ما جريرة هؤلاء المقتولين؟
انعام حميد الحجية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انعام حميد الحجية

تطرح الكثيرمن الدراسات اسباب النهضة الحسينية المباركة أو العوامل التي فرضت على الحسين عليه السلام ، ان ينهض بكربلاء ، ومن هذه الاسباب هو ان الحكم الاموي يسعى للقضاء على رموز النخبة الواعية من شيعة أمير المؤمنين ، وقيام الحكومة السياسية بتصفية جسدية لمجتمع نخبوي من اجل اضعاف الجانب العلوي ، فقتل رموزه الفكرية والروحية يعني ابادة التأثير الشعبي والمجتمعي ، هل وقفنا أمام هذه الحقيقة المذهلة ؟ أم قرأناها بمحتواها الظاهري ، لماذا يقتلون الطليعة المؤنة للأمة الاسلامية ، لماذا يريدون تصفية الثقل الفكري الاسلامي ، كونهم يمتلكون الولاء ، معاوية قتل حجر بن عدي الكندي،، فهل تعمقنا في هذا الحدث أو مررنا عليه مرور الكرام ، هل سألنا انفسنا يوما ما هي جريرة حجر بن عدي الكندي ، والذي يعرف بحجر الخير، هو من فضلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أحد أعلام الشيعة الموالين للإمام علي ولأهل البيت عليهم السلام ، وأحد شهداء الولاء العلوي المقدس، يقول الشيخ الطوسي قدس سره أنه كان من الابدال ، ورحت أبحث عن معنى الابدال فوجدتهم العباد والزهاد والاولياء المخلصين لله سبحانه تعالى ، ولقد ذكرت مفردة الابدال وهي في مقام المدح والثناء ، يمتازون بالصلاح والدرجة الايمانية العالية والرفيعة النخبة المتميزة في كل عصر ، وهذا المعنى العام يكون له مصاديق متعددة وأبرز هذه المصاديق هم الائمة المعصومين عليهم السلام ، أسلم حجر وهو صغير السن ثم وفد مع أخيه هاني بن عدي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تميز دوره في نصرة الحسين شهد له النبي صلى الله وآله حيث كان ممن شارك في دفن الصحابي الجليل الثائر أبي ذر الغفاري، كان قائدا عسكريا في فتح الشام وتولى قيادة الفرقة العسكرية في مرج عذراء ،أول مسلم دخل هذا المرج وصلى فيه وشهد القادسية والجمل وصفين والنهروان ، وقتله معاوية في مرج عذراء ، في غوطة الشام على بعد 25 كم من دمشق ، الامام علي السلام نبأه في مقتله وهو على فراش الشهادة بانه سيقتل مع سبعة من نفر بعذراء مثلهم كمثل أصحاب الأخدود وأستنكر الحسين عليه السلام ، على معاوية قتل حجر وأرسل له :ـ الست قاتل حجر وأصحابه العابدين قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما أعطيتهم المواثيق الغليظة والعهود المؤكدة ، له مرقد وقبر يزار ومنارة وهدم الدواعش قبره في عام 2013م ، وقتل معاوية رشيد الهجري وهو من حواري أمير المؤمنين عليه السلام خريج مدرسة المنايا والبلايا ، سمي رشيد البلايا ، وهو ينسب الى هجر في أقصى اليمين ، كان على قائمة المطلوبين الى الدولة الأموية ، وله مرقد يزار في الشهابية ناحية الكفل ، ومن أصحاب الإمام علي الذين قتلهم معاوية هو عمرو بن الحمق الذي قتل في الموصل ، وحمل رأسه الى الشام الى معاوية فأهداه الى زوجة عمرو وكانت سجينة عند معاوية فلما رأته قالت ، اهلا بها من هدية لا قالية ولا مقلية ، وكل هذاالقتل والذبح بالصحابة الراعين لحقوق الله سبحانه المخلصين له الدين كان مبررا من مبررات النهضة الحسينية المباركة ، والبحث في عمق التأريخ يصل بنا الى البصيرة الواعية التي نستطيع من خلالها ان نعرف حقيقة اسباب النهضة ومعنى ان يكون مقتل هؤلاء الصحابة الأجلاء من الدوافع المهمة لنهضة الحسين عليه السلام ، وخاصة نحن نعيش زمنا يسهل فيه الحصول على المعلومة عبر البحث المتطور والسريع في أجهزة الانترنت والوسائط الأخرى ، فكان دأب الأمويين على سفك دماء الشيعة ، وهذا انحراف في قيم الأسلام ، كان يبعث قادته للقتل العشوائي في الامصار الاسلامية ، بعث بسر بن ارطأة ورجل من عامر والضحاك بن قيس وقتلوا من يجمعهم في طريق ، قتلوا اغلب اصحاب أمير المؤمنين عليه السلام في المدينة المنورة ، وهدموا دورهم في وقتل منهم جماعة في مكة والى السراة بنجران قتلوا عبد الله بن عبد المدان الحارثي عامل علي ثم الى اليمن وعليها عبيد الله ذبح بسرطفليه ، وذهب العامري الى الانبار وذبح ابن حسان البكري ، وقتل رجال ونساء من الشيعة ، من الحرص ان لا نمر على تلك الاحداث دون ان نتأمل في عمقها ومستقبلها اذا ما تفردوا بالسلطة وتحت شرعية الدين كما يدعون ،لهذا كان الحسين عليه وما زال الى اليوم هو المحورالذي يستهدفونه ، وكان استهداف شيعة أمير المؤمنين وراثة ورثها يزيد ، فمن يدرس اسباب النهضة عليه ان يضع في الحسبان ما جرى لصعصعة بن صوحان نفاه عثمان الى البحرين ونفي معه مالك بن الاشتر وعدد من رجالات الشيعة من الكوفة نفاه معاوية وتوفى فيها سنة 56 هـ وعشرات من كبار الشيعة قتلوا فرادى دون حرب ولا معارضة تصفيات جسدية لمجرد الانتماء واستمرت في عهد يزيد وقتل الصحابة الواعيين المخلصين كان مبررا من مبررات معركة الحسين عليه السلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat