صفحة الكاتب : محمد الرصافي المقداد

فلتكن غزة كربلاء جديدة
محمد الرصافي المقداد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قديما كانت مسألة تحرير فلسطين غاية ترجوها شعوبنا الإسلامية غير ان حكام الغرب اوقفوها عليهم، فأصبحت حلما بعيد المنال، على الرغم من شعارات كانت ترفع حينها سنلتقي بالصهاينة الى البحر، لكنه بعدما منيت جيوش عربية بانتكاسة قوية وهزيمة كارثية بعد حرب خاطفة لم تستمر سوى ستة ايام، بدأ ذلك الأمل يخبو والحلم بيوم النصر يتلاشى، ولم تحقق حرب اكتوبر سنة 1973 النصر الذي كان العرب ينتظرونه، فقد افسد الاختراق الصهيوني للجبهة المصرية المعروفة بالدبرسوار ما تحقق من تكسير خط بارليف ووقف الجيش المصري عاجزا عن معالجة ذلك الاختراق – ولعله مخطط له من طرف العميل السادات ليفتح مجال التطبيع مع العدو الصهيوني ويعلن بكل وقاحة بدء مسار خياني لم ينته بمقتله، واستمر متوسعا في الخفاء ومن وراء كواليس الساسة العملاء العرب وما أكثرهم.

هؤلاء القادة العرب لم تكن تشغلهم قضية فلسطين على أهميتها ومصيرية نهايتها، سوى بشيء من المجاملة والنفاق، واغلب من ادعى نصرته ومساندته لفلسطين لم يجسدها في تعابيره ولا برهن على حقيقة مشاعره عمليا، وبقي الفلسطينيون وقضيتهم في مهب رياح الخذلان وبيع الاوطان من عملاء العرب والعجم لدول الغرب، التي لم تغرس هذا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، الا من أجل السيطرة على المنطقة باسرها وليس فقط أن يقف المشروع الصهيوني عند حدود فلسطين

وجاءت الثورة الاسلامية المباركة وقيام النظام الاسلامي لتغير من قاعدة الخذلان والبيع وتقلبها راسا على عقب لتحتل القضية الفلسطينية صدارة اهتمام هذا النظام وتعطيها الاولوية التي تستحق  ومنذ ذلك الوقت وقد مرت عليه خمس وأربعون سنة كانت كلها تحضير واعداد لمحور مقاومة عتيد أثبت أنه الحل الوحيد لنجاح القضية على جميع الواجهات العسكرية والسياسية والاعلامية والثقافية وتبين بوضوح تام، أن مشروع المقاومة الذي تبنته أفران هو الوحيد القادر على استرجاع حقوق الشعب الفلسطيني في عودة مهجريه الى أرضهم وممتلكاتهم، وقيام دولتهم المستقلة على كامل تراب فلسطين، كما أثبتت المفاوضات مع العدو الصهيوني ومشروع حل الدولتين هي مجرد أوهام صنعها دهاة الغرب، وهي في مضمونها اعتراف عربي بشرعية الكيان الصهيوني.

المتغيّرات الجديدة في قضية فلسطين، وصول مسار مقاومة أحرارها إلى مستوى المواجهة بندّية وكفاءة رغم الفوارق الكبيرة في ميزان الاعتدة التي يمتلكها جيش الاحتلال الصهيوني، وقد خاضت حركات المقاومة مواجهات بطولية أثمرت معادلة جديدة مفادها أنّ موعد الحسم في القضية قد اقترب، وكلما اقترف العدو حماقة أكبر كلّما دنا أجله المحتوم، وسينهيه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه رشّحوا أنفسهم لهذا الشرف العظيم، وغزة اليوم شبيهة بكربلاء الحسين سيد شباب أهل الجنة، وهي في حقانيتها لا تبعد كثيرا عما وقع من مظلومية لأهل بيت النبي (ص)، ومظلومية الشعب الفلسطيني أصبحت شعوب العالم الغربي تدركها اليوم أكثر من ايّ وقت مضى وهي تشهد الجرائم المروّعة التي ترتكبها القوات الصهيونية كل يوم أمام أنظار العالم.  

 

وقد (كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن فحوى سلسلة من الرسائل التي بعثها رئيس حركة حماس في قطاع غزة (يحيى السنوار)، إلى الوسطاء وأعضاء المكتب السياسي للحركة في الخارج، خلال الأشهر الماضية.

وفي عشرات الرسائل الأخرى التي بعثها السنوار، تطرق إلى أهمية التضحيات والصمود في سبيل تحقيق النصر، مستشهدا بتجارب الشعوب الأخرى في الحروب من أجل الاستقلال والكرامة.

وأضاف السنوار لقادة حماس في الدوحة في رسالة: "رحلة إسرائيل في رفح لن تكون نزهة في الحديقة".

وأشار وفق الصحيفة إلى أنه "مستعد للموت في القتال"، حيث شبّه في رسالة حديثة الحرب، وقال: "علينا أن نمضي قدمًا على نفس المسار الذي بدأناه أو فلتكن كربلاء جديدة".(2)

وأكثر من هذا الذي وقع بخصوص خذلان القضية الفلسطينية، وبيعها بأبخس الاثمان، يبدو اعظم من حلّ الدولتين مرشّحا للوقوع مستقبلا، فمن أقدم على محالفة الشيطان الصهيو غربي في القضاء على ما بقي من حقوق الشعب الفلسطيني، لا يستغرب منه أن يأتي بكلّ موبِقَة بلا ادنى حرج منه، فقد (اجتمع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، (هرتسي هليفي)، خلال الأسبوع الجاري، بقادة جيوش خمس دول عربية في لقاء عقد في البحرين تحت رعاية قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجنرال (إريك كوريلا)، بحسب ما كشف موقع (أكسيوس) الأميركي، مساء اليوم، الأربعاء.

وأفاد التقرير الذي أورده المراسل السياسي للموقع، ونشره موقع (والاه) العبري، بأن الاجتماع عقد لبحث (التعاون الأمني الإقليمي)، بمشاركة قادة جيوش إسرائيل والسعودية والبحرين ومصر والإمارات والأردن، وذلك بعيدا عن الأضواء ودون الإعلان عن اللقاء بسبب الحساسيات السياسية الإقليمية المتعلقة بالحرب على غزة.
وذكر التقرير أن اللقاء يعتبر إشارة للتاكيد على أن الحوار العسكري والتعاون بين إسرائيل وهذه الدول العربية مستمر تحت مظلة القيادة المركزية للجيش الأميركي، على الرغم من الانتقادات العلنية والإدانات شديدة اللهجة التي تصدر عن هذه الدول ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة".(2) ومقابل هذا الاجتماع الخياني، يواصل قادة محور المقاومة اجتماعاتهم وتعاونهم، من أجل بلوغ الغاية من الهدف المرجو، وهو تحرير كامل فلسطين، مهما بلغت التضحيات، فأنفاس هذا المحور العزيز المبارك قويّة وطويلة، ولن تتوقف حتى تحقّق النصر النهائي والمؤزر بإذن الله.
هكذا إذا وبكل وقاحة لا تصدر عادة، إلا على من أصبح له نفسُ صهيوني يملأ رئتيه، بدت أنظمة عربية في موقف الخيانة المتواصلة، أعتقد أنّها لن تنتهي في ظل صمت شعوبها، على ما يجري من خذلان لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي هذا الإطار لا أستبعد أن يصدر أمر أمريكي غربي مُلْزمٌ، بمشاركة هذه الدول في الدفاع عن الكيان الصهيوني، تماما كما حصل من الأردن في التصدّي لرشقات الصواريخ والمسيرات الإيرانية في المجال الجوي الأردني، مساعدة من الأردن في الدفاع عن مواقع الكيان العسكرية المستهدفة، وهذا عار ما بعده عار، لا تمحيه توبة ولا يُنْسيه اعتذار.

كربلاء جديدة تشكلت في غزّة، والويل لمن لم ينصرها من أمّة الإسلام، فيكون خاذلا ويكتب خائنا، صيحة السنوار هل من ناصر ينصر غزّة وفلسطين وجدت طريقها إلى مسامع من قال ولا يزال يردّد لبّيك يا غزّة لبيك يا فلسطين، اليوم تنمو المواجهة وغدا يُصنَعُ النصر، ومنا النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.

المراجع

1 – السنوار لقادة حماس بالخارج فلتكن كربلاء جديدة

https://alw akaai.com/article/570925

2– رئيس الأركان الإسرائيلي اجتمع بقادة جيوش 5 دول عربية في البحرين لبحث هذه الملفات

https://www.raialyoum.com/


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الرصافي المقداد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/06/15



كتابة تعليق لموضوع : فلتكن غزة كربلاء جديدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net