((أسبوع الولاية المعرفي))
إنَّ من المؤلفات الكاظمية التي سلطت الضوء على يوم الغدير المبارك، هذا الكتاب الذي اعتنى مؤلفه السيد محمد صادق الصدر "رحمه الله" بسيرة الإمام علي "عليه السلام" في عهد النبي "صلى عليه وآله وسلم" من ضمن المواضيع المتعددة لصفحات الكتاب.
وفي الفصل الخاص عن (المولى) ذكر المؤلف رواية الغدير، وما يتعلق بها كما وردت في المصادر التاريخية والحديثية، ودلالة الحديث وتفاعل المسلمين مع تلك الواقعة.
🕯️فقال عن فهم الصحابة للحديث: ((وأبو بكر وعمر فَهِما الإمامة من لفظ المولى أيضًا؛ ولذلك هَنَّاه وباركا له، ولا يهنِّئانه على أمر يشترك فيه كُلُّ المسلمين، وإنما يباركان له في أمر يدلُّ على الميزة التي تميِّزه عن غيره؛ ولذلك تجد عمر ... يصنع مع علي ما لا يصنعه مع غيره فيلفت بذلك الانظار، ويُكثر حوله الاستفسار، فيجيب الخليفة عن سؤال مَنْ يسأله ذلك بقوله: إنه مولاي)).
إنَّ هذا كله يردُّ على تلك التأويلات الغريبة للمتأخرين عن يوم الغدير بعد قناعتهم بعدم إمكانية إنكار الحديث، فلجأوا إلى تأويلات غريبة!! بل تحريفات واضحة!!
🕯️ثم يعرِّج المؤلف السيد الصدر على تأكيد ما تقدَّم والرد عليهم بالقول: ((فحديث الغدير إذن صحيح لا شك فيه، والقصد منه واضح غاية الوضوح، وليس من الممكن أنْ يلقي لفظ المولى بصورة لا يفهم المخاطبون القصد منه؛ لأنَّ ذلك يفوِّت الغرض الذي يستهدفه الرسول من هذا الحديث الشريف، فالنبي مسؤول، والمسلمون مسؤولون كذلك، ومسؤولية النبي تستدعي يفهِّم الأمر للمسلمين، وإلَّا لم يحصل التبليغ)).
فتبليغ النبي امتثالًا لأمر الله تعالى في آية التبليغ كان واضحًا، وما قدَّمه من مقدمات تتعلق بالمكان والزمان والأداء كلها تؤكد عظمة التشريع في البيان.
🕯️ثم يختم السيد الواقعة بالقول: ((وهل يتصوَّر بعد ايراد هذه المقدمات التمهيدية أنْ يكون قصد النبي أنَّ عليًّا ناصر ومحب لكُلِّ مَنْ كان النبي له ناصرًا ومحبًّا؟؟!! وهل هناك فائدة في هذا الإخبار؟؟ وهل يشك مسلم أو يتردد بنصرة علي ومحبته لمَنْ يحبه الرسول وينصره؟؟ بعد أنْ يعلم تاريخ الوصي المجيد الطافح بالحب والنصرة لله والرسول والمسلمين)).
فالغدير يوم عظيم شاهد ومشهود على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat