صفحة الكاتب : محمد الحسن

غزّوة كربلاء.. غدّرة الوهابية!
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في يوم الغدير الموافق 18- ذو الحجة - 1216 هجرية والمصادف 21 نيسان 1801 غزت الدولة السعودية- الوهابية الاولى بقيادة سعود بنعبد العزيز ولي العهد في حكم عبد العزيز بن محمد، كربلاء المقدسةوحدثت الغزوة اثناء عيد الغدير وانشغال الناس بزيارة النجف الاشرف،استغل سعود هذه الزيارة للسطو على كربلاء المقدسة، وقد حدثت في تلكالغزوة جرائم كبرى راح ضحيتها 5000(خمسة آلاف) بين طفل وشيخوامرأة، فضلا عن نهب المدينة وسلبها وسرقة محتويات ضريح الامامالحسين واخيه العباس عليهما السلام وهدم جزء من المرقدين الطاهرين. تشير المصادر التاريخية الى أنّ النفائس المسروقة من الاضرحة المقدسةوالبيوت الآمنة لا يمكن تقديرها بثمن، فقد ضمّت مجموعات كبيرة منالاحجار النادرة والمجوهرات والبنادق والذهب والالماس والسجاد الفاخروامور اخرى كثيرة لا يسع المجال لذكرها.

يذكر بعض المؤرخين انّ سبب الغزّوة هي قيام قبيلة الخزاعل بقتل 300 وهابي تابع للدولة السعودية اثناء مرحلة الهدنة بين العثمانيين وتلكالدولة بعد هجمتين عثمانيتين فاشلتين لاسقاط امارة الدرعية (يحكمهاعبد العزيز بن محمد) بين عامي 1797 و 1798.

محاولة تسبيب الغزوة بحادثة قبيلة الخزاعل والهدنة بين السلطاتالعثمانية في بغداد وامارة الدرعية فيه مجافاة للحقيقة، فأذا كان الخلافوالغزو مع سلطات الوالي العثماني سليمان باشا، لماذا يدفع العزّل فيكربلاء الثمن؟! التوجّه الوهابي إلى كربلاء المقدسة في ذلك التوقيت(زيارة الغدير) يشير بما لا يقبل الشك إلى كون الهجمة منظمة بدوافعطائفية وغايتها القضاء على اكبر قدر ممكن من ابناء الطائفة الشيعيةوتهديم المراقد المقدسة. وتذكر مصادر المستشرقين الذين وصفوا الغزوة ب"الفاجعة" او "فاجعة كربلاء" و "الهجمة البربرية" وما الى ذلك مناوصاف، تذكر مصادرهم أنّ الهجوم حدث بالتواطؤ والاتفاق مع الحاكمالعثماني في كربلاء (عمر آغا) الذي هرب الى الهندية هو وحاميته مندون اي مقاومة، وهروبه جاء بعد لقاء مع وفد وهابي خارج اسوار المدينةقبل الغزو بساعات.

الاتفاق بين الوهابيين وحاكم كربلاء (عمر آغا) يفنّد فرضية كون الغزوةحدثت نتيجة للعداء بين العثمانيين والوهابيين، ويؤكد الدوافع الطائفيةالانتقامية التي تقف وراءها.

وفضلا عن آلاف الشهداء، استهدفت الحملة الوهابية العلماء والمراجع فيالمدينة المقدسة، ومن بينهم السيد عبد الصمد الهمداني والميرزا محمدطبيب الايراني والميرزا علي نقي اللاهوري والميرزا قمر علي والعشرات منالعلماء الاعلام.

الموقف الايراني وكعادته كان مناصرة لقضية الشيعة، فقد عرض فتح عليشاه ثاني سلاطين الدولة القاجارية المساعدة على العثمانيين المحتلينللعراق آنذاك، وكان يسعى للقضاء على الدولة الوهابية (السعودية)الاولى ثأراً لمجزرة كربلاء، غير أنّ العثمانيين رفضوا العرض، وهذا مايرسخ فرضية قبول العثمانيين بالامر، ويبدو قبولهم لاسباب طائفيةايضا. استطاعت الدولة القاجارية ان ترسل مئات العوائل الايرانية الىكربلاء بهدف الدفاع عن المدينة في حال حدوث طارئ. وهنا لا بدّ منالاشارة الى أنّ الانشغال الايراني بالازمة مع روسيا القيصرية، هو السببالكامن وراء عدم قدرة الدولة القاجارية على معاقبة امارة الدرعية المارقة.

إنّ مقاربة احداث "داعش" الوريث الرسمي لدولة الوهابيين مع تلكالفاجعة، يدلل على عمق الحقد الطائفي وتحيّن تلك الفئة للفرص من اجلالانقضاض على الشيعة وابادتهم، وبالمقابل يشير الموقف الايرانيالمعاصر وتقاربه من موقفهم في تلك الفاجعة، الى المشتركات المتينة بينالشعبين والبلدين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/06/21



كتابة تعليق لموضوع : غزّوة كربلاء.. غدّرة الوهابية!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net