صفحة الكاتب : جبار عبد الزهره

جريمة سبايكر جريمة التاريخ الإنساني التي لا تنسى
جبار عبد الزهره

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 سبايكر جريمة فظيعة فاقت في بشاعتها وطريقة تنفيذها وقسوة القائمين بها جرائم كل العصور لا بل هي ابشع وافظع حتى من جرائم الكيان الصهيوني التي ينفذها اليوم ضد اهل قطاع غزة والضفة الغربية لآنها جاءت من طريق ممارسة الغش والخداع والغدر من اناس كان الشيعة يحسبونهم اخوانا لهم في الوطن وفي السراء والضراء وهم اهالي تكريت  فأخذ منهم ابناء القوات المسلحة الشيعة النازحين من قاعدة سبايكر اخذهم الأمان والثقة بهم كإخوة عرب وعراقيين ومسلمين ولم يتوقعوا منهم انهم بيِّتوا لهم الغدر والإنتقام 0

لذلك لم يكن متوقعا من العشائر في تكريت وهم يدِّعون انهم عشائر عربية تتمسك باصالة الإنتماء العربي وتهتم بالنخوة العربية النقية لنجدة الملهوف وتتبنى الشهامة لمساعدة المحتاج والتمسك بوشائج الرحم لخدمة الأخ واكرامه وازاحة الأذى عنه وانقاذه من الخطر وتوفير الأمن والأمان والإستقرار له حتى إيصاله الى مأمنه ومحطة سكنه 0

لكنه قد حصل من هذه العشائر ما لم يكن بالحسبان مع الجنود الشيعة الذين نزحوا من قاعدة سبايكر الجوية باتجاه مدينة تكريت وهم عزَّل حتى من قنينة ماء فغدروا بهم غدرا لا يوجد له مثيل حتى في مدرجات سلم الغدرلمختلف شعوب الأرض وأممها لا بل لا مثيل له حتى في شرعة الغاب العدوانية الدموية 0

وقد دل ذلك على طبع اهل عشائر تكريت السادي الخسيس رجالا ونساء واطفالا وعلى تعطشهم العدواني لسفك دماء الشيعة على اساس طائفي حاقد دل على كفرهم ليس بدين محمد (ص) ولكن بالقيم الإنسانية النبيلة التي تهدف الى اغاثة الإنسان أي إنسان إذا كان في وضع يحتاج معه الى المساعدة ومد يد العون له من اجل انقاذه من الخطر وتفوير السلامة له التي يحتاجها للحفاظ على حياته وعرضه وماله من التلف والعبث 0

لقد صدرت عقوبات باعدام من تم القاء القبض عليهم من اولئك المجرمين المنفذين لعمليات القتل في مذبحة سبايكر البشعة غير ان رئيس الجمهورية العراقية السيد عبداللطيف جمال رشيد يرفض التوقيع على ملفات المجرمين لتنفيذ العقوبة بحقهم وذلك من زاوية التعاطف الطائفي المقيت 0

لذلك هم وبتوفير هذا الغطاء غير القانوني وغير الإنساني لهم من قبل رئيس جمهورية يقتضي منه واجبه الوطني والإنساني العام ان يتحلى بالإحساس الوطني القائم على مراعاة حقوق المواطنين العراقيين على حد سواء دونما تمايز على اساس او تعاطف او انتماء غير الإنتماء الوطني لأرض العراق وماء العراق وهواء العراق فالحق في كل القوانين والأعراف الإنسانية يعلى ولا يعلى عليه وهو مقدم على غيره في مختلف مجالات الحياة وميادينها وانشطتها  0

وبسبب عدم الإسراع في تحقيق اجراءات تنفيذ العقوبة بالمجرمين بدلا من وضع العراقيل في طريقها وتأخير تنفيذها هم يتمتعون اليوم بفضل رئيس الجمهورية الكردي بخدمات واسعة داخل السجون وتوفر لهم كافة احتياجاتهم لينعموا بحياة رفاهية وراحة واطمئنان وتوفر لهم لقاءات اسبوعية مع افراد عوائلهم وكأنهم ادوا واجبا وطنيا عظيما يستحقون عليه كل هذا التكريم وهذه الحفاوة وكل هذا الإهتمام ولم يرتكبوا جرائم يندى لها جبين حتى المجرم ان يفعل ما فعلوه بالابرياء الذين سلموا لهم انفسهم بعد ان اقنعوهم بانهم اخوتهم وانهم سوف يرسلونهم الى اهليهم ناهيك عما فعلته الأسر بالذين لجأوا منهم الى البيوت طلبا للأمان وللمساعدة منهم فكان الرجال يقتلونهم والنساء تزغرد والأطفال يعبثون بهم 0


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جبار عبد الزهره
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/06/15



كتابة تعليق لموضوع : جريمة سبايكر جريمة التاريخ الإنساني التي لا تنسى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net