صفحة الكاتب : تقى محمود السعدي

الفكر السياسي عند الشيخ محمد كاظم الخراساني / الآخوند
تقى محمود السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أولا.. وقبل أن أكتب سألت عن معنى (الآخوند)؟  
قيل أنها كلمة فارسية تطلق على رجال الدين عامة في إيران وأفغانستان وأذربيجان، وكانت في البداية تستخدم للعلماء الكبار وأطلقت على عدة شخصيات منهم صدر الدين الشيرازي، والشيخ محمد كاظم الخراساني  
***   
 ثانيا.. سألت لماذا سمي الشيخ محمد كاظم الخراساني باخوند؟  
- قال السيد هبة الدين الشهرستاني (أن الشيخ الخراساني كان يسافر إلى كربلاء لزيارة الحسين عليه السلام وفي أحد الأيام وبعد إتمام الزيارة حضر درس الأخوند الأردكاني ثم ذكر مسألة للشيخ الأنصاري وأورد عليه إشكالين ثم رأى الشيخ محمد كاظم الخراساني أن إشكالات الآخوند الأردكاني صحيحة، عرضها على أستاذه الأعظم الأنصاري وذكر له القصة كاملة فقبل الإشكال الأول ورد الثاني لكن الخرساني أصر على صحة الإشكال الثاني وإن الحق مع الأردكاني، واستمرت المناظرة مدة طويلة حتى انتبه أحد الطلاب يقول لزميله: 
ـ انظر لهذا الآخوند بعد ذاك الآخوند، وقال آخر الآخوند يؤيد أقوال الآخوند، قرة عيوننا بهذا الآخوند بعد ذلك الآخوند فصار لقبا ملازما للشيخ محمد كاظم الخراساني. 
****   
ثالثا.. بحثت في هويته الشخصية والبطاقة التعريفية  
 هو الشيخ محمد كاظم بن الملا حسين الهروي الخراساني النجفي ولد في مشهد المقدسة درس فيها المقدمات ودرس في سبزوار الحكمة والفلسفة وبقى فيها مدة قصيرة، سافر من طهران إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال الدراسة الحوزوية. 
كان الشيخ حلمه أن يدرس في حوزة النجف الأشرف لكن لم يكن يملك المال الكافي للوصول إلى النجف، بقي في طهران، وحصل على حقوق شرعية ليؤدي الصلاة والصوم تعهد الشيخ أن يصوم ويصلي مقابل المال عشرين عاما. 
 فقد الشيخ أولاده وزوجته، ترك البيت وعاش في سكن المدرسة وعانى من فقدان الأسرة كثيرا. 
***  
رابعا.. المنهل؟ 
 لمعرفة أسس الثقافة الحوزوية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي علينا أن ندرك أن ثقافة المنهل الفكري تعني الأساتذة وأهل الاختصاص الذين درس عندهم الشيخ الخراساني، فهو درس على يد الشيخ مرتضى الأنصاري الفقه والأصول، ودرس على يد الشيخ محمد حسن الشيرازي الأبحاث الخصوصية والعمومية في الأصول، ودرس على يد الشيخ راضي النجفي، علم الفقه وتكون تلك المناهل الهوية الثقافية للمجتهد ليكون هو من المناهل الثقافية. 
***    
 خامسا .... المنجز  
 من مرتكزات الرواء المرجعي أنه شيد لنا ثلاث مدارس تحمل اسمه وعشرات العلماء تخرجوا على يديه مثل الميرزا أبو الحسن المشكيني والشيخ محمد جواد البلاغي والسيد محسن الأمين العاملي، والسيد حسين القمي وأغا بزرك الطهراني ومجموعة كبيرة من العلماء. 
****    
سادسا ... المحور  
بعد وفاة  الميرزا الشيرازي اتجهت الأنظار إلى حوزة النجف  العلمية وزعيمها، خلف الآخوند الخراساني الميرزا الشيرازي واعتبر مرجع تقليد للشيعة، وكان رغم مشاغله يتابع الأحداث السياسية، وذاع صيته كزعيم سياسي، مارس نشاطه  في حركة الدستور وأصبح من زعماء الحركة مع الميرزا حسين الطهراني والشيخ عبد الله  المازندراني، إرسال برقيات ورسائل للزعماء وإصدار نشرات توعية وألف كتاب (تنبيه الأمة وتنزيه الملة) رأي عن النظام الدستوري من وجهة نظر الشريعة الإسلامية، أرسل رسالة نصيحة إلى الملك محمد بن علي شاه، تظاهر بالتأييد وسعى لنظام ديكتاتوري، وقصف المجلس النيابي، صعَّد الآخوند حربه ضد الملك  للاستفادة من قدرات الإيرانيين الأحرار وأحجم دور حكومة الملك  بالتصرف بإيران، وطالب الشعب بالامتناع عن دفع  الضرائب وأصدر  بيانا لإسقاط الملك، وجهت الحكومتان البريطانية والروسية إلى الآخوند  وبقية الزعماء المقيمين في العراق، وطلبتا منهم إيقاف نشاطاتهم السياسية، وطلبتا  من علماء إيران الالتزام والاعتداال، مذكرة تحمل طابع التهديد وتم إسقاط محمد علي شآه. 
***   
7.. الاستشهاد بعد إقامة صلاة الصبح  
توفى رحمه الله وهو بعمر 74 سنة، ودفن في النجف، ولم يعتبر موته طبيعيا، ويرى البعض أن من المحتمل أن أحد أذناب الانكليز دس له السم في طعامه أو شرابه، وقبل أكثر من سنة كانت عملية القتل متوقعة رحمه الله وأنار مثواه بالصلاة على محمد وآل محمد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تقى محمود السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/10/22



كتابة تعليق لموضوع : الفكر السياسي عند الشيخ محمد كاظم الخراساني / الآخوند
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net