صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

مجموعة من الآراء صغتها على لسان مجنون العقلاء قصصا قصيرة وستكون أجزاءً  (1)
رزاق عزيز مسلم الحسيني

 مع مجنون العقلاء

مررتُ برجلٍ رثِّ الثياب كثِّ اللحية أشعث الرأس يوحي منظره انه مجنون في أحد شوارع المدينة فصاح يناديني ودنا مني فجفلتُ منه فقال لي لا تخف لستُ مؤذياً وتبدو عليك سمات الرجل السويِّ وعلى خلقٍ فقلت له أشكرك على اطرائكَ وأنتَ لم تعرفني هل تحبُّ أنْ ساعدكَ في شيء فقال لي ليتك تسخو علي ببعض الدراهم لأقيم أودي وأسدَّ جوعي منذ البارحة ولحد الان لم يدخل جوفي طعامٌ واني صائم بلا نية الصوم ولسنا في شهر الصيام فقلت له حبّاً وكرامةً خذْ هذا المبلغ فانتعشت نفسه وانبسطت أساريره فقال لي الناس ينعتوني بالجنون ولستُ بمجنون ولكن صروف الدهر قد صرفت عقلي من رأسي فقلت له أراك تتحدث بلباقة وكياسة ولا يدلُّ عليكَ ما ادَّعيت به من جنون فقال لي بما انك أكرمتني أحبُّ أن أسمعكَ بعض ماخطر لي من أبيات شعر فتفاجأت من قوله وقلت له هل تتعاطى الشعر  ؟!!! قال لي ألمْ تعلمْ اغلب الشعراء مجانين فقلتُ له ربما ولا أبتُّ في هذا الأمر  هاتِ ما عندكَ من الشعر كلّي آذان صاغية لك فأخذ ينشدني :

عرفنا الرزقَ مقسوماً علينا

بلوحِ الغيبِ من ربّ العبادِ

وشرُّ الناس من سحتٍ حرامٍ

قد امتلكوا الحواضرَ والبوادي

ونلقى كلَّ ذي خُلُقٍ فقيراً

لانّهُ عفَّ عن نهبِ البلادِ

أليسَ اللهُ لا يأتي برزقٍ

إلى الإنسان من كسبِ الفسادِ ؟!!!

فمَنْ ذا حين يسمعني سيُدلي

أمامَ الناسِ أنّي ذو رشادِ !!!

ولستُ بقائلٍ إلا صواباً 

ولمْ أكُ هائماً في كلِّ وادِ

بلادي تستغيثُ ولا مجيبٌ

ومثلي قد أُصيبتْ بالكُبادِ

أراها خفيةً خجلى تنادي

بها الأبناء صاروا كالأعادي 

فصرخ في وجهي قل لي كيف يرزق الله الفاسدين من المال 

الحرام فبقيت باهتاً متلجلجلا ولذتُ بالصمت


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/06/14



كتابة تعليق لموضوع : مجموعة من الآراء صغتها على لسان مجنون العقلاء قصصا قصيرة وستكون أجزاءً  (1)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net