صفحة الكاتب : ايمان عبد الرحمن الدشتي

لنعاهد الحسين..!
ايمان عبد الرحمن الدشتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هل من مُجازٍ يدوم جزاؤه بدوام نور الحسين؟!

شعاع من نور لم يحجبه تقادم الأزمان ولا تنوع التضاريس، نفذ من بين طيات السنين وتقلب الساعات وتحول الأحوال، لم تقيده غطرسة المستكبرين، ولا حنق الفاسدين ولا بغض الكارهين والحاسدين، إنه شعاع سيد الأحرار وملهم الخلود، شعاع من ذاب في حضرة خالقه ليبلغ منتهى الرضا، شعاع من صلى عليه مليك السماء في عرصات كربلاء، إنه شعاع الحسين (عليه السلام)
أيام وسينتهي موسم الأحزان، الذي يشرفنا شهرين من كل عام بلوعته التي تحيي القلوب، كان مارثوناً غير مقتصر على سكان الأرض، من الموالين والعاشقين لأبيِّ الضَّيم وأهل بيته فحسب، بل تزاحمت معهم الملائكة في صفوف صاعدة ونازلة، تغبطهم، تستغفر لهم، ترعاهم، تزور معهم، تشاركهم مجالسهم، وتدخر عبراتهم ليوم الحساب!
عاش فيها العاشقون لسيدهم حياة استثنائية، ملؤها التراحم والتوادد والتسابق نحو الفضائل والمكرمات، كانوا يشعرون بحرج إن أساءوا أو فرَّطوا او تهاونوا في بلوغ رضا المعبود، وكأن سيطرة نصبوها على جوارحهم اسمها "وفاء للحسين"
أوشك شهر صفر أن يرحل، لكن هل يحق لجمرة مصاب آل محمد ان تبرد؟! هل سننسى لوعة الطف؟! أوليس جسد سيد الشهداء ما يزال مقطعا إربا إربا؟! أوننسى سبي الحرة العقيلة وباقي نساء آل محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)؟! أيحق لنا أن ننسى غصّة المولى النحيل العليل، الذي زادته الكُرَبُ نحولا، حيث شهد الفاجعة من الألف إلى الياء؟!
كل ذلك قد اختزنه قلب البقية الباقية من آل المصطفى (صلوات الله عليه وعليهم) اختزنه قلب من ينتظر اليوم الموعود، ليشفي غليله من مرتكبي تلك الجريمة العظمى، وليكمل مسير جده الشهيد في الإصلاح وتحقيق دولة العدل الإلهيّ، فإن صوت الحسين "ألا من ناصر ينصرنا" ما زال يتردد في الآفاق، ولكن بنبرة مهدوية! فهل من مُلبٍّ؟!
إن عطاء سيد الشهداء (عليه السلام) دائم ما بقي الليل والنهار، فليدُم معه منا الإخلاص والوفاء، فعاشوراء تتجدد في كل يوم وعلى كل أرض، وعلى كل من يحمل فكر الحسين (عليه السلام) أن لا يركن لمن ينتهج فكر يزيد (عليه لعائن الله)

لنحمي ديننا من مضلات الفتن ومن شرور أنفسنا، ومن اكتسب الحظوة في هذا الموسم فلا يفرطنَّ بها، ومن أحيا قلبه حب الحسين فلا يُميته بحب الدنيا الفانية، وعلى ذلك فلنعاهد الحسين!

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايمان عبد الرحمن الدشتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/08/28



كتابة تعليق لموضوع : لنعاهد الحسين..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net