الشعر المنسوب...بين العلمية والتضليل
د . سامي علي المنصوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . سامي علي المنصوري

برزت ظاهرة الشعر المنسوب حين بدأت حركة
جمع الشعر القديم في دواوين بعد أن ضاعت أصولها أو لم يتمكن المحققون من الوصول الى النسخة المخطوطة، وهو مايعرف بالتحقيق على( الرواية الثانية)..
فتجد في كل ديوان محقق ثلاثة أبواب:
ماصحت نسبته الى الشاعر
ما نسب الى الشاعر ويرجح أن يكون له.
مانسب الى الشاعر ويحتمل لغيره...
وهذا ماعمل عليه الدكتور محمد جبار المعيبد( يرحمه الله) في تحقيقه ( ديوان عدي بن زيد العبادي)....
وهو منهج المحقق شاكر العاشور في تحقيقاته واعادة تحقيق ما حقق سابقا....
وسبب ذلك كله يعود الى أن جامعي الدواوين يعتمدون مظان التراث العربي...ومؤلفو هذه المظان أحيانا يعتمدون ذاكرتهم...فيقولون: قال الشاعر الفلاني...ظنا لا حقيقة وتثبتا...فيذكرون اشعارا لغير أصحابها...
ويأتي جامعو الاشعار فيجدون أبياتا نسبت الى أكثر من شاعر..بل وجدت قصيدة مثل( الدعدية) نسبت الى أربعين شاعرا...!!!
والامانة أن لايخلط المحقق كما خلط القدماء..
فيضعون ما اتفق عليه في باب ومانسب الى غيره في ذيل الديوان...سواء بترجيح أو بغير ترجيح...لئلا يضللوا القاريء والدارس...فيبني دراسته على وهم..ويستنتج استنتاجا غير صحيح...
وخطا القدماء أن الذاكرة قد تخونهم...
فينسبون مافيه زهد وحكمة الى الامام علي والشافعي وابي العتاهية والحلاج...
وينسبون شعر الخمر والخلاعة الى ابي نواس وأضرابه من الماجنين...وخطا جامعي الدواوين المحققة أن بعضهم يحرصون على تصخيم الدواوين لاغراض تجارية غير علمية...
ومثل هذه الاعمال بل أشد منها عبثا نسبة الكتب الى غير أصحابها ؛ كما فعلوا في جملة كتب نسبت الى الخليل كالمنظومة النحوية، وكتاب الجمل وكتاب الحروف...
والامر ليس مقتصرا على التراث القديم ففي العصر الحديث وجدنا قصائد كاملة تنسب الى اكثر من شاعر
مثل قصيدة:( ياتين ياتوت يارمان ياعنب)....التي وردت في ديوان الشاعر العراقي حافظ جميل...ونسبت الى غيره من معاصريه...
ومثلها قصيدة( انا وليلى) ل( حسن المرواني)...وادعاها غيره...
والقصيدة التي تغنيها نهاوند ومطلعها( أين ياليل صباباتي وأحلامي وكأسي؟...) فقد نسبت الى اكثر من شاعر....!!!
وكتبه
د. سامي علي المنصوري
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat