الطالب : علي محمد جاسم
المدرسة : متوسطة المشارق
الصف : الثاني متوسط
ألتقيه في غرفة المرشد التربوي في متوسطة المشارق طفل يستعد للمراهقة بملامح تنبأ بوسامة وسمرة حجازبة مليحة زادها خلقه حسنا .
سألته كنت تسكن أي محافظة قبل كربلاء
فأجابني بمرارة : بغداد ولا أذكر منها سوى وفاة والدي ، وبعضها أحداثها أحفظها من عائلتي لأني كنت صغير وقتها ، ولم تك ذاكرتي قد أكتملت بعد ، بدأ يروي لي تفاصيل وفاة والده ، كان من عادة أبي أن يعمل سائق تكسي في أيام إجازته من عمله منتسبا في وزارة الدخلية وفي الثالث عشر من شباط من العام 2013 خرج والدي كعادته ساعيا لرزقه ولزيادة دخلنا لكنه تأخر في العودة تأخر كثيرا صبرنا أنفسنا، وقلنا ربما سهر عند احد أصدقائه وجاء الصباح ولم يأت ابي أتصلنا عليه مرار ومرارا دون جدوى بلغنا مركز الشرطة بلغنا شركة الاتصالات وتتبعوا آخر إشارة بثها الهاتف وذهبنا للمكان المحدد ولم نجد شيئا لا أبي لا سيارته ولا هاتفه بعدها بزمن ليس بالقصير علمنا أن والدي تم تجزئة سيارته وبيعها وتنقلت بين مالكين كثر.
هل عثرتم على جثة الوالد؟
لا أبدا أحيانا أفكر إنه قد يكون فقد ذاكرة وهو حي في مكانا ما من هذا العالم من يدري.
بعد وفاة بابا بعام أي في 2014 أنتقلنا للعيش في كربلاء كنت حينها في الخامسة من عمري وأخي الأكبر في الثامنة من عمره وأختي فاطمة في السادسة من العمر ،ودل المحسنين والدتي على مدارس الإمام جعفر الصادق (ع) فقامت والدتي بتسجيلنا في مدارس الإمام جعفر الصادق (ع) وكفلت المدرسة تكاليف دراستنا وأجور نقلنا وملابسنا فكانت تقدم لنا كسوة الأعياد والزي المدرسي وراتب شهري لي ولأخوتي قدره خمسون ألف دينار شهريا وبعد أن أتممت المرحلة الابتدائية أنتقلت الى متوسطة المشارق ولم يختلف شيئا لازالت كل تكاليف دراستي ونقلي والزي المدرسة مدفوعة الثمن مكفولة من قبل المؤسسة وأخي الأصغر لا يزال مستمرا في تعليمه في مدراس جعفر الصادق (ع) ويتلقى الرعاية نفسها التي أتلقاها، كما تقدم لنا الرعاية النفسية هنا أيضا إذ يساعد من يعاني من مشكلة نفسية أو مشكلة في المدرسة ونلجأ إليه ليصلح بيننا أحيانا ونستشيره فيما يصعب علينا فهمه وتجاوزه من أمور الحياة ،
_ سألته لأخفف عنه وأغير الحديث؛
_ ماذا تحب أن تصبح في المستقبل؟
_ فأجاب : طبيب أو أستاذ جامعي.
_ طيب لو دعاك أحدهم إلى التدخين هل تطاوعه؟
_لا ، فهو مضر بصحة.
_ وإذا قيل لك شرط الرجولة هو التدخين.
_ قال : لا الرجولة شرطها الأفعال.
_ ما هو السلوك الذي أن يحافظ عليه من هو في سنك؟
_ العلاقات الطيبة مع الأهل والأصدقاء والتدريسين والحرص على الدراسة وأخيرا أن أحافظ على الشريان الممتد بيني وبين الوالد رحمه الله
_ كيف تحافظ عليه؟
_ قراءة القرآن الكريم لروحه والتصرف بصورة حسنة مع الناس لترفع مكانته في الآخرة لا أريد لعمله الطيب أن ينقطع مصداقا لقول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله سلم)
(إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat