صفحة الكاتب : فراس الخفاجي

حسن العلوي ورسائله الى القادة
فراس الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيرة هي الرسائل التي وجهها المفكر حسن العلوي وأخذت اتجاهات عديدة ومتنوعة في جسم العملية السياسية فتارة يتهجم على الحكومة وتارة اخرى يمدحها ومن جانب اخر يتوجه برسائله الى قادة الاحزاب السياسية في البلد فيضع بين يديهم مادة ثقافية تكون مادحة لهم الى حد لا يمكن ان يعقل بأنها صادرة من كاتب مخضرم له باع طويل في الثقافة والادب وأنا هنا في هذه السطور لا أقيّم ثقافته فهي ليست بحاجة لذلك ولديه من السنين الطوال التي قضاها بين اروقة الثقافة والكتابة والتأليف ولكن من حقي كمتابع وقاريء لكل ما يحيط العمل السياسي في العراق وهو ذات الحق مكفول للجميع ان ينتقد او يناقش فكرة تبعية هذا القلم او انحيازه لهذه الشخصية او تلك وهو أمر اعتاد عليه كل مثقف معروف بأن يقبل النقد مهما كان نوعه .

الرسالة الاولى التي وجهها السيد العلوي الى رئيس اقليم كردستان ودفاعه المستميت في ورقته عن كل ما يقوم به السيد البارزاني سواء كان على حق ام على باطل وكان واضحا انه ابتعد عن واقع الدولة ومساراتها الدستورية فعندما تكون هنالك مشكلة سيادية بين المركز والاقليم فمن حق الحكومة ان تعمد الى استخدام الدستور الذي اتفقت عليه كل الاطراف بما فيهم الاخوة الاكراد ولذلك كان مدادك كثير السيلان في المدح واعطاء الحق لطرف دون اخر وهذه ليست من صفات المثقفين الكبار فالصراحة والحقيقة هو شأن من عاش بين الكتب ورائحة حبر ما مكتوب بداخلها لأنها تعطيه المساحة الكبيرة لفهم ما يدور حوله وامكانية ان يقلبه في تفكيره قبل ان يطلق له العنان في صفحات الصحف او المواقع الالكترونية.

الرسالة الثانية التي وجهها الى رئيس الوزراء السيد المالكي وكان فيها الكثير من الشجن والعودة الى ذكريات الماضي في تراصف قوى المعارضة وتواجدها في بلاد الشام وطريقة استرساله في السرد التاريخي لصفحة معارض عراقي ترك أمره وحياته لله وللناس وهو ذات الوصف عندما عاد اليه ووهو رئبسا للوزراء ،، هذا ما قاله العلوي في المالكي ولكنه يستشكل عليه قوة نفوذ الدائرة المحيطة به ويطالبه ايضا بأن يستجيب لمن رشحه الى رئاسة الوزراء ويقبل بسحب الثقة عنه وكأننا نعيش فعلا في نظام ديمقراطي حقيقي يفرض نفسه على مستوى العالم اجمع كأن يكون في الولايات المتحدة الامريكية او احدى الدول الاوروبية والتعامل يتم وفق المنظور الديمقراطي والعمل بدستوره ونسي المفكر العلوي بأن عملية طرح الثقة وسحبها جاء نتيجة تدخلات خارجية وضغوط من دول اقليمية لإزاحة المالكي عن منصبه لان القادم بالتأكيد قد يكون أسوء وهو ما تؤكده رسالتك عندما تقول بأننا ربما سوف نتحسر على المالكي كما جاء في الرسالة(( وقد نتحسر على رئيس وزراء بمستوى المالكي بالرجولة والتواضع وفي التاريخ الطويل من الجهاد)) وهنا ما يثير استغرابي السيد العلوي عندما يوجه الرسالة التالية الى زعيم تكتل سياسي !!! تعالوا لنرى ما فيها .

الرسالة الثالثة التي وجهها الى زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر والتي اعتبره في هذه الرسالة بأنه فتى قريش حيث يقول ((فتى قريش ولسان الأحرار وضمير الفقراء، الناطق بالفعل والعامل بما يرضي الله والناس)) لا أدري ماذا يريد العلوي من لفظة فتى قريش واعتباريتها فهل يقصد به ذلك الشاعر الفتى الجميل عمر بن ابي ربيعة الذي كانت تتسابق النساء عليه ويقفون على مسار مروره في الطريق انا لا اعتقد ان السيد مقتدى الصدر بشاعر انه تشبيه مبالغ فيه ويمكن لرجل دين او أي انسان عادي اخر ان يكون لسان الاحرار والناطق ببؤس الفقراء وحاجاتهم عندما يكون لصيقا بهم وبمعاناتهم ويكون مرتكزا في قراراته لحمايتهم من تسلّط وجور الحكام والمستبدين لا أن يتخذ قرارا في النهار ثم يتبخّر في ليله الى مطلع الصباح، ثم يقول في الرسالة ((   فأنا رجل لا يعطي بيعته في السر ولا يسحب بيعته في السر، وهذه السطور في سياق هذا التاريخ، تنشر على صحيفة اعمالي، وقد كتب عليها حقاً قد يعتبره الناس باطلاً، وباطلاً قد يعتبره الناس حقاً، لكني لم أزل ارى فيك ما رأيته في الجانب الأبيض من تاريخي الطويل، فكأنك تأخذ الحق من خاصرة الباطل، ولم تخضع لإرادة المكان عندما يتعارض مع ارادة الضمير".)) كلام لطيف ومنمّق كثيرا الى درجة وضع السيد في مراتب القدوة كإمامنا علي (ع) الذي وصف بذات الوصف بأنه يأخذ الحق من خاصرة الباطل وقاتل بسيفة من أجل الحق كل المردة والكافرين فلم ينم ليله وهناك حق مزهوق ، وهنا أتساءل ما مصير الدماء التي سالت نتيجة تصرفات أتباع من خاطبته برسالتك في المحافظات الشيعية ولا نقل غيرها أي بين ابناء جلدته فهل من الحق شيء انتزاع الارواح البريئة أم انه الباطل بذاته ، وسوف تأتي الايام التي ترد على هذا القول وتتبين لنا الحقائق فيما لو وقع لا سامح الله بينه وبين زعيم عصائب الحق أي نزاع مليشياتي فهل سيكون عندها عدم تعارض مع ارادة الضمير ونحن نرى أشلاء ابناء جلدتنا تذر امام أعيننا.

لا أدري الى ماذا يريد ان يصل المفكر حسن العلوي من رسائله تلك هل هو الاصلاح البديل عن ورقة اصلاح الحكومة ام انه تودد في غير محله ولا أظن ذلك لان العمر قد تقدم وما عادت النفس تريد الاهواء الدنيوية لكنني أقول مهلا فقادم الايام او السنين القليلة القادمة ستعطينا وضوحا بكل تلك الزعامات التي توجها العلوي بقلمه وبثقافته وكال لهم المديح ولا بد ان يتكلم التاريخ يوما لنرى الصواب.

 

    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/14



كتابة تعليق لموضوع : حسن العلوي ورسائله الى القادة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : منذر الهادي ، في 2012/07/15 .

عزيزي الكاتب
حسن علوي لا ينطبق عليه وصف مفكر لانه انسان خرف وفعلا لا يفكر بل انه أدمن النفاق والكذب حتى صار ديدنه ولا توجد لديه اعتبارات السن والشيب. يكيل المديح جريا وراء التكسب ويذرف ماء وجهه على كل عتبة توصله الى الظهور. وفي تاريخنا أمثلة كثيرة من نوعه وهو من ظاهرات الزمن الأغبر. أعتقد أنه سمع بالاموال التي قيل أنها وصلت الصدر ويريد حصته منها. والا بربك كيف يرى في مجرمين مثل مقتدى و مسعود قادة وفتيان قريش وانصار الحق...الخ؟

• (2) - كتب : منذر الهادي ، في 2012/07/15 .

عزيزي الكاتب
حسن علوي لا ينطبق عليه وصف مفكر لانه انسان خرف وفعلا لا يفكر بل انه أدمن النفاق والكذب حتى صار ديدنه ولا توجد لديه اعتبارات السن والشيب. يكيل المديح جريا وراء التكسب ويذرف ماء وجهه على كل عتبة توصله الى الظهور. وفي تاريخنا أمثلة كثيرة من نوعه وهو من ظاهرات الزمن الأغبر. أعتقد أنه سمع بالاموال التي قيل أنها وصلت الصدر ويريد حصته منها. والا بربك كيف يرى في مجرمين مثل مقتدى و مسعود قادة وفتيان قريش وانصار الحق...الخ؟

• (3) - كتب : سهل الحمداني ، في 2012/07/14 .

حسن العلوي/ هو سيد سليل النسب ومن عائلة محترمة وأعرفه عن قرب ، ولكن للاسف حسن العلوي ، تربى مع في أتجاه مخالف لمسيرة عائلته و سار في دروب العفالقة ومن طبالي البعث وهو وتصريحاته لا تدل على ترابط واتجاه وطني بل هي مشوشة وهو كان كذلك




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net