البحث عن الذات في السير الغيرية تكون هي الموضوع، وهذا يترك المجال للقراءة في فرسان المرجعية المباركة عبر التواريخ بفاعلية تسليط الضوء على المنجز، وإحياء دوره وتحفيز متعدد الأهداف وهي غوص في الأعماق، وقراءتنا اليوم لفلسفة المير داماد، هو محمد باقر بن محمد الحسيني الاستربادي
فيلسوف عاش في القرن العاشر الهجري (العصر الصفوي) ودراسة هذه الشخصيات من الأمور المهمة في عوالم الإبداع لترسيخ القيم النيرة
ذكر المستشرق الياباني والباحث في القرآن الكريم (ايزو نستو) أن المير داماد من أعظم الفلاسفة المسلمين، كان من العلماء المتقنين لجميع العلوم الإسلامية مثل الفلسفة وعلم الكلام والطبيعيات والرياضيات والفقه والأصول والحديث والتفسير وكان مشهورا بلقب (المعلم الثالث)
اعتبروا أرسطو المعلم الأول، والفارابي المعلم الثاني، والداماد المعلم الثالث، لمكانته العلمية ويعتقد أن فلسفة المير داماد قد أثرت وبشكل كبير على فلسفة الملا صدرا (الحكمة المتعالية) وإمكانيته لفهم المدرسة الفلسفية في أصفهان، دون معرفة فلسفة المير داماد
كان شاعرا وله ديوان شعر باللغة العربية والفارسية، ذكر ايزونستو أن فلسفة المير داماد تعتمد على البرهان العقلي والشهود العرفاني في المنهج العقلي من أتباع المدرسة المشائية، ونتأمل في معنى المدرسة المشائية، مدرسة الفلاسفة الخلص الذين يمشون مشيا فكريا من المقدمات إلى النتائج أو من المطالب إلى ثلاثي فلاسفة العصر الذهبي اليوناني، سقراط وافلاطون وأرسطو، وقد سار المشاؤون الإسلاميون على نهج المدرسة اليونانية وخصوصا أرسطو، وكانوا عباقرة وفي العرفان تأثر بالشيخ السهروردي، من أشهر وأهم نظرياته هو الحدوث الدهري، فلسفة ابن سينا والفلاسفة بعدهم أن عالم العقول عالم قديم وأزلي والفرق بين العقول والله سبحانه واجب الوجود والعقول ممكنة الوجود، ولكن ذهب المير داماد إلى أن العقول ليست قديمة، بل حادثة وفقا له أن هذا الحدوث لا يحصل في الزمان، نحن نبحث عن دور رجل المرجعية عبر الأزمنة التي حملت قيم الدين والاسلام وهي تتنفس عبر الفلسفات الكونية، ونحلم بإعادة قراءة لجميع هذه الفلسفة لننتفع بها من جوانبها الأخلاقية والإنسانية
يرى المدون التاريخي أن الفيلسوف المير داماد كانت كتاباته تمتاز بالتعقيد وصعوبة الفهم، حيث كان يستخدم العبارات الغير مألوفة، ويمزج بين الفارسية والعربية، وفي بعض الأحيان يلتزم في قواعد الكتابة المعتادة، فهو يقول عن أسلوبه (يجب أن يكون المرء مدركا جيدا أن فهم كلامي يحتاج إلى فن وليس المجادلة معي والنقاش) (كتاب علماء في رضوان الله ص172).
وقال هنري كرين فيلسوف ومستشرق فرنسي، اعتنق الإسلام واختار المذهب الاثني عشري وكان له إيمان شديد بالإمام الحجة عجل الله تعالى فرجة الشريف
وعن أسلوب الداماد قال ليس الصعوبة بسبب ضعفه الفلسفي أو عدم قدرته على استخدام اللغة البسيطة، بل كان السبب هو تجنب لدغة معارضي الفلسفة، لقد تم نقل الكثير من القصص، حول طريقة كتابته المعقدة
بالمناسبة المير داماد لغة: تعني الصهر، لكون والده كان صهر المحقق الكركي، لذلك شمله اللقب أيضا، ومن ضمن سيرته الحياتية، عاش في مشهد فردوس العلوم العقلية والنقلية، سافر إلى قزوين وكاشان ومكث فيها ثم استقر في أصفهان، وكان من المقربين لشاه عباس صفوي وسافر مع الشاه صفي الصفوي إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة، وتوفى بين النجف وكربلاء ودفن في النجف
رحم الله فيلسوفنا المير داماد، وأجمل الخاتمة إهداء سورة الفاتحة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat