اليكِ
رزاق عزيز مسلم الحسيني

ألقي قميصكِ عقبى البينِ والسفرِ

على عيونيَ كي يرتدَّ لي بصري

 

في طولِ هجركِ لم تنظرْ الى أحدٍ

بدون وجهكِ ما نفعي بذا النظرِ ؟!!!

 

تأبى الرقادَ فما أغفتْ ولا غمضتْ

والبدرُ لي شاهدٌ ينبيكِ عن سهرِي

 

أضحتْ حياتي بمرِّ الهجرِ مقفرةً

حلَّ الجفافُ بها ظمأى بلا مطرِ

 

ظلماءَ حالكةً تودي كآبتُها

بلا سرورٍ ولا نبْضٍ كمحتضرِ

 

تمشي الليالي وئيداً فيَّ مثقلةً

بالذكرياتِ وحرِّ الشوقِ والفِكَرِ

 

ذكراكِ لمّا تزلْ في أضلعي لهباً

وفي فمي آهةً حرّى كما الشررِ

 

أحلى الليالي مضتْ والحبُّ يغمرنا

في خاطري لم تزلْ من أجملِ الصورِ

 

كنّا معاً نختلي والبدرُ ثالثنا

لمطلعِ الفجرِ في أُنسٍ وفي سمرِ

 

أحلى ليالي الهوى مرّتْ على عجلِ

وما شكونا بها إلّا من القصرِ

 

قد كنتُ فيها أرى وجهاً يفيضُ سنىً

كالبدرِ يحضنُهُ ليلٌ منَ الشّعَرِ

 

لكنّها خلّفتْ في بُعدنا كمداً

فرنّقَ العيش بعد الصفوِ بالكدرِ

 

عودي الى قلبيَ المحزونِ يا فرحي

وحرّريهِ منَ الأشجانِ والضجرِ

 

ويحَ ابنَ جنبيَّ ما لاقى بفرقتنا

أمضغةٌ من دمٍ أم قُدَّ من حجرِ ؟!!!

 

إنّي لذو جَلَدٍ في كلّ نازلةٍ

لكنّني في الهوى من أضعفِ البشرِ

 

أهوى الجمالَ وأهفو نحوهُ شغفاً

مثلَ الفراشةِ نحو الضوءِ والزَّهَرِ

 

منَ الجمال نصيبي لمحةٌ وهوىً

وآهةً تصطلي في القلبِ كالشّررِ

 

عفّ السّريرةِ لا أبغي سوى نظرٍ

منهُ ويقطفُ غيري أطيبَ الثمرِ

 

أهوى الجمال وأنّى كان أتبعهُ

قد كان يجذبني كالسحرِ مُذْ صغري

 

قلبي يجنُّ إذا يبدو الجمالُ لهُ

ولا يبالي بما يلقى من الخطرِ

 

في القلبِ نارُهُ لا تخبو حرائقُها

كأنّها قُبِستْ في القلبِ من سقرِ !!!

 

جَنَتْ عيوني على قلبي بما نظرتْ

وربَّ نازلةٍ تأتي منَ النظرِ !!!

 

فقتِ الجميلاتِ في دلٍّ وفي غنجٍ

وفي كلامكِ نغْمٌ ليسَ في الوترِ

 

أغار من غزلي إذ تعجبينَ بهِ

وإنْ يكنْ لكِ عقداً صيغ من دررِ

 

إذا التقينا فمن فرط الحياء أرى

خدّيك قد سطعا شمسينِ من خفرِ

 

وفي الدَّجى وجهكِ الوضّاءِ فاضَ سنىً

كالبدرِ يحضنُهُ ليلٌ منَ الشعرِ

 

حولي نساءٌ جميلاتُ بلا عددٍ

لكنْ أراكِ هوىً أحلى منَ القمرِ

 

فحسنُ قدّكِ غصنُ البان يغبطُهُ

ويغبطُ الظبيُ ما في العينِ من حورِ

الموضوع السابق المُخْتَصَر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat