صفحة الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي

ويسألونك عن النهضة الحسينية -١-
د . الشيخ عماد الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
إنَّ للنهضة الحسينية المباركة خلودًا عظيمًا على مرِّ التاريخ، ولا بد من قراءتها قراءة تحليلية من خلال نصوصها وشعاراتها المتعددة الواردة فيها، من أجل التعرُّف بإيجاز عن سر تلك النهضة التي ستبقى نبراسًا للأجيال والثائرين،   
     فلقد وقف الإمام الحسين "عليه السلام" في أول محطاته في السير نحو الخلود في (مكة المكرمة) معلنًا عقيدته تجاه بيعة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان مخاطبًا والي مكة الوليد بن عتبة عندما طلب منه البيعة: ((إنَّا أهلُ بيتِ النبوةٍ، ومعدنُ الرسالةِ، ومختلَفُ الملائكةِ، بنا فتحَ اللهُ، وبنا يختمُ، ويزيدُ رجلٌ شاربٌ للخمورِ، وقاتلُ النفسِ المحرَّمةِ، معلنٌ بالفسقِ، ومثلي لا يبايعُ مثله ..)).
🕯️ففي النص يذكر الإمام الحسين "عليه السلام" تلك الصفات الخمس التي تميِّزه وتبيِّن مقامه في الإسلام، وهي أنه من هذا البيت الطاهر الذي أذهب الله عنه الرجس، وجعلهم قدوة للآخرين، فهو من👇🏻:
١- بيت النبوة لهذه الأمة.
٢- معدن الرسالة الإسلامية وأصلها.   
٣- مختلف الملائكة المكرمين.
٤- فتح الله بهم دينه وشرف الآخرين بتضحياتهم.
٥- وسيختم الدنيا بوجودهم وعظيم تضحياتهم بالإمام المهدي المنتظر "عليه السلام" لهذه الأمة.
فهذه المقامات لسيد الشهداء "عليه السلام" توجِب عليه أنْ يواجه مَنْ يريد أنْ يتصدى لأمور المسلمين قهرًا وجورًا من بني أمية وغيرهم من أعداء الدين، وخصوصًا  يزيد بن معاوية آنذاك إذ يتَّصف بتلك الرذائل الثلاث👇🏻:
١- شرب الخمر وانتهاك حدود الله تعالى.
٢- قتل الأبرياء ظلمًا وعدوانًا من أجل السلطان والحكم.
٣- الاشتهار بأنواع الفسق وانتهاك الحرمات.
وقوله "عليه السلام" في الختام: ((ومثلي لا يبايع مثله)) يؤكد المنهج في التعامل مع المتصدِّين للحكم وهم ليسوا أهلًا لذلك، وضرورة التأمل في ذلك المقام الإلهي لآل محمد "صلوات الله عليه"، ورفض الباطل والثبات على المبدأ، والتضحية في سبيله.
وهذا درس عظيم من دروس هذه النهضة المقدسة للأمة وأجيالها على مدى التاريخ، خطَّه سيد الشهداء على لوحة الخلود في كربلاء بدمائه الزكية.

١ محرم الحرام ١٤٤٦هج


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . الشيخ عماد الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/08/16



كتابة تعليق لموضوع : ويسألونك عن النهضة الحسينية -١-
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net