صفحة الكاتب : علي الخالدي

الأمانة التي تركها نصر الله
علي الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن لكل ولي امر وصية, يذكر فيها ما يجب ان يلتزم به اولاده بعد مماته, قال تعالى "إن الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها"

لا شك ان سعي واجتهاد سماحة القائد نصر الله "رضوان الله عليه" كان ثقيلا, وخزانة تعبه كبيرة جدا, قد افاقت مخازن النبي يوسف "عليه السلام" التي انحسرت في مملكة مصر, بينما نصر الله سعت موجوداته الامة بعظيم ثقلها, فهو لديه طفولة وعشيقة ايضا, وقصص حب كباقي روايات الشباب, ولكن ليس كتلك التي نعرفها نحن, فهو رضع الحكمة من بيت الطهر المحمدي, وعاش المراهقة وسن البلوغ يحتضن حبيبته سلاح البندقية, وشب على عطر البارود وصوت المدفع, وريح الراجمات التي تلاعب اغصان غابات الارز.

بدأ يجمع كنوز جهاده من جنوب لبنان حيث الضاحية, شق طريق تجارته مع الله معتمدا, على تركة ورثها من جده علي وجدته الزهراء عليهما السلام, فكان راس ماله الجهاد والتضحية والفداء, إذ بدأ بقلع الاشواك التي غرسها الغرب, في جسم الامة بفاس الصبر, مكافحا السرطان الذي اخذ ينخر بهيكل المسلمين, ويفتك بوجودهم, اذ كاد يسقط جسد الاسلام, لو لا ريح الله العاصفة, التي هب هواها من الشرق, حيث ايران الاسلام, محملة بلقاح الحياة الذي انعش البشرية بعد سباتها.

إذ حدد الغدد السرطانية الصهيونية وقيد وجودها, حتى في بعض مناطق فلسطين, حيث منع من انتشارها وانتقالها, بعد ان احرق غصونها في لبنان, فعادت الحرية المسلوبة للشعب اللبناني خاصة, وباقي مستضعفي الامة عامة, فاستطاع رضوان الله عليه, بناء جدار كونكريتي مقاوم, من الابطال الذين وضعوا ارواحهم على اكف سماحته, فبهم عبر نهر الليطاني جنوب لبنان, الى العالم الاسلامي وصولا للعراق مرورا بسوريا وفلسطين ثم اليمن, ليصبح حزب الله, بدل الحركة محور متكامل ذو هيكلية حديدية, من الرجال والعدة والعديد.

إن هذه التركة الكبيرة التي خلفها الفقيد, من مجاهدي وجرحى وايتام المحور المقاوم, هي ليس مسؤولية حزب الله وحده فقط, او الولي الفقيه وقادة المحور, بل هذا الميراث المترامي المحاور, وذو الارث الثقيل, هو امانة كل شيعي وموالي يؤمن بالمقاومة, سماحة القائد لم يرحل الا بعد ان وضع ثقته بالمقاومين, طالبا منهم حمل رسالته ومواصلتهم دربه, فهل نحن قدر المسؤولية؟ ام سننسحب من الساحة؟ تاركين وصية الشهيد وراء ظهورنا.

إن المحافظة على امن قادة المحور وسلاح الممانعة, اصبح امانة في اعناق من يقلدون سيد شهداء المقاومة.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/30



كتابة تعليق لموضوع : الأمانة التي تركها نصر الله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net