توفي الامام الحكيم في العام 1970 بعد ان وصل الصراع بين الحوزةالعلمية بزعامته والحكومات القومية والبعثية اوجّه، وقد تمظهر ذلكالصراع بالاستهدافات المباشرة وغير المباشرة؛ الاولى تمثلت باستهدافالشهيد مهدي الحكيم والثانية عبر محاصرة طلبة الحوزة العلمية بشكلعام. وقد سعى البعث الى شق الحوزة من خلال صناعة "مرجعية عربية"بحسب ما تذكره المذكرات المنسوبة الى حردان التكريتي، واختير لهذهالمهمة الشيخ علي كاشف الغطاء الذي فشل في ترويج "مرجعيتهالمصنوعة" في اروقة البعث. في تلك الاثناء كانت المرجعية قد آلت إلىالامام الخوئي.
في مرحلة وفاة الامام الحكيم كانت الانظار متجهة الى السيد المرجعيوسف الحكيم الذي اعتذر عن قبولها لوجود الامام الخوئي، وهنا قطعالطريق امام البعث لتنفيذ مخططه الرامي الى شقّ الحوزة.
حاول البعث تنفيذ المشروع من خلال الامام محمد باقر الصدر، غير انّالاخير رفض واصدر فتواه المتعلقة بتحريم الانتماء لحزب البعث!
فتوى الامام الحكيم ضد المد الاحمر لم تكن سياسية، وكذلك الحال بالنسبةلفتوى الشهيد محمد باقر الصدر، فقد انطلقت فتواه عن ذات القاعدة التيفتى وفقها الامام الحكيم، فالشيوعي يقول انا "ملحد" والبعثي يقولوبشكل غير مباشر "انا ملحد". والمقتضى الشرعي يحرّم الانتماء لهكذاتوجهات. موقف الامام الحكيم من الشيوعية مشابه لموقفه من القومية، بيدانّ القوميين لم يصرّحوا بالالحاد في حينها، ولكنّ المواجهة بين مرجعيتهوالقوميين تثبت الموقف تجاههم.
التحريم في تلك الفتاوى غير ملزم للجميع؛ انما هي فتاوى ملزمة لمن يريدالالتزام بها، وهم فقط من يعتقد بالمرجعية ويقلدها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat