كانت مسالة التوحيد مسالة مستقرة وجدانيا عند الشيعة لوجود الائمة عليهم السلام ويعتبر زمن الغيبة عند الكثير من المؤرخين بداية التطور المنطقي لعلم الكلام الشيعي ليصبح نظاما متكاملا متميزا يجمع فيه من كل النظم الشيعية وتلك الخصائص متميزة لعلم الكلام الشيعي الموحد واقامة صرح تعليمي متكامل وتأسيس علم الكلام الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بحديث النبي صلى الله عليه واله وسلم وحديث اهل البيت عليهم السلام
سعت الحكومات الى اعاقة عمل علماء الشيعة من نشر افكارهم ،الحكومات كانت تجد كل الجد في مراقبة العلماء والبحث عن الصاق التهم بهم ، لهذا اعتمدوا على نشر آرائهم ونتائجهم عن طريق الرواية الشفوية، نشر كتب الشيعة كانت تتبع الظروف السياسية ومن ثم لا نسمع عن كتبهم شيئا ،علم الكلام لم يجد قبولا عند علماء الجمهور والشيعة فقد كان يخشون ان ينزلقوا من الدين الى علم الكلام ، بينما هناك من يعتقد ان تحذير الائمة عليهم السلام يخص الضعفاء ولا يشمل العلماء ممن لهم تجربة ،يحاول بعض المؤرخين ان يقارب بين علم الكلام عند الشيعة مع علم الكلام عند المعتزلة حتى ان البعض كان يرى ان المذهب المعتزلي كان يعيش في المذهب الشيعي كتاب منهاج السنه صفحه 16،والحقيقة ان علم الكلام الشيعي له اسس قائمة بذاتها مثل الامامة، كل العلماء الشيعة سخروا الحديث والمنطق لمساندة مواقفهم، الشيعة لهم مدرستهم ويؤمنون بان النبوة والامامة ينتميان الى بعضهم البعض، وان الامامة نتيجة للنبوة وقد تبنى هذا الموقف العلماء الشيعة واعتبروا النبوة و الامامة هوية الشيعة ،
يرى الشيعة ان النبي صلى الله عليه واله وسلم عين عليا خليفة له بوحي من الله وانه قد اعلن هذا النص الجلي في الناس ومسألة النص الجلي سبب النزاع بين الشيعة وغيرهم ، وبعض علماء الجمهور ذهب الا ان هذا الامر مخترع واما امر التقية فهي ليست شيعية بمعنى التخصيص هناك في مذهب الجمهور التقية واردة فالإمام الصادق عليه السلام وجد ان الخليفة العباسي هارون اضطهد الشيعة وطاردهم، فاجبر الامام على التقية حتى لا يعرض شيعه اهل البيت الى الخطر، في زمن الباقر عليه السلام حدثت ثورات كثيرة وراح ضحايا شهداء ، التستر عن العدو مطلوب لكنها تتحرك حسب الظرف السياسي كانت التقية في زمن العباسيين تشمل اداء الصلاة التقية ،اليوم اختلفت في الكثير من الامور يرى بعض العلماء المنصفين ان التقية موضوع تربوي اخلاق السياسي اكثر من ما هو موضوع ديني محض فنرى ان موضوع التقية يحتاج الى وقفة تأملية لندرك معناها ومغزاها
انفرد التشيع وعلى مدى تاريخه الى تصفية كبيرة باعتباره جهة معارضة في وقت كان يعد المعارض عدوا يستحق الابادة، لهذا تعرض الشيعة الى المطاردة والتنكيل وكان لابد من المحافظة على انفسهم من الابادة فلجأوا الى التقية باعتبارها وسيلة يقرها الدين للاحتماء بها ،عند الضرورة و لها سندها من الكتاب والسنة وكان من الاولى ان يمدحوا على ذلك لأنه استعملوا ما امر به الشارع لحفظ النفس عند الخطر او الابادة او الانهيار والارتماء في احضان الظالمين كما فعل غيرهم ممن آوى الى عروش الحكم والحكام يرتع في موائدهم،
السؤال الذي يراودني كثيرا اين هي التقية والشيعة وقفوا بوجه الطغيان وتكبدوا كثيرا من التضحيات ؟ يجيبني احد المؤرخين ان التقية عند الشيعة على مستوى الفتاوي وليس على مستوى العملي ومواقف الشيعة معروفة ضد معاوية وغيره من حكام الامويين والعباسيين كموقف حجر بن عدي الكندي وميثم التمار ورشيد الهجري كميل ابن زياد ومئات غيرهم كمواقف العلويين على امتداد التاريخ ولثوراتهم المتتالية والتقية من الموارد الاسلامية وموثقة بآيات قرانية مثل قوله تعالى ( الى ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير) ال عمران 28
والتقية اخفاء المعتقد خوفا من ضرر هالك ومعاشرة ظاهرة مع العدو وهناك اراء كثيرة حول البداء والرجعة والغيبة مبادئ مرتبطة بوجود الائمة عليهم السلام وارتبطت كل الامور في مفهوم الغيبة ويبدا العالم الشيعي ينظم علم التوحيد ودخل علم الكلام ليضيف بالأدلة العقلية الامامة الى النبوة ميادين الكلام واصدروا كتبا تعالج ميدان الامامة ، بدأ جامع الاحاديث المعروف محمد بن يعقوب الكليني عمله ويعود لقب الكليني الى مسقط راسه في كولين قرب الري وذهب فيما بعد الى بغداد جمع المصادر لمجموعته الكبرى الكافي في علم الدين توفى سنه 329 هجرية ودفن في حي باب الكوفة باب بغداد يقال ان حاكم بغداد العثماني المبغض للشيعة اراد حفر قبر الامام موسى بن جعفر عليها السلام في القضاء على حماس الشيعة الذين كانوا يأتون من بعيد لزيارة ذلك القبر وعلى اعتقادهم بعدم تعفن اجساد الائمة قال له بعض الشيعة ان علمائنا احياء فاستخرجوا جثه الكليني ظهر ان الجثة لم تفسد وكأنها جسم انسان نائم فتشيع عن حاكم وامر ببناء مسجد لمرقده المبارك
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat