أملى الحسينُ بعزةٍ وإباءِ
أسمى الملاحمِ يومَ عاشوراءِ
فيهِ قدِ انتصرَتْ دماءُ بني النبيِّ
على سيوفِ البغيِ والطُّلقاءِ
يا ابنَ الّذي هزمَ الضلالَ بسيفِهِ
وبكلِّ خطبٍ كاشفَ الغمّاءِ
ومن ارتدى حُللَ المفاخر والسنا
ومنِ احتذى بالعزّةِ القعساءِ
أبديتَ في الطفِّ المُريعِ معاجزاً
في الصبرِ والإقدامِ في البأساءِ
وشجاعةَ الليثِ التّي لم يتَّصِفْ
إلّا أبوكَ بها فتى الهيجاءِ
يومٌ تخلَّدَ بالبطولةِ والفِدا
رغمَ الأسى وقتامةِ الأجواءِ
تبلى الليالي وهو باقٍ خالداً
رغم الحجابِ يفيضُ بالأضواءِ
لاسمِ الحُسينِ على المسامعِ هيبةٌ
إنْ مرَّ ليسَ كسائرِ الأسماءِ
قدْ أذهلَ الدُّنيا فحازَ ثناءَها
رغمَ اختلافِ الرأي والأهواءِ
يا مشعلاً للثائرينَ ومنهجاً
للصادقينَ ومُلهِمَ الشعراءِ
لم تنجبِ الدُّنيا كمثلِكَ ماجداً
في سيرةِ الأحرارِ والنُّبلاءِ
مَنْ كانَ مثلُكَ للإلهِ مُضحيّاً
بالنفسِ والأصحابِ والأبناءِ ؟!!!
قد فُقْتَ بالجودِ الكرامَ جميعَهمْ
بلْ أنتَ فيهمْ أكرمُ الكرماءِ
يا ابنَ الّذي هزمَ الضلالَ بسيفِهِ
وبكلِّ خطبٍ كاشفَ الغمّاءِ
ومن ارتدى حُللَ المفاخر والسنا
ومنِ احتذى بالعزّةِ القعساءِ
أبديتَ في الطفِّ المُريعِ معاجزاً
في الصبرِ والإقدامِ في البأساءِ
وشجاعةَ الليثِ التّي لم يتَّصِفْ
إلّا أبوكَ بها فتى الهيجاءِ
ما مثلُ يومِكَ كانَ رزءاً صاخباً
تستكُُّ منهُ الأذنُ بالضوضاءِ
قد كنتَ في حرِّ الهجيرِ مُجالداً
ومِنَ الظّمى متوقَّدَ الأحشاءِ
يا سيّدي فقتَ الأنامَ جلادةً
طودٌ أمامَ عواصفٍ هوجاءِ
ما هِبْتَ آلافاً لقتلكَ حُشّدتْ
بلْ كنتَ مصطبراً بلا استخذاءِ
فلقدْ وقفتَ أمامَ أهوالِ الرّدى
كالسيفِ مُنصلتاً على الجُبناءِ
ومواقف فيها العقولُ تحيّرتْ
فوقَ الخيالِ وقدرةِ العظماءِ
ظَهَرَتْ بها شمُّ الفضائلِ والإبا
وشموخُ نفسٍ حُرّةٍ شمّاءِ
لم تشْكُ في سوح الوغى غمراتِها
أو من شديدِ الأين والإعياءِ
قد خضْتَ أهوالَ الرّدى متقحّماً
جمعَ الضباعِ وأذؤبَ الصحراءِ
فرّقتَهم مِزقاً كليثٍ غاضبٍ
والسيفُ يقطرُ من دمِ الأعداءِ
في كربلاءَ بدا الزمانُ كعاجزٍ
فرأى الحسينَ بمقلةٍ عمياءِ !!!
في يومِ مصرعِهِ المباديءُ كلُّها
ذُبِحَتْ بسيفِ الغدرِ واللقطاءِ
وتساقطتْ زُهْرُ النجومِ منَ السما
صرعى مضرّجةً على الرّمضاءِ
تُدمي الفؤادَ مشاهدٌ لاحتْ بها
عندَ الوداعِ بليلةٍ ليلاءِ
ليتَ الزمانَ بها تحجّرَ واقفاً
فالصبحُ أسفرَ عن عظيمِ بلاءِ
فيها العقائلُ والحرائرُ روّعتْ
وعيونُها ابيضّتْ بحرِّ بكاءِ
قد فارقتْ طعمَ السكينةِ والكرى
ونبتْ عنِ الإغماض و الإغفاءِ
تخشى مُفارقةَ الأحبةِ في غدٍ
وتذوقُ بعدَ العزِّ ذُلَّ سِباءِ
وترى الحسينَ مضرّجاً بدمائهِ
نهبُ السيوفِ مُقطّعُ الأعضاءِ
والطيّبونَ تناثرتْ أجسادُهم
في الطفِّ داميةً الى أشلاءِ
جدّاهُ يومُكَ سوف يبقى يصطلي
جمراً تُذوبُ بحرّهِ أحشائي
دمعي على خدّي لظى وأضالعي
في حرقةٍ لم تنطفأْ ببكائي
وإذا شدوت الشعر فيك تبركاً
أجدُ القوافي تستقلُّ ثنائي
ترجو القبولَ وترتجي منكَ الرضى
خجلى اليكَ أتتْ على استحياءِ
جهدُ المقلِّ نثرتُهُ مُتضرّعاً
فاقبلْ منَ العبدِ المحبِّ رثائي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat