غديريات / ٣ رابع الخلفاء .. ولكن
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم ترجع الخلافة الإلهية لأمير المؤمنين عليه السلام عندما تسنّم مقاليدها بعد الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، ولم يعد له الحق الشرعي في استخلاف النبي صلى الله عليه وآله .. وإنما بحسب ما أفهمه أن أمير المؤمنين استلم مقاليد خلافة دنيوية استحدثها المسلمون لا قيمة شرعية لها إلا بقدر تنظيم أمور المسلمين وإقامة حق ودفع باطل .. يقول ابن عباس : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بذي قار وهو يخصف نعله ، فقال لي : ما قيمة هذه النعل؟ فقلت : لا قيمة لها ، فقال ( عليه السلام ) : ( والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أُقيم حقاً أو أدفع باطلا " (نهج البلاغة 1: 80 خطبة ٣٣ . وقوله ( عليه السلام ) : ( اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك .. ) نهج البلاغة 2 : 13 .
وعليه ووفق هذا الشكل من الخلافة فنحن نؤكد أنه كان عليه السلام رابع الخلفاء ، بلا استنكاف وبدون أن نحط من قدره .. بل بالعكس ، نرفع عنه حرجاً شديداً ونحمّل غيره آثاماً ثقيلة .. فتعامل المسلمون معه كرئيس دولة وصاحب منصب هم مشتركون في صناعته واستحداثه ، وهو كذلك تعامل معهم ايضاً لا من حيث كونه إماماً بحسب العقيدة الإمامية وإنما من حيث ممارسة وظيفة إحتاجتها الأمة في فترة حرجة وقد اُكره عليها كرها ، ولهذا يقول ( فما راعني إلا و الناس حولي كعرف الضبع ينثالون عليّ من كل جانب ) ..
فهذه الخلافة قد فرضت عليه سلام الله عليه قيوداً غير موجودة في المنصب الالهي ، ورفعت عنه إمتيازات قد تضمنتها وظيفة السماء .. فلو كان قد استلم هذا المنصب ضمن مواصفات الخلافة الالهية لكانت خلافته كما وصفتها الزهراء عليها السلام في خطبتها : ( ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوة ، ومهبط الوحي الأمين ، والطبين بأمر الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين ، وما نقموا من أبي الحسن ، نقموا والله منه نكير سيفه ، وشدة وطئه ، ونكال وقعته ، وتنمّره في ذات الله عز وجل . والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إليه لاعتلقه ، ولسار بهم سيرا سجحا ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلاً نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه ولأصدرهم بطانا ، قد تحيّر بهم الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعة شررة الساغب ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون ) .
اذن ، من يريد قراءة وتحليل تاريخ خلافة وأمرة أمير المؤمنين عليه السلام عليه أن يراها بهذه الحيثية وبهذا المنظار ..
#أسبوع_الولاية
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
يحيى غالي ياسين

لم ترجع الخلافة الإلهية لأمير المؤمنين عليه السلام عندما تسنّم مقاليدها بعد الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، ولم يعد له الحق الشرعي في استخلاف النبي صلى الله عليه وآله .. وإنما بحسب ما أفهمه أن أمير المؤمنين استلم مقاليد خلافة دنيوية استحدثها المسلمون لا قيمة شرعية لها إلا بقدر تنظيم أمور المسلمين وإقامة حق ودفع باطل .. يقول ابن عباس : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بذي قار وهو يخصف نعله ، فقال لي : ما قيمة هذه النعل؟ فقلت : لا قيمة لها ، فقال ( عليه السلام ) : ( والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أُقيم حقاً أو أدفع باطلا " (نهج البلاغة 1: 80 خطبة ٣٣ . وقوله ( عليه السلام ) : ( اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك .. ) نهج البلاغة 2 : 13 .
وعليه ووفق هذا الشكل من الخلافة فنحن نؤكد أنه كان عليه السلام رابع الخلفاء ، بلا استنكاف وبدون أن نحط من قدره .. بل بالعكس ، نرفع عنه حرجاً شديداً ونحمّل غيره آثاماً ثقيلة .. فتعامل المسلمون معه كرئيس دولة وصاحب منصب هم مشتركون في صناعته واستحداثه ، وهو كذلك تعامل معهم ايضاً لا من حيث كونه إماماً بحسب العقيدة الإمامية وإنما من حيث ممارسة وظيفة إحتاجتها الأمة في فترة حرجة وقد اُكره عليها كرها ، ولهذا يقول ( فما راعني إلا و الناس حولي كعرف الضبع ينثالون عليّ من كل جانب ) ..
فهذه الخلافة قد فرضت عليه سلام الله عليه قيوداً غير موجودة في المنصب الالهي ، ورفعت عنه إمتيازات قد تضمنتها وظيفة السماء .. فلو كان قد استلم هذا المنصب ضمن مواصفات الخلافة الالهية لكانت خلافته كما وصفتها الزهراء عليها السلام في خطبتها : ( ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوة ، ومهبط الوحي الأمين ، والطبين بأمر الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين ، وما نقموا من أبي الحسن ، نقموا والله منه نكير سيفه ، وشدة وطئه ، ونكال وقعته ، وتنمّره في ذات الله عز وجل . والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إليه لاعتلقه ، ولسار بهم سيرا سجحا ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلاً نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه ولأصدرهم بطانا ، قد تحيّر بهم الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعة شررة الساغب ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون ) .
اذن ، من يريد قراءة وتحليل تاريخ خلافة وأمرة أمير المؤمنين عليه السلام عليه أن يراها بهذه الحيثية وبهذا المنظار ..
#أسبوع_الولاية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat