لَمْ أَدْرِ كَيْفَ ابْتَدَا فَجْرُ النِّهاياتِ
وَ كَيْفَ أَنْهَى الأَسى أَبْهى الحِكَايَاتِ
وَ كَيْفَ كَيْفَ اعْتَلَتْ جِبْرِيلُ صَيْحَتُهُ
تُبَعْثِرُ الحُزْنَ مِنْ أَعْلَى السِّمَاوَاتِ
وَ اللهِ قَدْ هُدِّمَتْ أَرْكانُ مِلَّتِكُمْ
وَ آيَةُ النُّورِ غَطَّتْ فِي الكَآبَاتِ
وَ صَفْحَةُ الدِّينِ بَادٍ فِي مَلامِحِها
حُزْنٌ وَ يَنْثَرُ مِلْحٌ فِي الجِرَاحَاتِ
هُنَا اكْفَهَرَّتْ شِفَاهُ الكَونِ تَنْدُبُهُ
مَبْحُوحَةَ الصَّوْتِ بَتْراءَ العِبَارَاتِ
العَدْلُ وَ اليُتْمُ وَ الإِسْلامُ يَطْلُبُهُ
وَ الفَرْضُ وَ الذِّكْرُ فِي إِعَصَارِ ثَورَاتِ
وَ صَرْخَةٌ مِنْ صَدَى التَّارِيخِ نَسْمَعُهَا
تَشُجُّ فِي هَامَةِ الدُّنْيَا الجِرَاحَاتِ
يَا بَاءَ بَسْمَلَةِ الفُرْقَانِ قُمْ فَهُنَا الْـ
ـعُشَّاقُ تُدْهِشُهَا كُلُّ السُّؤَالاتِ
جَاءَتْ لِتُسْقَى بِعِلْمٍ مِنْكَ مُنْسَكِبٍ
فَهَلْ تَعُودُ بِأَوْجَاعٍ وَ خَيْبَاتِ؟
قُمْ و انْقِذِ الفاقِدَ المَكْرُوبَ مِنْ شَظَفِ الـ
ـبَلْوى فَقَدْ جاءَ مِنْ قَعْرِ المُعَانَاةِ
وَ هَدِّئِ الرَّوْعَ مِنْ نَسْلِ البَتُولِ فَذِي الـ
ـحَوْراءُ فِي شَجَنٍ تَبْكِي بِلَوْعَاتِ
آهٍ وَ آهٍ لِذَاكَ القَلْبِ كَمْ عَصَفَتْ
بِهِ اللَّيَالِي وَ كَمْ ذاقَتْ مَرَارَاتِ
وَ الفَاطِمِيَّاتُ بِالأَشْجَانِ قَدْ ذُهِلَتْ
مَا بَينَ حُزْنٍ وَ حُزنٍ دَمْعُ مَأسَاةِ
كَأَنَّهَا عَلِمَتْ أَنْ الفَنَاءَ بَدَا
عَلَى البَسِيطَةِ وَ الإنْسَانِ بِالذَّاتِ
أَجَلْ فَأَنْسَنَةُ الإِنْسانِ مِنْكَ بَدَتْ
كَمَبْدَأِ الضَّوْءِ فِي وَجْهِ الصَّبَاحَاتِ
مُذْ غِبْتَ غَابَ سَنَا الإصْبَاحِ وَ ارْتَفَعَتْ
لِلحُزْنِ ألوِيَةٌ سُودُ الشِّعَارَاتِ
وَ امْتَدَّ عَبْرَ المَدَى صِيوَانُ تَعْزِيَةٍ
لَطْمٌ يُلاقِيهِ لَطْمٌ فِي الفَضَاءَاتِ
بَوَاتِرُ الغَدْرِ إِذْ غَالَتْكَ مَا عَرَفَتْ
أَنَّ الدُّهُورَ سَتُحْيِي فَقْدَكَ العاتِي..
وَ أَنَّ وَاعِيَةَ الكَرَّارِ بَاقِيَةٌ
عَلَى المَنَابِرِ نَتْلُوهَا كَآيَاتِ
حَتَّى القِيَامَةِ وَ الأحْزَانُ نَنْصُبُهَا
مَعَ المَلائِكِ فِي يَومِ الحِسَابَاتِ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat