يقتل العراقيين بدم بارد والحكومة تلوذ بالصمت
جواد البولاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جواد البولاني

مشكلة العراقيين انهم هم من يدفعون الثمن وحدهم دون الاخرين،لقد نزفنا دما ومعاناة وغربة وتشرد وحصار وحروب مع النظام البائد ودفعنا بعد رحيل هذا النظام الشمولي ومنذ اكثر من عشر سنوات وحتى الان خراب البلد وبناه التحيتية واعمال ارهابية وتفجيرات وقتل على الهوية واحداث وفتنة طائفية وجثث موتى غصت بها مشارح الطب العدلي في محافظاتنا وغربة في منافي اختيارية واجبارية، ان مايجري اليوم في سوريا من عنف يعتبر في حسابات السياسة شأنا داخليا بين الشعب وحكومته لايحق لاحد او دولة التدخل فيه الا بموافقة الاطراف المتحاربة، لكن ان ينجر هذا الشأن الى قيام بعض اطراف الصراع بقتل العراقيين المقيمين في سوريا والذين وصلوا اليها اما بسبب احداث العنف والارهاب في بلدهم او بسبب اختلافهم مع النظام الحالي او حتى من يحسبون على النظام البائد هي مسألة تحتاج الى وقفة جادة من الحكومة العراقية واتخاذ اجراءات سريعة تحفظ من خلالها ارواح العراقيين المتواجدين في سوريا وايقاف نزيف الدم العراقي الذي يستبيحه اطراف النزاع في سوريا من دون مبرر .
ان الحكومة غير معذورة بصمتها وتغاضيها عن مايحصل في سوريا للعراقيين المقيمين هناك والا عدت ضمن الاطراف المشاركة بهذا العمل ,وعليها( الحكومة) ان تقوم بما يليه عليها واجبها والتزامها بتوفير الامن وحماية ارواح العراقيين اين ماوجدوا،ونرى ان من صميم واجبها ارسال مبعوث او وفد رفيع المستوى الى سوريا والتاكد من وضع العراقيين هناك وفرض ضمان حمايتهم على الحكومة السورية وفق الاعراف والقوانين الدولية وفي حالة عجز الحكومة السورية اتخاذ الاجراءت العاجلة بنقلهم فورا الى اماكن امنة سواءا في داخل العراق او خارجه ومراعاة وضع من لايستطيعون العودة العراق حتى وان كانوا من اتباع النظام السابق او المحسوبين عليه وتوفير ملاجيء امنة لهم في دول اخر غير سوريا .
نحن نتمنى ان يتوقف العنف في سوريا وان يصل المتنازعون الى صيغة تفاهم تتوقف بموجبها اعمال العنف وتحفظ دماء اشقائنا السوريين وتوقف الاقتتال في مابينهم وفي حالة عدم تحقق ذلك فأن على الحكومة العراقية التصدي لواجبها واخراج العراقيين من بلد تشتد فيه اعمال العنف ويستهدف فيه العراقيين دون النظر الى كونهم هاربين من العنف في بلدهم او موالين لنظام سقط من زمن بعيد او مختلفين مع الحكومة الحالية وايصالهم الى اماكن امنة ولو مؤقتا وما عدا ذلك، فأن سكوت الحكومة او تغاضيها او غضها الطرف يعتبر مشاركة لتلك الاطرف باستهداف العراقيين المقيمين في سوريا.
وزير الداخلية السابق
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat