مقالات في مناقب المرتضى 27. منقبة «رجحان ايمان الإمام علي على السموات السبع»
حامد كماش آل حسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حامد كماش آل حسين

27. منقبة «رجحان ايمان الإمام علي على السموات السبع»
مقدمة:
لابد من الإشارة إننا في هذه المقالات ليس الغرض منها أضافة شيء جديد بخصوص المناقب والفضائل الخاصة بالإمام علي «عليه السلام» أو نأتي بقراءة جديدة لها، وإنما الغرض منها هو ذكر وتوضيح وأثبات تلك المناقب والفضائل ورفع بعض الشبهات عنها وكذلك رد من يحاول تفريغ تلك المناقب من خصوصيتها ومضمونها، وذلك بالاستعانة بمختلف المصادر والنقل عنها.
ومن المعلوم ان ألقاب وفضائل أمير المؤمنين علي «عليه السلام» بلغت من الكثرة والشهرة حداً لم يتمكن أعدى أعدائه من إنكارها، رغم كل الجهود التي بذلت في ذلك.
· قال الخليل بن أحمد الفراهيدي وقد سُئل عن الإمام علي «عليه السلام»: ((ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً، وأخفاها محبوه خوفاً، وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين)).(1)
· وقال احمد بن حنبل عن الإمام علي «عليه السلام»: ((لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي)).(2)
ونتيجة لعدم إمكانية إخفاء هذه الفضائل حاولوا أن يتقاسموها، وينحلوها الى الآخرين، حتى لا تكون خصوصية للإمام علي «عليه السلام»، وهذا دليل على أن كل فضيلة لوحدها تمثل مقاماً رفيعاً، ورغم كل هذه المحاولات بقي الإمام علي «عليه السلام» صاحب الخصوصيات التي لم يشاركه فيها أحد، وقد تكلمنا في مقالات سابقة عن:
1. لقب «أمير المؤمنين»
2. لقب «قائد الغر المحجلين».
3. لقب «يعسوب الدين».
4. لقب «أبو تراب».
5. لقب «إمام المتقين».
6. منقبة «وليد الكعبة».
7. لقب ومنقبة وصفه بـــ«السيد».
8. منقبة «قسيم الجنة والنار».
9. منقبة «أول من أسلم».
10. لقب «الصديق».
11. لقب «الفاروق».
12. لقب «سيف الله المسلول».
13. لقب «ساقي الحوض».
14. لقب «ذي النورين».
15. لقب «باب مدينة العلم».
16. لقب «صاحب بيعة الغدير».
17. لقب «حامل لواء الحمد».
18. منقبة «علي مع الحق والحق مع علي».
19. منقبة «ان حب الإمام علي إيمان وبغضه نفاق».
20. لقب «سيد الثقلين»:
21. منقبة «إن الإمام علي بمنزلة الكعبة يؤتى ولا يأتي».
22. منقبة «المبيت على فراش النبي ليلة الهجرة».
23. منقبة «هجرة أمير المؤمنين علانية».
24. منقبة «حديث المؤاخاة».
25. منقبة «حديث الراية».
26. منقبة أنه «قاتل المشركين».
واليوم نتكلم عن منقبة «رجحان ايمان الإمام علي على السموات السبع»:
تمهيد:
روى الخوارزمي في المناقب عن عمر بن الخطاب قال:
((...... اشهد على رسول الله «صلى الله عليه وآله» لسمعته وهو يقول: «لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعن في كفة ميزان ووضع إيمان علي في كفة ميزان لرجح إيمان علي»)).(3)
الإيمان هو العلم بالشيء مع الالتزام به بحيث تترتب عليه آثاره العملية، وكل من العلم والالتزام مما يزداد وينقص ويشتد ويضعف لذا كان الإيمان المؤلف منهما قابلاً للزيادة والنقيصة والشدة والضعف فنتج عنه الاختلاف في مراتب الإيمان ويدل عليه:
- قوله تعالى: ((ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم))(4)، وغيرها من الآيات.
- وما روي عن الإمام الصادق «عليه السلام»، قال: ((الإسلام درجة، والإيمان عن الإسلام درجة، واليقين على الإيمان درجة، وما أوتي الناس أقل من اليقين وإنما تمسّكتم بأدنى الإسلام فإياكم أن ينفلت من أيديكم)).(5)
ولا شك أن أكثر الخلق إيمانا بالله تعالى هم الأنبياء والأوصياء «عليهم السلام» لأنهم صفوة الخلق من العباد، ثم يليهم رتبة من خلص لله سراً وعلانية.
والبصيرة في الدين تلازم قوة الإيمان ملازمة حقيقة لا تنفك عنها لأن الإيمان له مراتب فأدناها مرتبة التصديق بما جاء به النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» مع عدم رسوخه في النفس ويطلق عليه الإيمان الضعيف ولذلك إذا حصل له اقل شيء يزعزع عقيدته وهذا لا يوصف بالبصيرة في الدين لأنه إلى الارتياب أقرب من الاعتقاد الصحيح وقد حكى الله تعالى عنهم ذلك عند الامتحان بالأحزاب في قوله: ((وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً)).(6)
فالذين في قلوبهم مرض أهل الإيمان الضعيف ولهذا قابلهم بالمنافقين الذين لا إيمان لهم فلما ضربوا بالبلاء تزلزل اعتقادهم وقالوا بمقالة أهل النفاق.
- وقال تعالى: ((ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة أنقلب على وجهه)).(7)
وهذا الحرف من الإيمان وهو الطرف والجهة الواحدة وهي جهة الرخاء فقط وأما سائر الجهات وهي جهات الابتلاء والتمحيص فلا يشك معها ويزول إيمانه ويصبح كما قال الله تعالى: «خسر الدنيا والآخرة»، والمتبصر في دينه تام الإيمان من جميع جهاته فكلما زاد البلاء وأشتدت المحنة يزداد ثباتاً كما قال تعالى: ((وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً)).(8)
فأعلا مرتبة التصديق هو التسليم لكل ما جاء من قبل الله وذلك عند رسوخ العقيدة في النفس فلذلك لا يتزعزع من كل شيء يضطرب منه ضعيف الإيمان ولا يرتاب ولا يشك ولا يتزلزل ولو تظافرت المحن.
- كما قال المقداد بن عمرو لرسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: ((لو ضربونا «يعني قريشاً» حتى يبلغوا بنا برك الغماد لعلمنا أنا على حق وهم على باطل)).(9)
- وكما قال أبو اليقظان عمار بن ياسر يوم صفين: ((لو ضربونا «يعني أهل الشام» حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا إنا على حق وهم على باطل)).(10)
ويسمى صاحب هذا الاعتقاد قوي الإيمان وصلب الإيمان ونافذ البصيرة ومتبصراً في دينه وما شاكل هذا، وهذه المرتبة العليا من الإيمان لأن مراتب الإيمان الراسخ تتفاوت شدة وضعفاً وإن كانت أضعفها قوياً متمكناً فتكون في بعض الأشخاص أقوى منها في البعض الآخر مع أشتراكهم جميعاً في قوة الإيمان ورسوخ العقيدة ونفوذ البصيرة نظير أشتراك أفراد الأبيض مع البياض مع تفاوتها في الشدة والضعف وقد جاء في الحديث عن أهل البيت «عليهم السلام»: ((الإيمان عشر درجات»))(11)، والمراد بهذا التفاوت إنما هو بالشده والضعف في المرتبة العالية من الإيمان والتي ليس فوقها إلا درجة اليقين وهي التي لا يصل إليها إلا من كشف له الحجاب وهي مرتبة النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» وسائر الأنبياء ومرتبة أهل العصمة من الأئمة الطاهرين «عليهم السلام»، وهذه المرتبة لا يرومها أحد من أهل التوحيد وإن رامها لم يصل إليها فالواصل إليها إما نبي أو وصي نبي، وفي مقدمة الأوصياء الإمام علي «عليه السلام».
ومن الروايات والسيرة الشخصية التي ملأت الخافقين نستدل على قوة إيمان الإمام علي «عليه السلام» ورجحانه، فقد ملأ الأيمان بالله كل وجوده، ولم يكن يقارنه أحد في رسوخ قدمه في الإيمان إلا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقد بلغ مرحلة اليقين حتى قال: ((لو كشف الغطاء لي ما ازددت يقينا)).(12)
ولم يغفل الأمام علي «عليه السلام» عن الله طرفة عين أبداً، فكان المصداق الكامل لقول الله تعالى: ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))(13).
وكان يذوب في ذات الله حتى ينسى في صلاته كل المصاعب والمعضلات.
ولم يخش الإمام علي «عليه السلام» إلا الله، وكان مؤمناً بأن لا مؤثر ولا مدبر إلا هو، فكان لذلك لا يخاف أية قدرة ولا يهاب أية دسيسة ومؤامرة، وربما صرح بهذه العقيدة كما في محادثته مع قنبر:
روي عن الإمام جعفر الصادق «عليه السلام»، قال:
((كان قنبر غلام علي يحب علياً «عليه السلام» حباً شديداً فإذا خرج علي صلوات الله عليه خرج على أثره بالسيف، فرآه ذات ليلة فقال: يا قنبر ما لك ؟
فقال: جئت لأمشي خلفك يا أمير المؤمنين.
قال: ويحك أ من أهل السماء تحرسني أو من أهل الأرض ؟
فقال: لا بل من أهل الأرض.
فقال: إن أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئاً إلا بإذن الله من السماء فارجع، فرجع)).(14)
لقد كانت قوة الإيمان هذه مهيمنة على الإمام علي «عليه السلام» في جميع مراحل حياته وظروفها المختلفة، فلم تتغير حين تخاذل الناس عنه فأصبح جليس الدار، ولم تتغير أيام قوته وتسنمه السلطة، فلم يضطرب ولم يتضجر أيام عزلته ووحدته، ولم تسكره نشوة الغرور أيام حكومته، بل كان يئن أيام قوته آناء الليل، أنين يعجب منه من يسمعه ويراه بتلك الحالة، والشاهد على ذلك، ما رآه نوف البكالي من الإمام علي «عليه السلام» في أيام حكومته في ليلة مظلمة:
عن نوف البكائي قال:
((رأيت أمير المؤمنين «عليه السلام» ذات ليلة وقد خرج من فراشه فنظر إلى النجوم:
فقال: يا نوف، أراقد أنت أم رامق(15)؟
قلت: بل رامق يا أمير المؤمنين.
فقال: يا نوف، طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة! أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، والقرآن شعاراً،(16) والدعاء دثاراً،(17) ثم قرضوا(18) الدنيا قرضاً على منهاج(19) المسيح.
يا نوف، إن داود «عليه السلام» قام في مثل هذه الساعة من الليل، فقال: إنها لساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له، إلا أن يكون عشاراً،(20) أو عريفاً،(21) أو شرطياً،(22) أو صاحب عرطبة «وهي الطنبور» أو صاحب كوبة، «وهي الطبل»، وقد قيل أيضاً: إن العرطبة الطبل والكوبة الطنبور)).(23)
بقي الإمام علي «عليه السلام» جليس الدار خمساً وعشرين سنة فصبر لله، وتحمل المصاعب والمصائب والظلم والطغيان لأجل بقاء دين الله، وقد نفث بهذا الهم حين قال في خطبته الشقشقية: ((.. فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهباً...)).(24)
فقد بلغ إيمان الإمام علي «عليه السلام» حداً أنه لم يكن للفرار إلى نفسه سبيل، وكان يرعب العدو في ميدان القتال، ويمنح المؤمنين قوة واطمئنان، ومع ذلك فإنه ينهار أمام أنين اليتيم فلا يملك دموعه، لأن الإمام علي «عليه السلام» كان دائماً نصير المظلوم وخصم الظالم، وكل ذلك ينبع من عين إيمانه العظيم.
والإمام علي «عليه السلام» تلميذ الرسول المطيع، فقد عرف قائده رسول الله جيداً، فكان مطيعاً له في الحرب والصلح، فهو يبيت على فراش رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليلة الهجرة، ويفدي رسول الله «صلى الله عليه وآله» بنفسه في ساحة الحرب، لم يعترض يوماً على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، بل لم يسأله في أمر يقرره قط، وقد أشار الإمام علي «عليه السلام» إلى هذه الحقيقة بقوله:
((لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد «صلى الله عليه وآله» أني لم أرد على الله، ولا على رسوله ساعة قط ... إلى آخره)).(25)
من ذا الذي عاش «33» سنة في بيت رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» وأطاعه في كل شيء، أيام القوة والضعف، في طريق الرسالة الوعر غير الإمام علي «عليه السلام».
وهذا الإيمان القوي والقلب المنير الذي كان للإمام علي «عليه السلام» هو الذي جعله ثابتاً ومصراً على إقامة أحكام الله وحدوده، فلم يلحظ عن الإمام علي «عليه السلام» أنه انحرف عن أحكام الله أدنى انحراف، فقد وضع الجميع أمام القانون موضع المساواة، عدوه وصديقه، القريب والبعيد، وحتى أولاده وإخوته، ولم يداهن في دين الله قط، حتى وإن أدى ذلك إلى أن يعاتبه الأقربون والمحبون، بل كان صارماً في إقامة الدين، لقد ذاب الإمام علي «عليه السلام» في ذات الله، وآمن أن كل شيء لا يكون إلا بإذنه، فكان يريد ما أراد الله، ويطلب منه تعالى أن يجري طلبه بإذنه، ...(26)
وبعد هذا فلا عجب ان يرجح إيمان علي «عليه السلام» عندما يوضع في كفة الميزان مها كان المقابل في الكفة الأخرى، وذلك هو قول الصادق المصدق الذي لم ينطق عن الهوى ...
1. ((... عن عمر بن الخطاب، قال: أشهد على رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» سمعته وهو يقول: لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعت في كفة ميزان ووضع إيمان الإمام علي بن أبي طالب في كفة ميزان، لرجح إيمان الإمام علي «عليه السلام»)).(27)
2. ((... عن ربعي بن حراش، قال: حدثني علي بن أبي طالب «عليه السلام» بالرحبة، قال: اجتمعت «قريش» إلي النبي «صلى الله عليه وآله» وفيهم سهيل بن عمرو، وقالوا: يا محمد، أرقاؤنا لحقوا بك فأرددهم علينا، فغضب النبي «صلي الله عليه وآله» حتى رؤي الغضب في وجهه، ثم قال: لتنتهن يا معاشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلاً منكم امتحن الله قلبه للإيمان، يضرب رقابكم علي الدين.
قيل: يا رسول الله أبو بكر، قال: لا، قيل: عمر، قال: لا، لكنه خاصف النعل الذي في الحجرة. فاستفظع الناس ذلك من علي كرم الله وجهه، فقال: أما إني سمعت رسول الله «صلي الله عليه وآله» يقول: لا تكذبوا علي، فإنه من كذب علي متعمداً فليلج النار)).(28)
3. ((... عن علي بن الحسين، عن أبيه «عليهم السلام»، قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لعلي بن أبي طالب «عليه السلام»: يا أبا الحسن، لو وضع إيمان الخلائق وأعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك يوم أُحد على كفة اخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق، وإن الله باهى بك يوم أُحد ملائكته المقربين، ورفع الحجب من السماوات السبع، وأشرقت إليك الجنة وما فيها، وابتهج بفعلك رب العالمين، وإن الله تعالى ليعوضك بذلك اليوم ما يغبطك به كل نبي ورسول وصديق وشهيد)).(29)
4. ((... عن الإمام علي «عليه السلام»، قال: قال لي رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم فتحت خيبر(30): ... والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وان الله عز وجل أمرني أن أبشرك أنت وعترتك ومحبيك في الجنة وان عدوك في النار ...)).(31)
5. من كلام للإمام علي «عليه السلام» وقد سأله ذعلب اليماني:
((فقال: هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين.
فقال «عليه السلام»: أفأعبد ما لا أرى.
فقال: وكيف تراه.
قال: لا تدركه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان، قريب من الأشياء غير ملامس، بعيد منها غير مباين، متكلم بلا روية، مريد لا بهمة، صانع لا بجارحة، لطيف لا يوصف بالخفاء، كبير لا يوصف بالجفاء، بصير لا يوصف بالحاسة، رحيم لا يوصف بالرقة، تعنو الوجوه لعظمته، وتجب القلوب من مخافته)).(32)
6. ((... عن رقبة بن مصقلة بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، قال: أتى عمر رجلان فسألاه عن طلاق العبد، فانتهى إلى حلقة فيها رجل أصلع، فقال: يا أصلع، كم طلاق العبد، فقال له بأصبعيه هكذا، فحرك السبابة والتي تليه، فالتفت إليهم، فقال: «اثنتين»، فقال أحدهما: سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل والله ما كلمك فقال: ويلك، تدري من هذا، هذا علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: لو أن السماوات والأرض وضعتا في كفة، ووضع إيمان علي في كفة، لرجح إيمان علي)).(33)
7. ((... عن يزيد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، قال: لما أقبل علي «عليه السلام» من اليمن ليلقى رسول الله «صلى الله عليه وآله» بمكة، تعجل إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، واستخلف على جنده الذين معه رجلاً من أصحابه، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حللاً من البز الذي كان مع علي بن أبي طالب «عليه السلام»، فلما دنا جيشه خرج علي «عليه السلام» ليلقاهم، فإذا هم عليهم الحلل، فقال: ويحك ما هذا، قال: كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس، قال: ويلك انزع من قبل أن تنتهي إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، قال: فانتزع الحلل من الناس، وردها في البر، وأظهر الجيش شكاية لما صنع بهم)).(34)
8. ((... عن أبي سعيد، قال: شكا الناس علي بن أبي طالب «عليه السلام»، فقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» فينا خطيباً فسمعته يقول: يا أيها الناس، لا تشكوا علي، فوالله إنه لأخشن في ذات الله، أو في سبيل الله)).(35)
وفي تاريخ دمشق، قال: ((قال «صلى الله عليه وآله»: فوالله، إنه لأخيشن(36) في ذات الله، أو في سبيل الله)).(37)
هذه بعض الشواهد التي تدل على قوة إيمان امير المؤمنين وأنه لا تأخذه في الله لومة لائم، فلم يداهن ولم يصانع طرفة عين على حساب الحق مهما كان الشخص المقابل، ومن هذه الشواهد:
1. حده للنجاشي لما شرب الخمر:
ذكر صاحب كتاب الغارات: ان النجاشي الشاعر، وكان في عسكر الإمام علي «عليه السلام» بصفين، ووفد على عمر بن الخطاب، ولازم علي بن أبي طالب «عليه السلام»، وكان يمدحه، قال ابن قتيبة في المعارف: كان النجاشي فاسقاً رقيق الإسلام، وخرج في شهر رمضان على فرس له بالكوفة يريد الكناسة، فمر بأبي سمال الأسدي فوقف عليه، فقال: هل لك في رؤوس حملان في كرش في تنور من أول الليل إلى آخره، قد أينعت وتهرأت، فقال له: ويحك، أفي شهر رمضان تقول هذا، قال: ما شهر رمضان وشوال إلا واحد، قال: فما تسقيني عليها، قال: شراباً كالورس، يطيب النفس، ويجري في العرق، ويكثر الطرق، ويشد العظام، ويسهل للفدم(38) الكلام، فثنى رجله فنزل فأكلا وشرب، فلما أخذ فيهما الشراب، تفاخر، فعلت أصواتهم، فسمع ذلك جار لهم، فأتى علي بن أبي طالب «عليه السلام» فأخبره، فبعث في طلبهم، فأما أبو سمال، فشق الخص(39) ونفذ إلى جيرانه فهرب، فأخذ النجاشي، فأتي به علي بن أبي طالب «عليه السلام» فقال له: ويحك ولداننا صيام وأنت مفطر، فضربه ثمانين سوط، وزاده عشرين سوط، فقال له: ما هذه العلاوة يا أبا الحسن، فقال: هذه لجرأتك على الله في شهر رمضان، ثم وقفه للناس ليروه في تبان(40) فهجا أهل الكوفة، فقال:
إذا سقى الله قوماً صوب غادية
... فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا
التاركين على طهــــــــــــــــــر نساءهم
... والناكحين بشطي دجلة البقـــــــــرا
والسارقين إذا ما جن ليلهــــــــــــــم
... والطالبين إذا ما أصبحوا السورا
وقال:
ضربوني ثم قالوا: قـــــــــــــدر
... قدر الله لهم شر القـــــــــــــدر(41)
عن أبي الزناد:
لما حد علي «عليه السلام» النجاشي، غضب لذلك من كان مع علي من اليمانية، وكان أخصهم به طارق بن عبد الله بن كعب بن اسامة النهدي، فدخل على أمير المؤمنين «عليه السلام»، فقال: يا أمير المؤمنين، ما كنا نرى أن أهل المعصية والطاعة وأهل الفرقة والجماعة عند ولاة العدل ومعادن الفضل سيان في الجزاء، حتى رأيت ما كان من صنيعك بأخي الحارث، فأوغرت صدورنا، وشتت أمورنا، وحملتنا على الجادة التي كنا نرى أن سبيل من ركبها النار.
فقال علي «عليه السلام»: إنها لكبيرة إلا على الخاشعين،(42) يا أخا بني نهد، وهل هو إلا رجل من المسلمين انتهك حرمة من حرم الله، فأقمنا عليه حداً كان كفارته، إن الله تعالى يقول: ((ولا يجر منكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)).(43)
قال: فخرج طارق من عند علي «عليه السلام»، فلقيه الاشتر النخعي، فقال له: يا طارق، أنت القائل لأمير المؤمنين: إنك أو غرت صدورنا، وشتت امورنا، قال طارق: نعم، أنا قائلها، قال له الأشتر: والله ما ذاك كما قلت، وإن صدورنا له لسامعة، إن امورنا له لجامعة.
قال: فغضب طارق، وقال: ستعلم يا أشتر أنه غير ما قلت، فلما جنه الليل همس(44) هو والنجاشي إلى معاوية.(45)
2. رفضه طلب أخيه عقيل:
في هذا الشاهد دلالة على ان الإمام علي «عليه السلام» كان قوياً في دينه، لا تأخذه في الله لومة لائم، لم يداهن ولم يصانع طرفة عين، الى درجة أنه رفض طلب أخيه عقيل بن أبي طالب حين استماحه صاعاً من بر المسلمين، ولم يكتف برده بل وعنفه، لان موافقة عقيل يعني خيانة مال المسلمين، وقصة هذا الشاهد ذكره الإمام علي «عليه السلام» في أحدى خطبه التي في نهج البلاغة حيث يقول «عليه السلام»:
((والله لأن أبيت على حسك السعدان(46) مسهداً(47) أو أجر في الأغلال مصفداً(48) أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلى البلى قفولها(49) ويطول في الثرى(50) حلولها.
والله لقد رأيت عقيلاً وقد أملق(51) حتى استماحني(52) من بركم(53) صاعاً ورأيت صبيانه شعث(54) الشعور غبر(55) الألوان من فقرهم كأنما سودت وجوههم بالعظلم(56) وعاودني مؤكداً وكرر علي القول مردداً فأصغيت إليه سمعي فظن أني أبيعه ديني وأتبع قياده(57) مفارقاً طريقتي فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بهـا فضج ضجيج ذي دنف(58) من ألمها وكاد أن يحترق من ميسمها(59) فقلت له ثكلتك(60) الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه أتئن من الأذى ولا أئن من لظى.(61) ...)).(62)
3. رده هدية الأشعث لأنها رشوة:
وشاهد آخر من الشواهد الدالة على ان الإمام علي «عليه السلام» كان قوياً في دينه، لا تأخذه في الله لومة لائم، وذلك حين رد بقوة وجرأة ودون أدنى تردد، هدية قدمت له من أحد عماله وهو الأشعث بن قيس، ولم يكتف برد الهدية بل وعنف صاحبها لأن هدية الأشعث هي محاولة منه للتقرب من الإمام علي «عليه السلام» وبالتالي محاولة حصوله على مكاسب دنيوية منه.
وقصة هذا الشاهد ذكره الإمام علي «عليه السلام» في أحدى خطبه التي في نهج البلاغة حيث يقول «عليه السلام»، وهي تكملة الخطبة السابقة ومشيراً الى هدية الاشعث:
((... وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة(63) في وعائها ومعجونة شنئتها(64) كأنما عجنت بريق حية أو قيئها فقلت أصلة(65) أم زكاة أم صدقة فذلك محرم علينا أهل البيت فقال لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية فقلت هبلتك(66) الهبول(67) أعن دين الله أتيتني لتخدعني أمختبط(68) أنت أم ذو جنة(69) أم تهجر(70) والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة(71) ما فعلته وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها(72) ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين)).(73)
4. برز الإيمان كله الى الشرك كله:
((روى ربيعة بن مالك السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان فقلت: يا أبا عبد الله إن الناس ليتحدثون عن علي بن أبي طالب «عليه السلام» ومناقبه، فيقول لهم أهل البصيرة: إنكم لتفرطون في تقريظ هذا الرجل، فهل أنت محدثي بحديث عنه أذكره للناس.
فقال: يا ربيعة وما الذي تسألني عن علي «عليه السلام» وما الذي أحدثك به عنه، والذي نفس حذيفة بيده لو وضع جميع أعمال أمة محمد في كفة الميزان منذ بعث الله تعالى محمداً إلى يوم الناس هذا ووضع عمل واحد من أعمال علي في الكفة الأخرى لرجح على أعمالهم كلها.
فقال ربيعة: هذا المدح الذي لا يقام له ولا يعقد ولا يحمل، إني لأظنه إسرافاً يا أبا عبد الله.
فقال حذيفة: يا لكع(74) وكيف لا يحمل، وأين كان المسلمون يوم الخندق وقد عبر إليهم عمرو وأصحابه فملكهم الهلع(75) والجزع، ودعا إلى المبارزة فأحجموا عنه، حتى برز إليه علي «عليه السلام» فقتله، والذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجراً من أعمال أمة محمد إلى هذا اليوم وإلى أن تقوم القيامة)).(76)
يقول الشيخ محمد حسن المظفر:
((لما جعل رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» علياً كل الإيمان، دل على أنه قوامه، وأنه أفضل إيماناً وأثراً من جميع المؤمنين، إذ لم يقم لهم إيمان لولاه، والأفضل أحق بالإمامة، ويشهد لفضله عليهم في الأثر ما جاء عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: لضربة علي أفضل من عبادة الثقلين، أو: لمبارزة علي لعمرو أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة، ...(77)، وهذا مما يؤيده قوله «صلى الله عليه وآله وسلم»: الساعي بالخير كفاعله،(78) ويقضي به العقل، إذ بقتل أمير المؤمنين «عليه السلام» لعمرو خمدت جمرة الكفر، وانكسرت عزيمة الشرك، فكان هو السبب في بقاء الإيمان واستمراره، وهو السبب في تمكين المؤمنين من عبادتهم إلى يوم الدين، لكن هذا ببركة النبي الحميد ودعوته وجهاده في الدين، فإن علياً حسنة من حسناته، فلا أفضل من سيد الوصيين إلا سيد المرسلين، زاد الله في شرفهما، وصلى عليهما وعلى آلهما الطاهرين)).(79)
نص الشبهة:
روى أهل السنة في كتبهم عدة أحاديث في فضائل أبو بكر ومنها:
((... عن هزيل بن شرحبيل قال: قال عمر بن الخطاب لو وزن إيمان أبي بكر الصديق بإيمان أهل الأرض لرجحهم)).(80)
وعلى ضوء مثل هذه الأحاديث استندوا الى أن أبي بكر هو أفضل الخلق إيماناً وصدقاً وفضلاً وغيرة وإنفاقاً في سبيل الله بعد الأنبياء.
الجواب:
((هذا الحديث الذي ذكر في الشبهة روي في مصادر أهل السنة بسندين:
- أحدهما أثر موقوف ينتهي سنده إلى عمر بن الخطاب.
- والآخر مرفوع ينتهي سنده إلى عبد الله بن عمر.
أولاً: الأثر الموقوف:
ينتهي سند الأثر الموقوف الى عمر فهو كما رواه إسحاق بن راهويه:
(.. عن ابن المبارك، قال حدثنا، عبد الله بن شوذب، عن محمد ابن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل قال: قال عمر بن الخطاب لو وزن إيمان أبي بكر الصديق بإيمان أهل الأرض لرجحهم).(81)
وسلسلة السند هذه كلهم ثقات عند أهل السنة فالحديث بناءً على ذلك عندهم صحيح، ولكن هناك بعض الملاحظات على هذا الأثر الموقوف:
1. ان حديث عمر ليس حديثاً نبوياً وإنما هو من أقوال عمر وآرائه الشخصية، والحديث وان كان صحيح السند عندهم على حسب موازينهم في الجرح والتعديل، إلا انه موقوف على عمر، أي انه من كلام عمر بن الخطاب وليس من كلام النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله وسلم»، وقد اعترفوا بالإجماع بان حديث عمر الصحيح السند عندهم هو من قبيل الموقوف أي الذي لم يقله النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله وسلم» وإنما هو من آراء عمر بن الخطاب وأقواله:
- قال الفتني: ((في المقاصد «لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر» عن عمر موقوفاً بسند صحيح وعن ابن عمر مرفوعاً بسند ضعيف)).(82)
- وقال العجلوني: ((رواه إسحاق بن راهويه والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن عمر من قوله)).(83)
وعبارة «من قوله» تصريح بان هذا الحديث ليس من الأحاديث النبوية بل هو من الأحاديث العمرية والآراء الشخصية.
2. ان حديث عمر وان صح سنده إلا انه لا قيمة علمية له ولا تثبت به فضيلة، لأن إخباره برجحان إيمان أبي بكر على إيمان الناس هو إخبار عن المغيبات، والإخبار عن المغيبات لا يصح إلا أن يكون للمخبر اتصال بالغيب كالنبي والملك وأمثالهم، وعمر ليس كذلك قطعاً، وأما أن يكون الإخبار نقلاً عمن له اتصال بالغيب كنقل المخبر عن النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله وسلم»، وعمر هنا لم يقل اخبرنا النبي «صلى الله عليه وآله وسلم»، ولو كان النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» قد قاله لما أخفاه عمر بن الخطاب، ولما خفي عن الصحابة ولتناقلته الرواة ولشاع وذاع أمره.
إذن فإذا لم يكن لعمر اتصال بالغيب، ولم يأخذه عمن له اتصال بالغيب، فهذا يعني ان تقييم عمر لإيمان أبي بكر هو تقييم شخصي لا يرجع إلى جهة موثوقة لها اطلاع على الغيب، وهو من كيس عمر، وآرائه الشخصية التي لا إلزامية لها ولا حجة فيها على غير عمر بن الخطاب.
3. ان في هذا الحديث منقصة وظلماً لأمة محمد «صلى الله عليه وآله وسلم»، لان في قول عمر وتقييمه لإيمان أبي بكر، وانه لو وزن مع إيمان الناس لرجح، ظلماً وتعسفاً في حق أُمة محمد «صلى الله عليه وآله وسلم»، وقد أوضح الشيخ عبد الله الحسن في كتابه «المناظرات في الإمامة» هذه الحقيقة بقوله:
((أما الحديث الذي يقول: لو وزن إيمان أمتي بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر، فهو باطل وغير معقول، ولا يمكن أن يكون رجل قضى أربعين سنة من عمره يشرك بالله ويعبد الأصنام أرجح إيماناً من أمة محمد بأسرها، وفيها أولياء الله الصالحين والشهداء والأئمة الذين قضوا أعمارهم كلها جهاداً في سبيل الله، ثم أين أبو بكر من هذا الحديث، لو كان صحيحاً لما كان في آخر حياته يتمنى أن لا يكون بشراً، ولو كان إيمانه يفوق إيمان الأمة ما كانت سيدة النساء فاطمة بنت الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم»، تغضب عليه وتدعو الله عليه في كل صلاة تصليها)).(84)
4. لا تكفي صحة السند وحدها لقبول متن الحديث ومضمونه، لأن الثابت عند أهل السنة بحسب قواعدهم في تصحيح الأحاديث وتضعيفها: ان الحديث الصحيح لا يؤخذ به مطلقاً، فكثير من الأحاديث عندهم قد صحت أسانيدها إلا أنهم أعرضوا عنها ولم يقبلوها، لوجود علة في المتن مخالفة للقرآن أو غيره من الثوابت الإسلامية، قال ابن حجر في «النكت على ابن الصلاح»:
((صحة الحديث وحسنه ليس تابعا لحال الراوي فقط، بل لأمور تنضم إلى ذلك من المتابعات والشواهد وعدم الشذوذ والنكارة)).(85)
والعلة موجودة كما أوضحنا، فلا مجال لقبول حديث عمر وتقييمه حتى وان صح سنده.
5. هذا الحديث من ضمن الأحاديث المسروقة من أمير المؤمنين «عليه السلام»، لأن حديث عمر بن الخطاب في حق أبي بكر هو من الأحاديث المقلوبة، قد منح له بعد أن كان لغيره، وفقا لسياسة قلب الأحاديث من أهل البيت «عليهم السلام» إلى غيرهم، فقد روى كثير من كتب أهل السنة ان النبي «صلى الله عليه وآله وسلم»، قال في حق أمير المؤمنين «عليه السلام»: ((إن السماوات والأرض لو وضعتا في كفة ثم وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي)).
قال ابن عساكر:
((أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال أنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن الحسين بن طاهر بن يحيى الحسيني نا أبو عبد الله الكاتب النعماني نا أحمد بن محمد بن سعيد نا علي بن الحسن التيمي أنا جعفر بن محمد بن حكيم وجعفر بن أبي الصباح قالا نا إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة العبدي عن أبيه عن جده قال أتى رجلان عمر بن الخطاب في ولايته يسألانه عن طلاق الأمة فقام معتمداً بشيء بينهما حتى أتى حلقة في المسجد وفيها رجل أصلع فوقف عليه فقال: يا أصلع ما قولك في طلاق الأمة فرفع رأسه إليه ثم أومأ إليه بإصبعيه فقال: عمر للرجلين تطليقتان، فقال: أحدهما سبحان الله جئنا لنسألك وأنت أمير المؤمنين فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته فرضيت منه بأن أومأ إليك، فقال: أو تدريان من هذا، قالا: لا قال هذا علي بن أبي طالب أشهد على رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» سمعته وهو يقول لو أن السماوات السبع وضعن في كفة ميزان ووضع إيمان علي في كفة ميزان لرجح بها إيمان علي)).(86)
وروى ابن عساكر حديثاً آخر فيه الفضيلة نفسها لكن بسند آخر، وقد أخرج السيد المرعشي النجفي في «شرح إحقاق الحق» كثيراً ممن روى هذا الحديث في كتبهم ومصنفاتهم فراجع.(87)
ولكن القوم كعادتهم طعنوا في كل ما يرفع من شأن أمير المؤمنين «عليه السلام»، قال الذهبي في «ميزان الاعتدال» في ترجمة محمد بن تسنيم الوراق:
((محمد بن تسنيم الوراق، ما أعرف حاله، لكن روى حديثاً باطلاً، رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين علي «عليه السلام» عن قاضي المرستان، عن الجوهري، عن الدارقطني، عن محمد بن القاسم المحاربي، حدثنا محمد بن تسنيم، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة، عن عبد الله بن ضبيعة، عن أبيه، عن جده أن عمر بن الخطاب قال: أشهد لسمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» يقول: إن السماوات والأرض لو وضعتا في كفة ثم وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي)).(88)
يقول الشيخ وسام البلداوي:
((ولا اعتقد إلا ان الذهبي قد كذب في زعمه عدم معرفته بـ«محمد بن تسنيم الوراق» لان محمد بن تسنيم هو من رجال ابن خزيمة الذين روى عنهم في صحيحه(89)، وكذلك هو من رجال الطبراني في معجمه(90)، وهو ممن ذكره ابن حبان في كتابه «الثقات» قائلاً: «محمد بن تسنيم الحضرمي أبو الطاهر من أهل الكوفة يروي عن أبي نعيم وعبيد الله روى عنه يعقوب بن سفيان وأهل الكوفة»(91)، وقال ابن حجر في «تقريب التهذيب»: «محمد بن تسنيم الحضرمي أبو الطاهر الوراق الكوفي صدوق من الحادية عشرة»(92)، فكيف يعقل بعد كل هذا أن لا يدري الذهبي حال محمد بن تسنيم، لكنها العصبية وعدم الإنصاف الذي ليس له دواء)).
ثانياً: الحديث المرفوع:
ينتهي سند الحديث المرفوع الى ابن عمر وهو كما أخرجه ابن عساكر، قال:
((أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ثنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن أحمد بن بخيت نا أحمد بن عبد الخالق الضبعي نا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد حدثني أبي عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح)).(93)
ويرد على ما رواه ابن عمر بأغلب ما ورد على أثر أبيه عمر فلا نعيد، إضافة إلى أمور منها:
1. في احد طرقه عبد الله بن عبد العزيز وهو كذاب وأحاديثه عن أبيه لا يتابع عليها، ولحديث ابن عمر طريقان في أحدهما (عبد الله بن عبد العزيز) المطعون في وثاقته وصدقه، وحديثه عن أبيه منكر، كما قال ابن عدي في «الكامل»:
((عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد يحدث عن أبيه عن نافع عن ابن عمر بأحاديث لا يتابعه أحد عليه ثنا محمد بن أحمد بن بخيت ثنا أحمد بن عبد الخالق الضبعي ثنا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد أخبرني أبي عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح ... قال الشيخ: وعبد الله بن عبد العزيز له غير ما ذكرت أحاديث لم يتابعه أحد عليه ولم أر للمتقدمين فيه كلاماً والمتقدمون قد تكلموا فيمن هو أصدق من عبد الله بن عبد العزيز وإنما ذكرته لما شرطت في أول كتابي هذا)).(94)
وهذا كما لا يخفى إقرار بنكارة حديث ابن عمر وعدم اعتباره.
ولكن كيف سوغ لنفسه «الشيخ» الذي ادعى بان عبد الله بن عبد العزيز لم يأتِ في حقه كلام من المتقدمين، وقد نقل ابن حجر في «لسان الميزان» قدح عدة من أعلامهم القدماء فيه حيث قال:
((«عبد الله» بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبيه، قال أبو حاتم وغيره أحاديثه منكرة، وقال ابن الجنيد لا يساوي شيئاً، وقال ابن عدي روى أحاديث عن أبيه لا يتابع عليها، «حدثنا» محمد بن أحمد بن عبد الخالق الضبعي ثنا عبد الله بن عبد العزيز حدثني أبي عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح انتهى، وبقية كلام ابن الجنيد يحدث بأحاديث كذب وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يعتبر حديثه إذا روى عن غير أبيه وفي روايته عن إبراهيم بن طهمان مناكير، وقال العقيلي له أحاديث مناكير ليس ممن يقيم الحديث)).(95)
2. في الطريق الثاني عيسى بن عبد الله ضعيف يسرق الحديث، والذي رواه ابن عدي في «الكامل» فقال:
((حدثنا زيد بن عبد العزيز ابن حبان قال: ثنا عيسى بن عبد الله بن سليمان القرشي قال: ثنا رواه بن الجراح قال: ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: لو وضع إيمان أبي بكر على إيمان هذه الأمة لرجح بها)).(96)
قال ابن عدي: ((عيسى بن عبد الله بن سليمان القرشي العسقلاني ضعيف يسرق الحديث)).(97)
3. حديث ابن عمر مضطرب الإسناد كما في علل الدارقطني.
قال الدارقطني في «علل الدارقطني»:
((وسئل عن حديث هزيل بن شرحبيل عن عمر لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم فقال: يرويه عبد الله ابن شوذب واختلف عنه فرواه ابن المبارك وأيوب بن سويد الرملي عن ابن شؤذب عن محمد بن جحادة عن سلمة بن كهيل عن هزيل بن شرحبيل عن عمر وخالفهم رواد بن الجراح فرواه عن ابن شؤذب عن محمد بن جحادة عن طلحة بن مصرف عن هزيل عن عمر وخالفهم ضمرة بن ربيعة رواه عن ابن شؤذب عن بن جحادة عن سلمة عن عمرو بن شرحبيل ولم يقل عن هزيل ووهم وأصحها قول ابن المبارك ومن تابعه)).(98)
قوله «وأصحها قول ابن المبارك» إشارة منه إلى حديث عمر بن الخطاب الذي أثبتنا انه موقوف ومن آرائه الشخصية، وانه ليس من قول النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله وسلم»، فالحديث بكلا سنديه ضعيف لا يعتد به، ولا تصح نسبته بجميع طرقه إلى النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله وسلم»)).(99)
واخيراً:
- لو كان أبا بكر على هذه الدرجة من الإيمان أو أن إيمانه يفوق إيمان أمة محمد «صلى الله عليه وآله وسلم» بأسرها فلم يهدده الله سبحانه وتعالى بإحباط عمله عندما رفع صوته فوق صوت النبي «صلى الله عليه و آله وسلم».
- ولو علم الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» والصحابة الذين تبعوه أن أبا بكر على هذه الدرجة من الإيمان ما جاز لهم أن يتخلفوا عن بيعته.
- ولو علمت فاطمة الزهراء «عليها السلام» أن أبي بكر على هذه الدرجة من الإيمان ما كانت لتغضب عليه وتمتنع عن الكلام معه وعن رد السلام عليه وتدعوا الله عليه في دبر كل صلاة ثم لا تأذن له حسب ما ورد في وصيتها حتى بحضور جنازتها.
- ولو علم أبا بكر نفسه انه على هذه الدرجة من الإيمان ما كان ليتمنى عند احتضاره انه لو لم يكن كشف عن بيت فاطمة الزهراء «عليها السلام»، وانه لو لم يكن احرق الفجاءة السلمي، وانه لو كان يوم السقيفة قذف الأمر على عاتق أحد الرجلين عمر وأبو عبيده فمن هو على هذه الدرجة من الإيمان ويرجح إيمانه على إيمان الأمة لا يندم في آخر لحظاته على افعاله هذه.
- ولو كان ابو بكر على هذه الدرجة من الإيمان لا يتمنى أن لا يكون من البشر ويكون شعره أو بعرة.
هذا غيض من فيض فعل الرجل واقواله، وبعد هذا فهل مثل هذه الشخصية يرجح إيمانها إيمان الأمة الإسلامية جمعاء كما ورد في الكتب التي باع أصحابها ضمائرهم وأرادوا تضليل الأمة الإسلامية وابعادها عن الحق بسبب شهواتهم وأهوائهم وتسلطهم السيء وبسط نفوذهم على المسلمين ... حسبنا الله.
قصة طريفة:
أن رجلاً من علماء المخالفين قال يوماً لبهلول: إنه ورد في الحديث الصحيح أن يوم القيامة توضع أعمال أبي بكر وعمر في كفة من الميزان، وأعمال سائر الخلائق في كفة أخرى، فترجح أعمال الشيخين على أعمال الخلائق.
فقال البهلول: إن كان هذا الحديث صحيحاً فالعيب في الميران.(100)
- الشواهد الشعرية:
1. البوصيري:
ووزير ابن عمّه فـي المــــــــــعالي
... ومِـن الأهــل تسعــــد الوزراء
لم يزده كشف الغطاء يقينا
... بل هــو الشمس ما عــليه غـطاء
2. أبن العودي النيلي:
سلـــــوني فـــــفي جـــــنبي عـلــــــــــــــم ورثته
... عـــــن المصطفـــــــى ما فاه مني به الفم
سلـــــوني عـــــن طرق السمـــــوات إنني
... بهـا من سلوك الأرض والطرق أعلم
ولـــــو كشف الله الغـــــطا لــــم أزد به
... يقيـنا على مـــــــــــــــا كنت أدري وأعلم
3. السيد الحميري:
إن ابـــــــن خطـــــــاب أتـــاه رجــــــــل
... فـــــــقال : كم عـــدة تطليق الإما
فـــــــقال : يا حـــــــيدر كم تطليقة
... للأمة ؟ اذكـــــره فأومى المرتضى
بإصبعـــــــيه فثـــــــنى الــــــــــــــــــــوجه إلى
... سائلـــــــه قـــــــــــــــــــال : اثنتان وانثنى
قــــال له: تعرف هذا ؟ قال: لا
... قــــــال لـــــه : هذا علي ذو العلا(101)
4. سفيان العبدي الكوفي:
أشهد باللّه لقد قال لنا
... محمد و القول منه ما خفى
لو ان ايمان جميع الخلق ممّن
... سكن الارض و من حلّ السما
يجعل في كفه ميزان لكي
... يوفي بايمان علي ما وفى
وختاماً:
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يثبتنا على ولاية محمد وآل محمد وان يوفنا للسير على نهجهم وان يرزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم، ... وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
الهوامش:
(1). تنقيح المقال ج1 ص403، سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسني ج1ص145 ، الإمامة في ضوء الكتاب والسنة لمهدي السماوي ص229 ، وفي الكنى والألقاب للقمي ج2 ص349 نسبه للشافعي ، وفي المناقب للخوارزمي ص8: عن بعض الفضلاء ولم يسميه.
(2). فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي ص20، الصواعق المحرقة لأبن حجر ص118، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص149، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج2 ص282.
(3). المناقب للخوارزمي ص78 ، وراجع أيضاً: الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج3 ص206 ، ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحب الدين الطبري ص100 ، نزهة المجالس للصفوري ج2 ص207 .... وغيرها.
(4). سورة الفتح: الآية/4.
(5). الكافي للكليني ج2 ص52 ، ميزان الحكمة للري شهري ج10 ص776.
(6). سورة الأحزاب: الآية /12.
(7). سورة الحج: الآية/11، قوله تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين).
(8). سورة الأحزاب: الآية/22، قوله تعالى: (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما).
(9). شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج14 ص112، قاله المقداد يوم بدر ونصه: (يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: «اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ههنا قاعدون» ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه، فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله» خيراً، ودعا له به)، قال الواقدي: وبرك الغماد: من وراء مكة بخمس ليال من وراء الساحل مما يلي البحر، وهو على ثمان ليال من مكة إلى اليمن، وقيل: بلد باليمن دفن عنده عبد الله بن جدعان التيمي، قيل هي بلدتان قاله الحازمي، وعلى العموم ذكرها كناية عن البعد.
(10). وقعة صفين لابن مزاحم المنقري ص341.
(11). الكافي للكليني ج2 ص45 ونصه: (عن عبد العزيز القراطيسي قال: قال الإمام الصادق «عليه السلام»: يا عبد العزيز إن الإيمان عشر درجات بمنزلة السلم، يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شئ حتى ينتهي إلى العاشر، فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فإن من كسر مؤمنا فعليه جبره).
(12). شرح ابن أبي الحديد ج7 ص253.
(13). سورة الرعد: الآية / 28.
(14). الكافي للكليني ج2 ص59، ينابيع المودة للقندوزي ص64.
(15). أراد (بالرامق): منتبه العين، في مقابلة الراقد بمعنى النام، يقال: رَمَقَهُ، إذا لحظه لحظاً خفيفاً.
(16). شِعاراً: يقرؤونه سراً للاعتبار بمواعظه والتفكّر في دقائقه، وأصل الشعار: ما يلي البدن من الثياب.
(17). دِثاراً: أصل ادِثار ما يعلو البدَن من الثياب، والمراد من اتخاذهم الدعاء دِثاراً جهرهم به إظهاراً للذلّة والخضوع لله.
(18). قَرَضوا الدنيا: مزقوها كما يمزّق الثوب المِقْراضُ.
(19). على منهاج المسيح: طريقه في الزهادة.
(20). العَشّار: من يتول أخذ أَعْشار المال، وهو المَكّاس.
(21). العَرِيف: من يتجسّس على أحوال الناس وأسرارهم فيكشفها لاَميرهم مثلاً.
(22). الشُرْطي «بضم فسكون» نسبة إلى الشُرْطة ـ: واحد الشُرَط ـ كرُطَب ـ وهم أعوان الحاكم.
(23). شرح ابن أبي الحديد، ج 18، ص265.
(24). شرح ابن أبي الحديد ج1 ص151.
(25). نهج البلاغة، الخطبة 197.
(26). كتاب حياة أمير المؤمنين «عليه السلام» للسيد اصغر ناظم زاده القمي ص220.
(27). الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج3 ص206 ، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ص100 ، والحديث أيضاً في المناقب للخوارزمي ص78 ، نزهة المجالس للصفوري ج2 ص207.
(28). مناقب الخوارزمي ص75.
(29). ائة منقبة لإبن شاذان م47 ص79.
(30). الحديث طويل نقلنا منه موضع الشاهد.
(31). مناقب الخوارزمي ص75 ، أمالي الصدوق المجلس21 الحديث1، مناقب ابن المغازلي ص237 ، إعلام الورى للطبرسي ص188، كشف الغمة للأربلي ج1 ص298 ، كشف اليقين للحلي ص22 ، إحقاق الحق للتستري ج7 ص295 ، بحار الأنوار للمجلسي ج38 ص247 و ج39 ص18، ينابيع المودة للقندوزي ص154.
(32). شرح ابن أبي الحديد ج10 ص64.
(33). المناقب لابن المغازلي ص289 ح330.
(34). تاريخ الطبري ج3 ص401 ، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج3 ص205.
(35). الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج3 ص205.
(36). أخيشن:هو أفعل التفضيل من خشن خشونة ضد لان و التصغير هنا للتعظيم.
(37). تاريخ دمشق لابن عساكر شافعي (ترجمة الامام علي «عليه السلام») ج1 ص386 ح492.
(38). الفدم: البطيء الفهم، العيي.
(39). الخص: البيت من الشجر أو القصب.
(40). التبان: سراويل قصيرة إلى الركبة، أو ما فوقه، يستر العورة، وقد يلبس في البحر.
(41). الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي ج2 ص901.
(42). سورة البقرة: الآية / 45.
(43). سورة المائدة: الآية / 8.
(44). همس: سار بالليل بلا فتور، أو مشى مستخفياً.
(45). الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي ج 2 ص540 ، شرح ابن أبي الحديد ج4 ص89.
(46). الحسك: الشوك ، والسعدان: نبت ترعاه الإبل له شوك.
(47). المسهد: من سهده: أي أسهره.
(48). المصفد: المقيد.
(49). قُفولها: رجوعها.
(50). الثرى: التراب.
(51). أملق: افتقر أشد الفقر.
(52). استماحني: استعطاني.
(53). البر: القمح.
(54). شعث: جمع أشعث، وهو من الشعر المتلبد بالوسخ.
(55). الغبر بضم الغين، جمع أغبر : متغير اللون شاحبه.
(56). العظلم كزبرج : سواد يصبغ به، قيل هو النيلج أي النيلة.
(57). القياد: ما يقاد به كالزمام.
(58). الدنف بالتحريك : المرض.
(59). الميسم بكسر الميم وفتح السين : المكواة.
(60). ثكل كفرح : أصاب ثكلا بالضم وهو فقدان الحبيب أو خاص بالولد، والثواكل: النساء.
(61). لظى: اسم جهنم.
(62). نهج البلاغة شرح أبن أبي الحديد ج2 ص217.
(63). الملفوفة: نوع من الحلواء أهداها الأشعث بن قيس إلى علي «عليه السلام».
(64). شنئتها: كرهتها.
(65). الصلة: العطية.
(66). هبلتك: ثكلتك.
(67). الهبول: المراة التي لا يعيش لها ولد.
(68). امختبط: أي أمختل أنت.
(69). ذوجنة: أي أصابه مس من الشيطان.
(70). تهجر: أي تهذي بما ليس به معنى في غير مرض.
(71). جلب الشعيرة: قشرتها. وأصل الجلب غطاء الرحل فتجوز في إطلاقه على غطاء الحبة.
(72). قضمت الدابة الشعير من باب علم : كسرته بأطراف أسنانها.
(73). نهج البلاغة شرح أبن أبي الحديد ج2 ص217.
(74). اللكع: اللئيم الأحمق.
(75). الهلع: الجبن عند اللقاء.
(76). بحار الأنوار للمجلسي ج39 ص3، وغيرها من المصادر.
(77). راجع: دلائل الصدق لنهج الحق للشيخ محمد حسن المظفر ج5 ص242.
(78). كنز العمال للمتقي الهندي ج6 ص359.
(79). دلائل الصدق لنهج الحق للشيخ محمد حسن المظفر ج6 ص104.
(80). مسند ابن راهويه ج3 ص671، شعب الإيمان للبيهقي ج1 ص69 ، فضائل الصحابة لابن حنبل ج2 ص150.
(81). مسند ابن راهويه ج3 ص671.
(82). تذكرة الموضوعات للفتني ص93.
(83). كشف الخفاء للعجلوني ج 2 ص165.
(84). المناظرات في الإمامة للشيخ عبد الله الحسن ص 572.
(85). النكت على ابن الصلاح لابن حجر ج1 ص404.
(86). تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 42 ص 340.
(87). شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي ج 5 ص 614.
(88). ميزان الاعتدال للذهبي ج 3 ص 494.
(89). راجع صحيح ابن خزيمة ج 3 ص 216.
(90). راجع مثلا المعجم الكبير للطبراني ج 4 ص 211.
(91). الثقات لابن حبان ج 9 ص 96.
(92). تقريب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 66.
(93). تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج30 ص126.
(94). الكامل لعبد الله بن عدي ج 4 ص201.
(95). لسان الميزان لابن حجر ج 3 ص 310.
(96). الكامل لعبد الله بن عدي ج 5 ص 259.
(97). الكامل لعبد الله بن عدي ج 5 ص258.
(98). علل الدارقطني ج2 ص223.
(99). راجع ما تقدم: مناقشة وتكذيب حديث (لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر) للشيخ وسام البلداوي نشر في موقع مكتبة العتبة الحسينية المقدسة.
(100). راجع: مواقف الشيعة للأحمدي الميانجي ج٣ ص٢٣ في الهامش روضة المؤمنين ص143 عن زهر الربيع ص250.
(101). اشارة الى الحديث الذي أخرجه الحافظ الدارقطني وابن عساكر:
((إن رجلين أتيا عمر بن الخطاب وسألاه عن طلاق الأمة، فقام معهما فمشى حتى أتى حلقة في المسجد فيها رجل أصلع فقال: أيّها الأصلع ما ترى في طلاق الأمة؟! فرفع رأسه إليه ثم أومى إليه بالسبابة و الوسطى، فقال لهما عمر: تطليقتان. فقال أحدهما: سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته فرضيت منه أن أومى إليك. فقال لهما: تدريان من هذا؟! قالا: لا. قال: هذا علي بن أبي طالب أشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله لسمعته وهو يقول: إن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعا في كفة ثم وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي بن أبي طالب)) راجع الغدير للشيخ الاميني ج2 ص299 حيث نقل الحديث عن مصادر وكتب اهل السنة والجماعة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat