صفحة الكاتب : فراس الخفاجي

علاوي في لقاءات على الماشي
فراس الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الكثير من الاتهامات التي وجهت الى اياد علاوي بأنه يُقرّب البعثيين وانه يتعامل مع قادة البعث في الدول المجاورة ويحاول ارساء مفاهيم هذا الحزب المخلوع في صلب العراق الجديد وعمليته السياسية ،، كل هذه التساؤلات هل جاءت من فراغ ام ان لها اساس من الصحة ولها خلفيات تاريخية وأوليات يمكن الاستناد اليها ؟ من المؤكد ان علاوي كان ضمن صفوف البعث وعضو قيادة آنذاك وبتأكيد اكثر انه خرج من هذا الحزب في فترة السبعينات لخلافات شخصية ربما تعود الى الصراع على السلطة او الاستحواذ على جهة معينة من الحزب وهو ما لم يستطيع الوصول اليه لان حكم المقبور صدام كان بالحديد والنار ولا يسمح للواحد ان يكون اثنين وفق اهواء غيره وهذا منهج اتبعه معهم حتى في قيادة البعث ولذلك كان الجميع يعتبرهم عبيدا له وليس للحزب لانه بكل بساطة كان يعتبر الحزب مجرد مطية للوصول الى السيطرة على العراق ككل ويفرض دكتاتورية على الجميع ، قد تكون هذه الاسباب او اخرى في نفسه لا نعلمها دفعته الى الهرب خارج العراق ولكن الرجل في كل الاحوال لم ينقطع وريده من مفاهيم البعث ومن رفاق دربه الذين عادوا في رحاب علاقتهم به بعد سقوط النظام السابق وكانت هذه هي نقطة البداية في عودة الرجل للاعتماد على هؤلاء ولكن بوجوه اخرى وتوجه اخر وباسماء وعناوين غير المتعارف بها عنهم وعودة الكم الهائل من الضباط في الدفاع والداخلية خلال فترة تعيينه من قبل بريمر رئيسا للوزراء وهؤلاء كانوا الفأس الذي بدأ يهشّم العملية السياسية ويضعضع حركتها تجاه بناء بلد ديمقراطي .
 
لنعود قليلا الى الوراء مع وزير الكهرباء في حكومة علاوي آنذاك أيهم السامرائي وهو معروف في علاقاته وفساده الى درجة ان قام الامريكان على تهريبه من سجنه كونه يحمل الجنسية الامريكية فهل تعلم عزيزي القاريء ان السامرائي التقى برغد إبنة المخلوع صدام وعلى متن الرحلة المغادرة من عمان الى الدوحة وذلك في نهايات تواجده في وزارة الكهرباء حيث تم ترتيب هذا الموعد ليتحدث اليها في قضايا تخص والدها عندما كان في السجن ويحاكم من قبل القضاء العراقي ولا ادعي معرفة ما دار بينهم من حديث هل كان حول بعض الصفقات التي تساعد على الوصول الى الامريكان مما يمكنهم من محاولة اطلاق سراح والدها او تدبير بعض الامكانات من اجل زعزعة الوضع الامني او انها صفقات تجارية تم التفاهم عليها وتريد منها رغد صدام اضعاف العراق(طبعا بمن يقف خلفها من عتاة البعث الهاربين). هذا احد اركان وزارة علاوي آنذاك وهو لقاء على الماشي .
 
لقاء آخر على الماشي للسيد علاوي مع قادة البعث المتواجدين في سوريا قبل سنوات ومحاولة ارجاعهم من خلال الضغط على الحكومة وذلك قبيل الانتخابات البرلمانية الاخيرة حيث كان المقترح ان يفرض عليه حزب البعث بقيادة الدوري ويونس الاحمد عدد من الشخصيات البعثية من الخط الثالث ربما للدخول في الانتخابات دون ان يعرفهم احد تحت عناوين مختلفة لكن الانسحابات التي حصلت في قائمته فضحت الامر وهو ما جعلها ان تخرج الى الاعلام في حينها. هذا ايضا لقاء على الماشي في بلاد الشام
 
واللقاء الاهم الذي كان على الماشي هو لقاء السيد علاوي في العاصمة القطرية الدوحة مع رغد صدام أيضا وهو اللقاء الذي جمعهم قبل فترة وكان حاضرا فيه اخر وزير خارجية في عهد صدام وهو صبري الحديثي مع حضور اخرين وبرز عن اللقاء ان قالت رغد لعلاوي "شفت ياعمو اياد شنو صار بينا والي صار مع الوالد" هناك احاديث دارت بين الطرفين والحاضرين جميعا عن العملية السياسية الجديدة والحاكمين الجدد وظهرت خلاله نبرات الامتعاض من السيد المالكي وطريقة قطعه كل الطرق على البعثيين من الخط الاول ولا أعرف أيضا ما دار من حديث معمق بتفاصيله ولكن مجرد اللقاء بإبنة دكتاتور العراق السابق وفي ظل الظروف السياسية الصعبة في البلد ذلك الوقت هو تعبير عن واقع يتحرك عليه السيد علاوي من وراء الكواليس .
 
اخر هذه اللقاءات التي يريد ان يقوم بها علاوي هو محاولة لقاءه بالمجرم طارق الهاشمي على أن يتم ترتيب اللقاء لهما في الدوحة وبالمناسبة سيكون ايضا موجود في اللقاء السفير السوري المنشق الذي كان في بغداد ومن المؤكد ستكون الراعية لهذا الاجتماع دولة قطر بقوة الشيخ حمد الذي يوصي كثيرا برعاية عائلة صدام واعطاء حرية الحركة السياسية لابنتهم رغد على الاقل في الدوحة اذا كان الاردن يداري مصلحته الاقتصادية مع العراق ولا يسمح لها التعامل بالسياسة ، وبعد ان يجتمع كل الجماعة في لقاء واحد سوف تظهر لكم النتائج ولو هو لقاء على الماشي ولكن به نوع من القرارات المصيرية.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/20



كتابة تعليق لموضوع : علاوي في لقاءات على الماشي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net