الغدير هويتنا
الشيخ احمد صالح ال حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ احمد صالح ال حيدر

﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾(١)
{ ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ}(٢)
عن الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي ، يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين ، وأتم على أمتي فيه النعمة ، ورضي لهم الإسلام دينا(٣)
لقد أكمل الله عَزَّ وجَلَّ دينه وأتم نعمته على المؤمنين بتنصيب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة ووصياً وإماماً من بعد النبي صلى الله عليه وآله في يوم غدير خم فهو عيد عظيم بل من أعظم الأعياد لأنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة وأي نعمة أعظم من نعمة إكمال الدين وإتمام النعمة الالهية، وهذه النعمة تستحق الشكر والثناء وتمجيد الله عَزَّ وجَلَّ من قِبَل المؤمنين على ما منَّ عليهم في هذا اليوم المبارك.
فعيد الغدير يشكل هويتنا واحياؤه بالشكل المطلوب يجدد العهد ويعزز روح الانتماء لهذا الحدث العظيم فعلينا أن نكون بمستوى هذه المسؤولية التي شرفنا الله بها حيث جعلنا من أهل الإيمان بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ولا ننسى أن بيعة الغدير هي بيعةٌ لمبادئه وبيعةٌ لما جاء به من مفاهيم ومضامين عظيمة جعلتنا نفخر بالانتماء لها وهي لا تحتاج الى الاحتفال المعهود وحسب، بل تتعداه لغاية أكبر وهي كيفية تطبيق السيرة العملية والسلوك العملي في حياتنا اليومية وفي عباداتنا ومعاملاتنا وهذا يتطلب منا أن نعيش الغدير على كافة الأصعدة بأن نترجم ما جاء به أمير المؤمنين عليه السلام من تعاليم فأمير المؤمنين عليه السلام نهج ومنهاج، وقيم ومبادئ، ومعرفة وفكر وعلم لا ينضب، وأخلاق وإنسانية عزّ نظيرها، وعطاء لا يتوقف؛ فقد جسّد كل ذلك وأكثر في سيرته ومسيرته وحياته؛ فلنأخذ من ضفاف غديره شيئاً من نهر غديره المتدفق، وعلينا أن نسير على نهجه، ونهتدي بهديه، ونستنير بأنوار حِكَمِه البليغة ودرره النفيسة.
إن علينا أن نستذكر في ذكرى الغدير منهاج علي، وفكر علي، وقيم علي، ومبادئ علي، وأخلاق علي، ونأخذ منه ما نستطيع، وننهج بنهجه بقدر ما نطيق، والالتزام به قولاً وفعلاً وسلوكاً، والسير وفق نهجه وسيرته، والتقيد بأوامر الشرع المقدس، والابتعاد عن كل ما يخالف الدين، والعمل الدؤوب من أجل خدمة المؤمنين كما كان يفعل أمير المؤمنين عليه السلام في كل تفاصيل وأبعاد حياته المباركة.
________
(١)سورة المائدة آية ٦٧
(٢)سورة المائدة آية ٣
(٣)أمالي الصدوق
أقل طلبة العلم
أحمد صالح آل حيدر
#عيد_الغدير_هويتنا
#عيد_الهوية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat