يـا عيــــنَ بيـــروت
علي محمد النصراوي

 لَعِبَــتْ علـى هــــامِ الـزّمـــانِ قــــرودُ
وتسافلـــتْ بعـــدَ الهــــوانِ حـــــدودُ
*
وتسلّقــتْ بُغــــثُ الـرّجـــالِ لِغفلـــــةٍ
ولِغفلــــةٍ أُنثــــى الحــــرابِ تســــودُ
*
ضاعـتْ بها قيـمُ الـرّجولةِ واستــوتْ
سنـنُ العبيـــدِ وفـي اليدَيْــنِ قيــــودُ
*
وحسبتُهـم كالحصــنِ يستـــرُ أهلَــــهُ
خيــــــلٌ مطهّمـــةٌ لهــــم وعديـــــــدُ
*
قعـدوا وهل تـرجـو الوفـا من قاعـــدٍ
هـا هـم عـنِ الزّحـفِ العظيــمِ قعـــودُ
*
حتّـى المـرايــــا لا تبــــوحُ بسـرِّهـــا
فكــأنَّ ألسنَـــــةَ الضّيـــــاعِ شهــــودُ
*
فتبدّلـــتْ بعــدَ الصّفــــاءِ نفوسُهُـــم
وتبدّلــــتْ بعـــدَ النّقــــــاءِ جلــــــودُ
*
لا قلـــبَ ينبـــضُ بالحيـــاةِ كأنّهـــم
ســـاروا لغيــضٍ ليـــسَ فيــهِ ورودُ
*
بغــدادُ يـا مجــداً تألّــقَ فـي الفضــا
فجــراً لــهُ فيـــضُ السّمـــاءِ يجـــودُ
*
يـا أخــتَ بيــروتِ التـي في لوحِهــا
رقَّ المقــالُ ، وفـي المقـــالِ عهــــودُ
*
بيــروتُ فـي عيـنِ الـرّجــالِ تلألأتْ
سيفـــاً لساريــــةِ الجهــــادِ يقـــــودُ
*
يا قبلــةَ العُــرْبِ التي عـن نصـرِهــا
نكصـتْ أكـــفٌّ والنّكــوصُ جحـــودُ
*
إضـربْ فديتُكَ ، مَنْ تجبّـرَ أو طغـى 
لِيعــــمَّ فجــــــرٌ للسّــــلامِ ولـــــــودُ
*
خذهــا فــإنّ النّصــرَ جــذوةُ صــارمٍ
حتّـى يطـــلَّ مـنَ الخلــــودِ خلــــودُ
 

الموضوع السابق أنا خاتمُ الشعراءِ

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat