صفحة الكاتب : سعد جاسم الكعبي

 في العراق فقط.. الاغنياء يتعالجون على نفقة الدولة والفقراء ينتظرون الموت ! 
سعد جاسم الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
الالاف من العراقيين يتوجهون سنويا إلى خارج بلادهم في الهند وتركيا وإيران بسبب رخص كُلفة العلاج مقارنة بالأردن وأوروبا مثلاً، فضلاً عن توفر خبرات كبيرة هناك تشخّص بدقة وتعطي العلاج المناسب للمرضى

وزارة الصحه العراقية وضعت ضوابطا وشكلت لجانا لشمول المواطنين الراغبين بالسفر للعلاج على نفقة الدولة. 

 وباحصائية غير رسمية صرف العراقيين أكثر من 700 مليون دولار على العلاج في الهند خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وقال الحلو إن "العدد الكلي بلغ 57.275 ألفاً بحسب آخر إحصائية رسمية توزعت بواقع 15.596 ألفاً في عام 2020 و 15120 ألفاً في العام 2021، فيما بلغت 26.559 ألفاً في العام 2022 المنصرم الذي زادت فيه الأعداد نتيجة تخفيف إجراءات جائحة كورونا".

 العراق يصنف بالمرتبة 79 عالميا وبالمرتبة 11 عربيا من بين دول العالم بالنظام الرعاية الصحية للعام 2023 وفق مجلة ceoworld.

أسباب السفر للخارج من أجل العلاج هي أولاً بسبب شح المراكز التخصصية مثل مراكز زراعة الكبد الكلى مراكز متخصصة بالعلاج بالخلايا الجذعية وأيضا برتوكولات العلاج ونوعية الأدوية ضعيفة قياسا بمؤسسات علاجية هندية ولبنانية".

الفساد المستشري في الحكومات السابقة وتقاسم الأحزاب لموارد الدولة والتعامل معها كمغانم هو الذي عطّل تطوير النظام الصحي العراقي وجعله متأخرا وغير قادر على نيل ثقة المواطنين، ما يتطلب من الحكومة الحالية إن كانت جادة في عملها وتنفيذا لبرنامجها الحكومي أن تبدأ بضرب الفساد في النظام الصحي قبل أن تضع الخطط اللازمة لتطويره لأن الفساد لن يسمح لخطواتها بالتقدم.  

وهنا تظهر أهمية استقدام الفرق الاجنبية الى البلاد تكمن في تقليل كلف سفر المريض ومرافقيه، بالاضافة الى مراعاة الجوانب الاجتماعية وسهولة وسرعة معالجة الحالات"، لافتا الى أن "الاستقدام يسهل عملية تدريب الملاكات والفرق الصحية والتي بدورها ستكتسب خبرة يمكن بعدها الاستغناء عن عملية استقدام الفرق الاجنبية". 

العراقيين ينفقون مبالغ طائلة للعلاج في تركيا وايران وبلدان أخرى بسبب عدم الثقة بالنظام الصحي المتهالك ما يتطلب من الحكومة العمل جديا لتطوير النظام الصحي، إذ إن تطور البلدان يُقاس بحجم تطور هذا النظام الذي يحتاج إلى مشاريع ومستشفيات حديثة ومتطورة في جميع المحافظات تتمتع بالخبرات المطلوبة من الأطباء والكوادر الصحية مع إكمال المشاريع الحالية التي تعرّضت موجوداتها للاندثار بهدف استيعاب أعداد المرضى المتزايدة بتزايد عدد سكان العراق الذي تجاوز 42 مليوناً بحسب آخر إحصائية. 

بعض العراقيين يرون ان 

الرعاية الصحية حتى في كوردستان أفضل حالاً من الجنوب والوسط فهي تضم مراكز متخصصة، إلا أنها تبقى ذات كلفة عالية  فهي ربما تغني من عناء السفر وتكاليف المتعلقة بالمصاريف الزائدة. 

هناك 14 لجنة تختص كل  منها بحالات مرضية معينة مثل امراض القلب والصدر والدماغ والكلية والعيون وامراض العامود الفقري  وعلى كل منها تقع مسؤلية تحديد الدولة التي يتم السفر اليها. 

وبحسب العقد الاخير للوزارة منذ عام 2014  فان الدول التي تستقبل المرضى هي تركيا والهند ويتم حاليا تجديد هذه العقود لعدم امكانية توقيع عقود جديدة بسبب عدم وجود تخصيصات مالية . اللجان الطبية تنقسم بين اخلاء المرضى والاستقدام ، اذ يختص الاخلاء بارسال المرضى الى خارج العراق بحسب قرار اللجنة التي تحدد نوع الحالة ان كانت حالة طارئة  او متوسطة وعالية، فيما يشمل الاستقدام  توجيه دعوى الى دكتور مختص من قبل وزارة الصحة. 

وبين هذا وذاك تظل أرواح المرضى رهن قدرتهم المالية وعلاقاتهم بالمسؤولين هي الفيصل بالسفر للخارج حيث يتمتع المسؤولين والاغنياء من حبال المضيف بالعلاج على نفقة الدولة فيما يكون مصير ذوي الدخل المحدود او الفقراء هو انتظار الموت.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد جاسم الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/06



كتابة تعليق لموضوع :  في العراق فقط.. الاغنياء يتعالجون على نفقة الدولة والفقراء ينتظرون الموت ! 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net