرت أن تُصوّب سهامها نحو المُحتوى االعشورائي الذي يُقدَّم للطفل، نظراً لحساسية هذه المرحلة العمرية والذي يتعاطف معها الكثير بشكلٍ تلقائيٍّ وعاطفيّ.
نحن نعي ما نفعل: أي مفهوم ديني عميق يمكن تقديمه للاطفال لكن بشرط التدرّج في بيان المقدّمات، وبالسبة لقضيّة استشهاد الإمام الحسين ع نشرح له المقدار الذي يفهمه دون زيادةٍ أو نُقصان أو مبالغة أو مُغالاة، صحيحٌ أنّ الإمام الحسين ع السلام استُشهد وأهله وأصحابه عليهم السلام جميعا لكننا نؤمن أنّ الشهيد لا يموت بإثبات الآية الكريمة"ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون"صدق الله العلي العظيم، فلا شكّ أنّ الموت بالنسبة للأطفال قد يكون نهاية مظلمة لصعوبة تصورهم ما بعده، لهذا نحن نركّز على الحياة الواقعية من وراء الشهادة، فلو مات الإنسان في سبيل الله وانتقل عن هذا العالم كلياً فلا بأس بذلك، لأن هذه الحياة محدودةولا تساوي شيئاً أمام الحياة الآخرة التي هي الحياة الحقيقية، وبالنسبة لشهداء كربلاء سيأتيهم رزقهم عند الله سبحانه وتعالى وسيكون فوّاراً وغزيرا لما قدّموه فداءً للإسلام ، ويتحوّل بذلك شهداؤنا إلى رموزٍ يُقتدى بهم بكلّ ما تصرّفوا وقاموا به مع ربهم بالدرجة الأولى وقائدهم بالدرجة الثانية.
وهنا أقول مرّةً أخرى كمُختصّة تربوية وعالمةٌ بمرحلة الطفولة "نحنُ نعي ما نفعله "فلا تخافوا على أطفالنا من حسيننا واهتموا بالمحتويات الهابطة التي تُقدَّم لأطفالنا، والبرامج التي تحث على الإنتحار والأخرى التي تزرع الأفكار الواهية الخالية من الثقافة الإسلامية والأخلاق المحمدية، وأفلام الكرتون التي تتضمن إيحاءات أدّت إلى عاصفة الشّذوذ والمثليّة، وساعدوا أطفال عالمكم حتى لا يروا الدمار في بيوتهم والمساجد، وكي لا يروا أبناء الأقصى بأكفانهم وامسحوا دموع الفقر عن وجناتهم.
نحنُ ومن قبلنا آلاف الأجيال نشأنا على مجالس الحسين ع فتعلّمنا الروح الوطنية وفداء أوطاننا بأجسادنا والحياة بكرامة، وتعلّمنا تقبُّل الآخر والحنوّ على الفقير وصدق الحديث ونرى الله في كلّ عمل نقوم به..
هذه ثقافتنا فأرونا ما هي ثقافتكم..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat