صفحة الكاتب : حامد كماش آل حسين

مقالات في مناقب المرتضى 25 : منقبة: «حديث الراية»
حامد كماش آل حسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مقدمة:

لابد من الإشارة إننا في هذه المقالات ليس الغرض منها أضافة شيء جديد بخصوص المناقب والفضائل الخاصة بالإمام علي «عليه السلام» أو نأتي بقراءة جديدة لها، وإنما الغرض منها هو ذكر وتوضيح وأثبات تلك المناقب والفضائل ورفع بعض الشبهات عنها وكذلك رد من يحاول تفريغ تلك المناقب من خصوصيتها ومضمونها، وذلك بالاستعانة بمختلف المصادر والنقل عنها.

ومن المعلوم ان ألقاب وفضائل أمير المؤمنين علي «عليه السلام» بلغت من الكثرة والشهرة حداً لم يتمكن أعدى أعدائه من إنكارها، رغم كل الجهود التي بذلت في ذلك.

·       قال الخليل بن أحمد الفراهيدي وقد سُئل عن الإمام علي «عليه السلام»: ((ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً، وأخفاها محبوه خوفاً، وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين)).(1)

·       وقال احمد بن حنبل عن الإمام علي «عليه السلام»: ((لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي)).(2)

ونتيجة لعدم إمكانية إخفاء هذه الفضائل حاولوا أن يتقاسموها، وينحلوها الى الآخرين، حتى لا تكون خصوصية للإمام علي «عليه السلام»، وهذا دليل على أن كل فضيلة لوحدها تمثل مقاماً رفيعاً، ورغم كل هذه المحاولات بقي الإمام علي «عليه السلام» صاحب الخصوصيات التي لم يشاركه فيها أحد، وقد تكلمنا في مقالات سابقة عن:

1.   لقب «أمير المؤمنين»

2.   لقب «قائد الغر المحجلين».

3.   لقب «يعسوب الدين».

4.   لقب «أبو تراب».

5.   لقب «إمام المتقين».

6.   منقبة «وليد الكعبة».

7.   لقب ومنقبة وصفه بـــ«السيد».

8.   منقبة «قسيم الجنة والنار».

9.   منقبة «أول من أسلم».

10.         لقب «الصديق».

11.         لقب «الفاروق».

12.         لقب «سيف الله المسلول».

13.         لقب «ساقي الحوض».

14.         لقب «ذي النورين».

15.         لقب «باب مدينة العلم».

16.         لقب «صاحب بيعة الغدير».

17.         لقب «حامل لواء الحمد».

18.         منقبة «علي مع الحق والحق مع علي».

19.         منقبة «ان حب الإمام علي إيمان وبغضه نفاق».

20.         لقب «سيد الثقلين»:

21.         منقبة «إن الإمام علي بمنزلة الكعبة يؤتى ولا يأتي».

22.         منقبة «المبيت على فراش النبي ليلة الهجرة».

23.         منقبة «هجرة أمير المؤمنين علانية».

24.         منقبة «حديث المؤاخاة».

واليوم نتكلم عن منقبة «حديث الراية»:

تمهيد:

حديث الرایة هو قول رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» يوم خيبر: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله یفتح الله على‏ یدیه لیس بفرار).

وهناك صيغ اخرى للحديث وهو حديث مروي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» في غزوة خيبر ويبين فيه شجاعة وشهامة وفضل الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام».

وهذا الحديث يدل على تقديم وأفضلية الإمام علي «عليه السلام» على من سواه لأنه من النصوص الواضحة على خلافة الإمام علي «عليه السلام» بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» لأن تلك الصفات والملكات التي اشتمل عليها الحديث لم تكن موجودة في من سبقه من حكام السقيفة، ولا في غيرهما من الصحابة فلو لم يكن الإمام علي «عليه السلام» بأقصى مراتب المحبة لله تعالى ولرسوله «صلى الله عليه وآله وسلم»، وعند الله تعالى وعند رسوله «صلى الله عليه وآله وسلم» كما يدل عليه منطوق الحديث لزم القول بخروج جميع أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» وغيرهم عن هذه المحبة أو القول بلغوية التخصيص وعبثية الكلام من سيد الأنام «صلى الله عليه وآله وسلم»، معاذ الله وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وكلا القولين باطلان لا يليقان بمقام النبوة فلا يجوز حمل كلام رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» على تلك الأقوال.

وإذ ثبت بطلان كلا الشقين ثبت اختصاص الإمام علي «عليه السلام» بغاية هذه المرتبة ولا ريب في أنه أقصى غاية المدح والثناء والتعظيم والإعلاء هو محبة الله تعالى ومحبة رسوله «صلى الله عليه وآله وسلم»، والأحب إليهما أحق بخلافة رسول الله «صلى الله عليه وآله» بل لا تجوز لغيره بدليل قوله تعالى في سورة الحجرات:(إن أكرمكم عند الله أتقاكم)(3)، والأحب إليه تعالى لا شك في أنه أكرم الناس عنده فهو أقربهم لديه وأتقاهم عنده ...

ولابد لنا من المرور سريعاً على غزوة خيبر لمعرفة مكان وزمان وكيفية صدور الحديث:

جغرافية خيبر:

خيبر بلسان اليهود: الحصن، وهي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع ونخل كثير، وهي تبعد مسيرة يومين عن المدينة المنوّرة.

وكانت خيبر منقسمة إلى شطرين:

-      الشطر الأول:

فيه خمسة حصون، وهي: حصن ناعم، حصن الصعب بن معاذ، حصن قلعة الزبير، حصن أبي، حصن النزار، والحصون الثلاثة الأُولى تقع في منطقة يقال لها «النطاة، وأمّا الحصنان الآخران فيقعان في منطقة تسمّى بالشق.

-      الشطر الثاني:

يُعرف بالكتيبة، ففيه ثلاثة حصون فقط: حصن القموص، حصن الوطيح، حصن السلالم.

وخيبر حالياً هي منطقة واقعة على بعد نحو 165 كم شمال المدينة المنورة في الطريق المؤدي إلى الشام من ناحية تبوك ومركزها مدينة الشرَيف، وهي تتضمّن مجموعة من قرى ومزارع خصبة واقعة في هضبة حجريّة على ارتفاع 854 م.

وفي خيبر تلال وأودية كبيرة، وهي تتمتع بمياه غزيرة وزراعة نامية وجمع غفير من السكان. أهم نتاجها التمر وبه تشتهر منذ أمد البعيد، أمّا قاطنوها فمعظمهم من قبيلة عنزة، وهي تعيش فيها في قرى السرير «الوادي الأدنى بخيبر قديماً» ووادي غرس.(4)

في رحاب غزوة خيبر:

كانت خيبر مدينة كبيرة على ارض الحجاز، ذات حصون ومزارع وقلاع ونخل كثير، وسكانها من اليهود، وتبعد عن المدينة أربع ليالٍ تقريباً، وتأريخ غزوة خيبر هو جمادى الاولى من السنة 7هـ.

فبعد فشل الأحزاب ورحيلهم عن المدينة على ما يشبه صورة الانهزام، قويت شوكة المسلمين في الجزيرة العربية، وبات المشركون يحسبون لقوة النبي «صلى الله عليه وآله» المتنامية ألف حساب، وبدأ القلق والخوف يدبان في نفوس يهود خيبر فشرعوا يؤلفون جبهة عسكرية من بعض القبائل والاعراب ضد المسلمين.

فعلم رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بذلك، فحشد لهم جيشاً في الف وأربعمائة مقاتل وسار اليهم، فتحصن يهود خيبر في قلاعهم، وراحوا يقاتلون من وراء الجدران بالنبل، وحاصرهم رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» أكثر من عشرة أيام، ثم عزم على فتح الحصون.

قال ابن هشام راوياً بأسناده عن ابي معتب بن عمرو:

((ان رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» لما أشرف على خيبر قال لأصحابه، وأنا فيهم: قفوا، ثم قال «صلى الله عليه وآله وسلم»: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّـمَوَاتِ السَّبْعِ ومَا أظْلَلْنَ(5)، ورَبَّ الأرْضِينَ السَّبْعِ ومَا أقْلَلْنَ(6)، ورَبَّ الشَّيَاطِينِ ومَا أضْلَلْنَ(7)، ورَبَّ الرِّيَاحِ ومَا ذَرَيْنَ(8)، أسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وخَيْرَ أهْلِهَا، وخَيْرَ مَا فِيهَا، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وشَرِّ أهْلِهَا، وشَرِّ مَا فِيْهَا، أقدِموا بسم الله، قال: وكان يقولها «عليه السلام» لكل قريةٍ دخلها))(9)

وينقل احد المحاربين صورة الوضع العسكري، فيقول:

((حاصرنا خيبر فأخذ اللواء ابو بكر، فانصرف ولم يفتح له، ثم اخذ من الغد عمر فخرج فرجع ولم يفتح له، واصاب الناس يومئذٍ شدة وجهد، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: اني دافع اللواء غداً الى رجل يحبّه الله ورسوله، ويحبّ الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له، فبتنا طيبةً أنفسنا ان الفتح غداً، فلما ان اصبح رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» الغداة، قام قائماً فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا علياً، وهو أرمد «فنفث» في عينيه، ورفع اللواء ...)).(10)

وصمم الإمام علي «عليه السلام» خطته في استدراج ابطال خيبر للخروج الى السهل حتى يستطيع ان يواجههم رجلاً برجل، وإلاّ فأي حرب تكون من وراء الجدران، فتخفف «عليه السلام» من الدروع الثقيلة لتسهل عليه الحركة، وأمام مخيلته وصية رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» له: انفذ على رسلك حتى تنـزل بساحتهم، ثم ادعهم الى الاسلام، فان لم يطيعوا فقاتلهم، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم، فدعاهم الى الاسلام ولكنهم رفضوا وسخروا منه، فطالبهم ان يبعثوا اليه شجعانهم، فخرج اليه الحارث احد شجعانهم فصرعه علي «عليه السلام»، وخرج اليه آخر فصرعه ايضاً، فتحداهم الإمام علي «عليه السلام» بأن يبعثوا اليه شجاعاً يثبت في المعركة.

فخرج «مرحب» وهو من ابطالهم يخطر بسيفه، والحديد يغطي رأسه وساقيه وليس في بدنه ثغرة ينفذ منها سيف العدو، فقال مرتجزاً:

قد علمت خيبر أنّي مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرّب

إذ الحروب اقبلت تلهب

فأجاب الأمام علي «عليه السلام»:

أنا الذي سمّتني امي حيدرة ... كليث غابات كريه المنظرة

أوفيهم بالصاع كيل السندرة

ففلق الأمام علي «عليه السلام» رأس «مرحب» بالسيف وكان الفتح على يديه، فذعر اليهود من بطولة الإمام علي «عليه السلام»، واندفع الإمام «عليه السلام» الى باب الحصن فاقتلعه، فاتحاً الطريق للمقاتلين المسلمين باقتحام مخابئ اليهود ودكّ حصونهم ومقاتلتهم، حيث كانوا يفرّون فزعين من حصن لآخر، ولكن مقاومتهم العسكرية سرعان ما انهارت، وبدأوا يعلنون استعدادهم للاستسلام وقبول الهزيمة.

-        وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» قد توجه الى السماء ودعا للإمام علي «عليه السلام» قبل ان يبرز لـ«مرحب» بالقول: ((اللهم انك اخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبد المطلب يوم اُحد، وهذا علي فلا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين)).(11)

-        روى الحمويني باسناده عن ابي رافع مولى النبي «صلى الله عليه وآله وسلم»، قال:

((خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» برايته فلما دنا من الحصن، خرج اليه اهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود، فطرح ترسه من يده، فتناول علي باب الحصن فتترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد على ان نقلب ذلك الباب فما استطعنا ان نقلبه)).(12)

-        وروى باسناده عن جابر بن عبد الله، قال:

((حمل علي باب خيبر يومئذٍ حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها، فجرّب بعده فلم يحمله الا اربعون رجلاً)).(13)

-        وروى ابن حجر العسقلاني باسناده عن جابر:

((ان النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» لما دفع الراية لعلي يوم خيبر اسرع فجعلوا يقولون له ارفق، حتى انتهى الى الحصن فاجتذب بابه فألقاه على الارض ثم اجتمع عليه سبعون رجلاً حتى أعادوه)).(14)

-        وروى البدخشي باسناده عن جابر بن عبد الله، قال:

((حمل علي الباب على ظهره يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها، وانهم جروه بعد ذلك فلم يحمله الا اربعون رجلاً)).(15)

-        قال الشاعر يصف بعض ما وقع يوم خيبر:

ويوم خـــــــــــــــــــــــيبر اذ عادوا برايته ...   كما علمت لخوف الموت هرابا

فقال اني سأعطيها غداً رجلاً ...   ما كان في الحــــــــــــرب فـراراً وهيابا

يحبّه الله فانظر هل دعا احداً ...  غير الوصي فقــل ان كنت مرتابا(16)

الأحاديث والروايات:

1.   ((... عن أبي حازم قال: أخبرني سهيل بن سعد، أن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فبات الناس يدركون أيهم يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب «عليه السلام»، فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأتى فبصق رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» في عينيه، ودعا له، فبرأ كأن لم يكن له وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال: أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم)).(17)

2.   ((... عن سهل عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورت لها، رجاء أن أدعى لها، قال: فدعا رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، علي بن أبي طالب فأعطاه إياها، وقال: إمش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، قال: فسار علي شيئاً، ثم وقف ولم يلتفت فصرخ: يا رسول الله: على ماذا أقاتل الناس، قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)).(18)

3.   ((... عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال لعلي وكان يسير معه إن الناس قد أنكروا منك شيئاً، تخرج في البرد في الملاءتين، وتخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ، فقال: لم تكن معنا في خيبر، قال: بلى، قال: بعث رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، أبا بكر، وعقد له لواء، فرجع، وبعث عمر، وعقد له لواء فرجع، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار، فأرسل إلي، وأنا أرمد، فتفل في عيني، فقال: اللهم أكفه أذى الحر والبرد، قال: ما وجدت حرا بعد ذلك، ولا برداً)).(19)

4.   ((... عن أبي هريرة قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، يوم خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه، قال: فقال عمر: فما أحببت الإمارة قبل يومئذ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إلي، فلما كان الغد، دعا علياً فدفعها إليه فقال: قاتل ولا تلتفت حتى يفتح عليك فسار قريباً ثم نادى: يا رسول الله علام أقاتل، قال: حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا، فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله)).(20)

5.   ((... عن عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول: حاصرنا خيبر، فأخذ الراية أبو بكر، ولم يفتح له، فأخذها من الغد عمر، فانصرف ولم يفتح له، وأصاب الناس شدة وجهد، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»، إني دافع لوائي غداً إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له، وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غداً، فلما أصبح رسول الله «صلى الله عليه وآله»، صلى الغداة، ثم جاء قائما، ورمى اللواء، والناس على أقصافهم، فما منا إنسان له منزلة عند الرسول «صلى الله عليه وآله»، إلا وهو يرجو أن يكون صاحب اللواء، فدعا علي بن أبي طالب، وهو أرمد، فتفل ومسح في عينيه، فدفع إليه اللواء وفتح الله عليه)).(21)

6.   ((... عن بريدة الأسلمي قال: لما كان يوم خيبر، نزل رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، بحصن أهل خيبر، أعطى رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» اللواء عمر، فنهض فيه من نهض من الناس، فلقوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما كان من الغد تصادر أبو بكر وعمر، فدعا علياً، وهو أرمد، فتفل في عينيه ونهض معه من الناس من نهض، فلقي أهل خيبر، فإذا مرحب يرتجز:

قد علمت خيبر أني مرحب ..... شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الليوث أقبلــــــــــت تلهب ..... أطعن أحــــياناً وحينا أضـرب

فاختلف هو وعلي ضربتين، فضربه علي على هامته حتى مضى السيف منها، منتهى رأسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، فما تنام آخر الناس مع علي، حتى فتح لأولهم)).(22)

7.   ((... عن الحسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد عمر، فخرج فرجع ولم يفتح له، فأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: إني دافع اللواء غداً إلى رجل يحبه الله ورسوله، أو يحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له، وبتنا طيبة أنفسنا، أن الفتح غداً، فلما أصبح رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، صلى الغداة ثم قام قائماً، فدعا باللواء، والناس على مصافهم، فدعا علياً، وهو أرمد فتفل في عينيه، ودفع إليه اللواء قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها)).(23)

8.   ((... عن بريدة قال: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر، فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع، ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: إني دافع اللواء غداً إلى رجل يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غداً، فلما أن أصبح رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، صلى الغداة، ثم قام قائماً، فدعا باللواء، والناس على مصافهم، فدعا علياً، وهو أرمد، فتفل في عينيه، ودفع إليه اللواء، وفتح له، قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها)).(24)

9.   ))... عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم خيبر، بعث رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» رجلاً فجبن، فجاء محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله، لم أر كاليوم قط، قتل محمود بن مسلمة، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: لا تمنوا لقاء العدو، وسلموا الله العافية، فإنكم لا تدرون ما تبتلون معهم، وإذا لقيتموهم فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم، ونواصينا ونواصيهم بيدك، وإنما تقتلهم أنت، ثم الأرض جلوساً، فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا، ثم قال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: لأبعثن غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبانه، لا يولي الدبر، يفتح الله على يديه، فتشرف لها الناس، وعلي يومئذ أرمد، فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله»، سر، فقال: يا رسول الله، على ما أقاتلهم، فقال: على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد حقنوا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل، قال: فلقيهم ففتح الله عليه)).(25)

10.         ((... عن سلمة بن الأكوع قال: بعث رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: أبا بكر برايته إلى حصون خيبر يقاتل، فرجع ولم يكن فتح، وقد جهد، ثم بعث عمر الغد فقاتل، فرجع ولم يكن فتح، وقد جهد، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، ليس بفرار، قال سلمة: فدعا بعلي «عليه السلام»، وهو أرمد، فتفل في عينيه فقال: هذه الراية، إمض بها حتى يفتح الله على يديك، قال سلمة: فخرج بها والله يهرول هرولة، وإنا خلفه نتبع أثره، حتى ركز رايته في رضم من الحجارة تحت الحصن: فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت، فقال: علي بن أبي طالب، قال يقول اليهودي: غلبتم، ولما نزل على موسى أو كما قال: فما رجع حتى فتح الله على يديه)).(26)

11.         ((... عن جابر بن عبد الله: حمل علي الباب على ظهره يوم خيبر، حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها، وإنهم جروه بعد ذلك، فلم يحمله إلا أربعون رجلاً أخرجه ابن عساكر)).(27)

12.         ))... عن أبي رافع: أن علياً تناول باباً عن الحصن فتترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل، حتى فتح الله علينا، ثم ألقاه، فلقد رأيتنا ثمانية نفر نجهد أن نقلب ذلك الباب، فما استطعنا أن نقلبه)).(28)

 

خصائص الإمام في غزوة خيبر:

امتاز الإمام علي «عليه السلام» في هذه الغزوة كغيرها من الغزوات بأمور لم يشاركه فيها غيره وهي: (29)

1.        إنه كان صاحب الراية فيها كسائر الغزوات وإنما اخذها غيره لما كان أرمد فلما عادوا منهزمين واحد بعد واحد وشفاه الله تعالى من الرمد ببركة الرسول «صلى الله عليه وآله» كان هو صاحبها.

2.        خص بقول النبي «صلى الله عليه وآله وسلم»: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كراراً غير فرار يفتح الله على يديه.

3.        إنه به كشفت الشدة والهم والجهد عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» وعن المسلمين لما انكشفت الأنصار حتى انتهوا إليه في موقفه فاشتد ذلك عليه وامسى مهموماً وأصاب الناس شدة وجهد ثم طابت أنفسهم ان الفتح غداً.

4.        إنه لما خرج بالراية لم يمش الهوينا بل أسرع وهرول هرولة فعل الشجاع الباسل الذي لا يبالي بشيء فجعلوا يقولون له ارفق فلم يقف حتى ركز الراية في أصل الحصن.

5.        شدة خوف اليهود وإيقانهم بأنهم مغلوبون لما سمعوا باسمه.

6.        قتله مرحباً بضربة سمع العسكر صوتها.

7.        قتلُهُ مرحباً وفتحه الحصن قبل ان يتتام لحاق الناس به فإنه ما تتام آخر الناس معه حتى فتح الله لأولهم.

8.        إن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» ألبسه درعه وعممه بيده والبسه ثيابه وشد ذا الفقار في وسطه بيده وأركبه بغلته.

9.        قتله الحارث أخاً مرحب وكان معروفاً بالشجاعة.

10.  ثباته حين خروج الحارث وانهزام المسلمين.

11.  إنه لما بلغه قول النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» لأعطين الراية، قال: اللهم لا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت، فلم يتطاول ولم يتصادر ولم يتساور ولم يستشرف ولم يظهر حب الامارة، وكيف يتطاول لها ويستشرف ويتصادر ويتساور من فر بها بالأمس.

12.  أمر النبي «صلى الله عليه وآله» له ان يخبرهم بما يجب عليهم من حق الله وقوله له لأن يهدي الله بك ... الخ.

13.  دعاء النبي «صلى الله عليه وآله» له أن يكفيه الحر والبرد فاستجاب الله له ذلك.

14.  تترسه بباب لم يستطع قلبه ثمانية نفر.

15.  قلعه باب الحصن والقاؤه على الأرض ووضعه جسراً على الخندق واجتماع سبعين حتى أعادوه.

 

وقفة منصفة مع فوائد الحديث عند اهل السنة:

ذكر الدكتور إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان في مقال له نص حديث الراية عن ابو هريرة كما في صحيح مسلم وعطف على ذكر الفوائد التي يمكن استنتاجها من هذا الحديث ننقلها بطولها لأنها تؤكد اغلب ما ذكرناه سابقاً من الخصائص التي انفرد بها الإمام علي «عليه السلام» في هذه الغزوة، مع الاشارة اننا لم نلتزم بذكر «الصلاة البتراء» وقول «رضي الله عنه»، حيث قال:

((عن أبي هريرة أن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، قال يوم خيبر: «لأعطينّ هذه الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله، يفتح الله على يديه»، قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورتُ لها رجاء أن أُدعى لها، قال فدعا رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، علي بن أبي طالب «عليه السلام»(30)، فأعطاه إياها، وقال: «امش، ولا تلتفت، حتى يفتح الله عليك»، قال: فسار علي شيئاً، ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: «قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله».(31)

من فوائد الحديث:

1.        معجزة لرسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، حيث وقع الفتح كما أخبر.

2.        منقبة، وفضيلة للإمام علي «عليه السلام»

3.        محبة النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» للإمام علي «عليه السلام».(32)

4.        قيل بأن اللواء والراية بمعنى واحد، وعليه يدل كلام ابن الأثير، فإنه قال: اللواء الراية.

وقال ابن العربي: اللواء ما يلف على طرف الرمح، ولذلك يسمى لواء، والراية ترسل على الرمح على هيئتها تصفقها الريح.(33)

وقيل: اللواء هو الراية، ويسمى العَلَم لأنه علامة لمحل الأمير يدور معه حيث دار.

وقيل: اللواء: العَلَم الضخم، وقيل: هو دون الراية.(34)

5.        الأجر والثواب لمن يُسْلِم على يديه أحد من الناس، ولأن يُسلم على يديك أحد، خير لك من أن تكون عندك أفضل الإبل فتتصدّق بها.

6.        قوله: «خير لك من أن يكون لك حمر النعم»، يعني: الإبل، وحمرها أحسن أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء، وليس عندهم شيء أعظم منه.

7.        تشبيه أمور الآخرة بأعراض الدنيا إنما هو للتقريب إلى الفهم، وإلا فذّرة من الآخرة خير من الأرض وما فيها وأمثالها معها.(35)

8.        شجاعة الإمام علي «عليه السلام».(36)

9.        فضل الجهاد في سبيل الله.

10.  تطلّع الصحابة للخير، والمسارعة إليه.

11.  فيه بيان أن خيبر فتحت عَنْوة، وقد اختلف العلماء هل كان عنوة أو صلحا.(37)

12.  قوله: «لأعطينّ الراية رجلا يحب الله ورسوله»، فإن هذا حق لا شك فيه فإن علياً «عليه السلام» كان يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله «صلى الله عليه وآله وسلم»، لأنه كان من المؤمنين الذين قال الله تعالى فيهم «يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ»(38) وممن شهد له رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» أن حبّه إيمان، وبغضه نفاق.(39)

13.  قوله: «فتساورتُ لها»، معناه تطاولت لها، وحرصت عليها، وأظهرت وجهي وتصديت لذلك ليتذكرني.

وقوله:«فما أحببت الإمارة إلا يومئذ»، إنما كانت محبته لها لما دلت عليه الإمارة من محبته لله ورسوله «صلى الله عليه وآله وسلم».(40)

14.         قوله: «لا تلتفت»، توجيه نبوي عظيم، فالالتفات مذموم في مواطن، اذكر منها:

‌أ.       من كان له همّة عالية، فلا بدّ أنْ يمضي قدماً، وينظر إلى الأمام، وإلى المستقبل الواعد المشرق، ولا يلتفت خلفه يتذكر همومه، وأحزانه فيُعيقُه ذلك عن التقدّم.

‌ب. من كان في الصلاة، فيجب عليه أن ينتبه لصلاته، ويخشع فيها، ولا يلتفت، إلاّ إن كان لحاجة مُلحّة ونحو ذلك.

‌ج.  والله سبحانه أمر نبيه لوطاً «عليه السلام» ألا يلتفت، كي لا يرى هلاك قومه، كما قال سبحانه «وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ».(41)

15.         قوله: «امش، ولا تلتفت، حتى يفتح الله عليك»، جمع النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» في هذه العبارة ثلاثة أمور وهي: الأمر في «امش»، والنهي في «لا تلتفت» ثمّ البشارة بالفتح.

16.         أهميّة الأمل والرجاء في حياة المسلم.

17.         أهميّة حبّ الله ورسوله «صلى الله عليه وآله وسلم».

18.         الشهادتان تعصمان دم المسلم، إلاّ إذا نقضهما بناقض من نواقض الإسلام.

19.         الحساب والجزاء عند الله عز وجلّ يوم القيامة.

20.         قوله: «ثم وَقَفَ ولم يلتفت»، حرص الإمام عليّ «عليه السلام»، على تنفيذ أمر النبي «صلى الله عليه وآله وسلم»)).(42)

دلالة حديث الراية:

1.   استدل العلامة الحلي بهذه الرواية لأثبات امامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» في كتابه «منهاج الكرامة»،(43) وكتابه «كشف الحق ونهج الصدق».(44)

قال العلامة الحلي في منهاج الكرامة:

((السابع: ما رواه الجمهور كافة أن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» لما حاصر خيبر تسعاً وعشرين ليلة، وكانت الراية لأمير المؤمنين «عليه السلام»، فلحقه رمد أعجزه عن الحرب، وخرج مرحب يتعرض للحرب، فدعا رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» أبا بكر، فقال له: خذ الراية، فأخذها في جمع من المهاجرين، فاجتهد ولم يغن شيئا ورجع منهزماً، فلما كان من الغد تعرض لها عمر، فسار غير بعيد، ثم رجع يجبن أصحابه، فقال النبي «صلى الله عليه وآله وسلم»: جيئوني بعلي «عليه السلام»، فقيل: إنه أرمد، فقال: أرونيه تروني رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار، فجاءوه بعلي، فتفل في يده ومسحها على عينيه ورأسه، فبري، وأعطاه الراية، ففتح الله على يده، وقتل مرحباً، ووصفه عليه السلام بهذا الوصف يدل على انتفائه عن غيره، وهو يدل على أفضليته، فيكون هو الإمام)).(45)

2.   قال صاحب كتاب «الانصاف في الانتصاف لأهل الحق من أهل الاسراف»:

((كل ذلك يقتضي انه محبوب عند الله ورسوله والعمل الخالص له سبحانه، الخالي عن المفسدة، وكون عمله اكمل من عمل غيره، فيكون افضل، فيكون اذاً هو الإمام بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» ولو كان في أهل بيت محمد «صلّى الله عليه وآله وسلم» أو في اصحابه من هو احب إلى الله والى رسوله من علي «عليه السلام» واكمل مع رسول الله «صلّى الله عليه وآله» لجاء وحضر)).(46)

3.   تقول المستبصرة ام محمد صادق كتابها ولاية اهل البيت في الكتاب والسنة وهي تذكر الاستنتاجات والدلالات لهذه الغزوة في كتابها:

((....

‌أ.       إنّ الإمام «عليه ‌السلام» يحبّ الله ورسوله، ويحبّاه.

‌ب. جبن وضعف من رجع مهزوماً.

‌ج.  شجاعة وقوّة الإمام علي «عليه ‌السلام»، حتّى أنّ قوّته كانت معجزة، إذ قلع باب خيبر ولا يقدر على تحريكه أربعون رجلاً.

‌د.     تنبّؤ النبي «صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله» بالفتح على يد الإمام علي «عليه ‌السلام»، وهذا من علمه بالمغيبات: «لأعطين الراية غداً ...».

‌ه.  لفظ «كرّار غير فرار» صيغة «فعّال»، أي: دائماً وابداً لا يفر من العدو كما فر غيره.

‌و.    فتطاول القوم لها، وكلّهم يرجوها، لماذا يرجوها لولا أهميتها.

‌ز.     قول عمر: فما أحببت الإمارة إلّا يومئذٍ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أنّ يدفعها إليّ، فلمّا كان الغد دعا علياً.

‌ح.  أمر معاوية بسبّ علي، فما حكم من أمر بسبّ صحابي وخليفة ؟!

‌ط.  قول ابن عمر: كنّا نقول في زمن النبي «صلى ‌الله ‌عليه وآله ‌وسلم»: خير الناس، ثمّ أبو بكر، ثمّ عمر، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم، زوّجه رسول الله «صلى ‌الله ‌عليه وآله ‌وسلم» ابنته وولدت له، وسدّ الأبواب إلّا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر.

‌ي.  أبا سعيد الخدري يقول: إنّ رسول الله «صلى ‌الله ‌عليه وآله ‌وسلم» أخذ الراية فهزّها، ثمّ قال: من يأخذها بحقّها فجاء فلان، فقال: أنا قال: امط، ثمّ جاء رجل، فقال: امط، ثمّ قال النبي «صلى ‌الله ‌عليه وآله ‌وسلم»: والذي كرّم وجه محمّد لأعطيّنها رجلاً لا يفر، هاك يا علي.

‌ك.   فبات الناس يدوكون ليلتهم أيّهم يعطاها، فلمّا أصبح الناس غدوا على رسول الله «صلى ‌الله ‌عليه وآله ‌وسلم» كلّهم يرجو أنّ يعطاها، قال: فقال: أين علي بن أبي طالب؟

‌ل.   فكتب معي خالد كتاباً إلى النبي «صلى ‌الله ‌عليه وآله ‌وسلم» يشي به، قال: فقدمت على النبي «صلى‌ الله ‌عليه وآله ‌وسلم» فقرأ الكتاب، فتغيّر لونه، ثمّ قال ما ترى في رجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله.

ثانياً: قول الرسول «صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله» للإمام علي «عليه ‌السلام» لما قدم عليه لفتح خيبر:

«لولا أنّ تقول فيك طائفة من أمّتي ما قالت النصارى في المسيح «عليه السلام» لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر بملأ إلّا أخذوا التراب من تحت قدمك، ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أنّ تكون منّي وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي، وأنّك تبرئ ذمتي، وتقاتل على سنّتي، وأنّك غداً في الآخرة أقرب الناس منّي، وأنّك أوّل من يرد عليّ الحوض، وأوّل من يكسى معي، وأوّل داخل في الجنّة من أمّتي، وأن شيعتك على منابر من نور، وأنّ الحق على لسانك وفي قلبك، وبين عينيك».(47)

وقفة تأمّل:

1.   لا تمر بملأ إلّا أخذوا التراب من تحت قدمك، ومن فضل طهورك يستشفون به، «وهذا دليل على أنّ التقرّب بالأولياء تقرّب إلى الله، وليس شركاً كما زعم البعض».

2.   ولكن حسبك أنّ تكون منّي وأنا منك، «إنّ هذا التعبير لا يقوله إنسان عادي لآخر إلّا إذا كان له منزلة خاصّة وعالية عنده، فكيف والقائل هو رسول الله «صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله» الذي لا ينطق عن الهوى)).(48)

 

مجمل الكلام في دلالة حديث الراية هو:

إنّ حديث الراية يوم خيبر من الأحاديث التي يعترف المكابرون أيضاً بصحته، فينبغي بيان وجه دلالته على الإمامة والولاية العامة بعد رسول الله، ويتلخص الكلام في ذلك في جهتين:

‌أ.       الجهة الأولى: إن هذا الحديث فيه خصيصة من خصائص أمير المؤمنين «عليه السلام»، وقد اعترف بهذه الجهة ابن تيمية في موضع من كتابه المنهاج، لأن النبي «صلى الله عليه وآله» لما وصفه بأنه «يحب الله ورسوله...» دل ذلك على انتفاء هذا الوصف عن غيره، فهو يدل على أفضليته فيكون هو الامام من بعده.

‌ب. والجهة الثانية: إن هذا الحديث فيه تنقيص لأبي بكر وعمر، إذ جاء في غير واحدة من الروايات المعتبرة في كتب القوم فرار الشيخين ورجوعهما يجبنان أصحابهما ويجبنونهما، ولذا جاء التعريض بهما في بعض الألفاظ عن رسول الله حيث وصف الإمام «عليه السلام» بأنه «ليس بفرار» كما في رواية النسائي في الخصائص وبلفظ «لا يولي الدبر» كما في رواية الحاكم، وبلفظ «كرار غير فرار» كما في رواية المتقي عن الخطيب وابن عساكر، ومن كان هذا حاله كيف يصلح للإمامة والولاية على المسلمين، وفي الحديث خصوصيات أخرى، وكل منها تكفي لأن يكون الحديث دليلاً تاماً على إمامة الإمام علي «عليه السلام» بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» مباشرةً، فليراجع المطوّلات.

 

شبهات وردود:

نص الشبهة:

ذكر ابن هشام في سيرته والطبري في تاريخه قصة مبارزة الإمام علي «عليه السَّلام» في يوم خيبر بصورة مفصلة، ونقلوا تفاصيلها بصورة دقيقة، ولكنهما ذكرا في نهاية بحثهما التاريخي قصة خيالية لا أساس لها وهي وان مرحباً قُتِل على يدي محمد بن مسلمة وقالوا:

((ويرى البعض أن مرحباً اليهودي قتله محمد بن مسلمة انتقاماً لأخيه الذي قتل عند فتح حصن ناعم على أيدي اليهود، فقد كلفه رسول اللّه «صلّى اللّه عليه وآله» بقتال مرحب فبرز اليه، فقتله)).(49)

الجواب:

إن هذا الاحتمال من الوهن والبطلان بحيث لا يقاوم التاريخ الاسلامي المسلم والمتواتر، هذا مضافاً إلى أن هذه الاسطورة التاريخية تعاني من اشكالات، ومؤاخذات منها:

1.   ان محمد بن مسلمة لم يكن بذلك الرجل الشجاع، والبطل الصنديد الذي تؤهله شجاعته لأن يكون فاتح خيبر وقاتل بطلها الاكبر، فإن التاريخ لا يذكر عنه نموذجاً بارزاً من بطولته وشجاعته، إنما كلف في السنة الثالثة من جانب النبي «صلى اللّه عليه وآله» فقط بأن يغتال كعب بن الاشرف الذي حرك المشركين والبهم ضد الاسلام والمسلمين بعد معركة بدر الكبرى، وقد بقي ثلاثة أيام بلياليها لا يطعم شيئاً خوفاً، فأنكر عليه رسول اللّه «صلى اللّه عليه وآله» خوفه وسأله عن سبب ذلك فقال: يا رسول اللّه قلت لك قولاً لا أدري هل أفينّ به أم لا، فلما رأى رسول اللّه «صلّى اللّه عليه وآله» منه ذلك أرسل معه أربعة رجال آخرين ليعينوه في هذه المهمة، ويتخلصوا من كعب بن الأشرف الذي كان يريد إعادة القتال بين المسلمين والمشركين.

فخرجوا إليه في منتصف الليل وقتلوا عدو اللّه كعباً وفق خطة خاصة ولكن محمد بن مسلمة جرح أحد رفاقه من شدة الخوف والوحشة التي اصابته، ولا شك أن صاحب مثل هذه النفسية لا يمكنه أن يبارز صناديد خيبر المعروفين وينازلهم.

2.   ان فاتح خيبر لم يقاتل مرحباً ويقتله وحده، بل قاتل بعد مصرع مرحب من كانوا قد جاؤوا معه إلى ساحة القتال من شجعان اليهود فلاحق الفارين، ونازل الذين بقوا ولم يفروا وبقوا في ساحة القتال وقاتلوا علياً «عليه السلام» بعد قتله مرحباً:

‌أ.       داود بن قابوس.

‌ب.ربيع بن أبي الحقيق.

‌ج.  أبو البائت.

‌د.     مرة بن مروان.

‌ه.  ياسر الخيبري.

‌و.    ضحيج الخيبري.

وكل هؤلاء كانوا من صناديد اليهود وابطالهم، وكانوا يقاتلون خارج حصن خيبر ويمنعون من أية محاولة لفتح قلاع اليهود في هذه الوقعة.

إن هؤلاء الستة قتلوا على يد الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» وهم يرتجزون في ساحة القتال ويطلبون المبارز والمناجز.(50)

فمن يكون والحال هذه فاتح خيبر وقاتل مرحب، إذا كان محمد بن مسلمة فانه لا يمكن أن يعود بعد قتل مرحب إلى معسكر المسلمين ويتجاهل اُولئك الأبطال خلف مرحب بل لا بد أن يقاتلهم، في حين اتفقت كل السير والتواريخ على أن هؤلاء قتلوا جميعاً على يد علي بن أبي طالب «عليه السلام».

3.   ان هذه الاسطورة التاريخية تتنافى مع الحديث المنقول عن رسول اللّه «صلى اللّه عليه وآله» فانه «صلّى اللّه عليه وآله» قال في حق علي «عليه السلام»: «يفتح اللّه على يديه» مع العلم بأن المانع الاكبر من فتح خيبر كان هو مرحب الذي أجبرت شجاعته الأميرين السابقين على الفرار، فاذا كان قاتل مرحب هو محمد بن مسلمة لزم أن يقول رسول اللّه «صلّى اللّه عليه وآله» جملته هذه في حق محمد بن مسلمة لا في حق علي «عليه السلام» الذي أعطاه الراية بعد أن قال تلك الجملة: «يفتح اللّه على يديه».

يقول الحلبي في السيرة:

قيل: القاتل له «اي لمرحب» علي كرم اللّه وجهه وبه جزم مسلم في صحيحه، قال بعضهم: والاخبار متواترة به، وقال ابن الاثير: الصحيح الذي عليه أهل السير والحديث أن علياً قاتله كرم اللّه وجهه.(51)

ولقد وقع الطبري في تاريخه، وابن هشام في سيرته في شيء من الإضطراب والفوضى وكتب قصة هزيمة ورجوع الرجلين اللذين كلفا قبل علي «عليه السلام» بفتح قلاع اليهود بصورة لا تتفق مع مفهوم الجملة التي قالها رسول اللّه «صلّى اللّه عليه وآله» في حق علي «عليه السلام»، فقد قال رسول اللّه «صلّى اللّه عليه وآله» في حقه: «وليس بفرّار»(52) يعني أن الذي سوف يعطيه الراية لا يفر أبداً، ومفهوم هذه الجملة هو أن علياً «عليه السلام» لا يفر ولا يجبن أمام العدوّ كما فر القائدان السابقان، وهذا يعني أن القائدين السابقين فرا أمام العدوّ، واخليا الساحة، في حين أن الحلبي والطبري لا يذكران مسألة فرار القائدين المذكورين وإنما يكتبان رجوعهما كما لو أنهما قد أديا وظيفتهما القتالية على الوجه الكامل ولكنّهما لم يوفقا للفتح.(53)

 

الشواهد الشعرية:

1.   حسان بن ثابت:

وكان عــــلي أرمـــــــــــــــــد العـــين يبتغي ... دواء فـلـــــــــما لم يحــــس مداويــــا

شفــــاه رســــــــــــــــــــــول الله منــــه بتـــفلة ... فبــــورك مـــــــرقيا وبورك راقــــــــــــــــيــــا

فقال: سأعطي الراية اليوم ضاربا ... كميا محــــبا للــــــــرسول مـــــــوالــــيـا

يحــــب إلـــــهــــــــــــــــــــي والإلــــه يحــــــــــــبــــه ... به يفــتح الله الحصون الأوابــــيا

فخــــــص بهــــا دون البريــــــة كلــــــهـا ... عــــــــليا وسماه الــــــــــــوزير المـــواخيا

2.   ابو القاسم الزاهي:

مـــــن اعــــطي الرايـــــة يوم خيبر ... من بعدما بها أخو الدعوى نكص

وراح فيهــــا مبصرا مستبصـــــرا ... وكـــــان أرمــــــــــــــــــــــــــــــداً بعــــــينيه الرمص

فاقتـــــلع الـــــباب ونـــال فتحـــه ... ودك طــود مــــــــــرحــــــــــــــب لما قعــــــص

3.   ابن حماد العبدي:

وصاحـــــــــــــب يــــوم الفــتح والراية التي ... بــرجعــــتها أخــــــــــــــــزى الإلــــه دلامــها

فقــــال: سأعــــطيها غــــــــــدا رجــلا بها ... ملبــــا يــــوفي حقــــها وذمـــــــــــــــــــــــامــــــــهـــا

وقـــــــــال له: خذ رايتي وامض راشدا ... فما أنا أخشى مـن يديك انهزامها

فمــــر أميــــر المـــــــــــــــــــؤمنين مشــــمـــــــــــــــرا ... برايــــته والنــــصر يــــسري أمـــــــــــــــــــــــامها

وزج بباب الحصن عن أهــــل خيــبر ...  وسقــــي الأعادي حتفـــــها وحمامها

وجــــدل فيهــــا مــــرحبا وهـو كبشها ... وأوســــع آنــــاف اليهــــــــــــود ارتغـــامها

4.   القاضي الجليس:

فـــــمن كشـف الغماء عن وجه أحمد ... وقـــــد كـــــربت أقــرانه أن يقطعا

ومـــن هز بـاب الحصن في يوم خيبر ... فزلزل أرض المشركين وزعزعا

5.   أبن أبي الحديد:

يا هازمَ الأحــــزابِ لا يثنـــيهِ عن ... خوضِ الحِمــــامِ مـــدججٌ ومدرع

يا قالـــــعَ البابِ الذي عـَـــن هَزِهِ ... عَجـــزَت أكفٌ أربعــــــونَ وأربع

 

وختاماً:

نسأل الله سبحانه وتعالى ان يثبتنا على ولاية محمد وآل محمد وان يوفقنا للسير على نهجهم وان يرزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم، ... وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.

 

الهوامش:

(1).  تنقيح المقال ج1 ص403، سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسني ج1ص145 ، الإمامة في ضوء الكتاب والسنة لمهدي السماوي ص229 ، وفي الكنى والألقاب للقمي ج2 ص349 نسبه للشافعي ، وفي المناقب للخوارزمي ص8: عن بعض الفضلاء ولم يسميه.

(2).  فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي ص20، الصواعق المحرقة لأبن حجر ص118، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص149، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج2 ص282.

(3).  سورة الحجرات: الآية / 13.

(4). فتوح البلدان للبلاذري ص170، جزيرة العرب في القرن العشرين لحافظ وهبه ص21، المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة للحربي ص413.

(5).  أظللن: من الإظلال، والمراد منه كل شيء السموات مكتنفة به، قال ابن الأثير: (أظلت السماء الأرض، أي: ارتفعت عليها، فهي لها كالظلة).

(6).  أقللن: من الإقلال، وهو الارتفاع والاستبداد، والمراد منه كل شيء تستبد به الأرض، ويستعمل به مما عليه من المخلوقات.

(7).  أضللن: من الإضلال، وهو الحمل على الضلال، وهو ضد الهدى.

(8).  ذرين: أي: ما أطارته.

(9).  سيرة ابن هشام ج3 ص343.

(10).  مسند احمد ج 5 ص 353.

(11).  كنـز العمال للمتقي الهندي ج11 ص623.

(12).  فرائد السمطين للحمويني ج1 ص261 ، الكامل في التأريخ لإبن الاثير ج2 ص220.

(13).  فرائد السمين للحمويني ج1 ص261.

(14).  الاصابة في تمييز الصحابة لإبن حجر العسقلاني ج2 ص509.

(15).  مفتاح النجاء للبدخشاني باسناده عن جابر بن عبد الله ص46.

(16).  المناقب لإبن شهر آشوب ج3 ص130.

(17).  صحيح البخاري ج6 ص171.

(18).  صحيح مسلم ج15 ص176.

(19).  تهذيب الخصائص ص21.

(20).  فضائل الصحابة ج2 ص602،  مسند احمد ج3 ص384.

(21).  تهذيب الخصائص ص21.

(22).  تهذيب الخصائص ص22.

(23).  فضائل الصحابة احمد بن حنبل ج2 ص953 ، مسند احمد بن حنبل ج5 ص353.

(24).  مسند الإمام أحمد ج5 ص353.

(25).  المستدرك للحاكم ج3 ص38.

(26).  حلية الأولياء ج1 ص62.

(27).  تاريخ الخلفاء للسيوطي ص167.

(28).  تاريخ الخلفاء للسيوطي ص167 ، سيرة ابن هشام ج3 ص251.

(29).  أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج2 ص126.

(30). لابد من الإشارة والتنبيه على شيء يبدو أنه فاتنا ذكره في بداية هذه السلسلة من «مقالات في مناقب المرتضى» وهو أننا عند النقل من المصدر نجد فيه «الصلاة البتراء»، وهي الاكتفاء بذكر رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» من دون ذكر «آل البيت»، وكذلك عند ذكر أسم الإمام علي نجد بدل قول «عليه السلام» يذكرون «رضي الله عنه» أو «كرم الله وجه»، أو يذكروا إسم الإمام مجرداً، ونحن لم نلتزم بما ذكروا بل اينما وجدنا ذكر لرسول الله نقول «صلى الله عليه وآله وسلم» واينما ورد ذكر للإمام علي نقول «عليه السلام» سواء ذكروا ذلك او لم يذكروا، ولم نلتزم بما ذكروا. 

 

(31). صحيح مسلم ج4 ص1871 رقم 2405.

(32).  النقاط من 1-3 مستفاد من الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري للكوراني ج6 ص7.

(33).  المصدر السابق ج6 ص6.

(34).  التوشيح شرح الجامع الصحيح للسيوطي ج5 ص1983.

(35).  النقاط من 5-7 مستفاد من منحة الباري بشرح صحيح البخاري لزكريا الأنصاري ج6 ص75.

(36).  اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح ج10 ص288.

(37).  مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجة لمحمد بن علي الإتيوبي ج3 ص210.

(38).  سورة المائدة/ الآية (54).

(39).  الإفصاح عن معاني الصحاح لابن هبيرة ج1 ص349.

(40).  شرح صحيح مسلم للنووي ج15 ص176.

(41).  سورة الحجر/ الآية (65).

(42).  من مقال: حديث لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله للدكتور إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان المنشور على موقع شبكة الألوكة بتاريخ 11/12/2017 م - 22/3/1439هــ.

(43).  كتاب منهاج الكرامة للعلامة الحلي: المنهج الثالث في الأدلة المستندة إلى السنّة المنقولة عن النّبي «صلى الله عليه وآله وسلم» الحديث السّابع.

(44).  كتاب كشف الحق ونهج الصدق للعلامة الحلي باب الأخبار المتواترة عن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» الدالة على امامة علي بن أبي طالب «عليه السلام» الخبر العاشر ص103.

(45).  كتاب منهاج الكرامة للعلامة الحلي / المنهج الثالث في الأدلة المستندة إلى السنّة المنقولة عن النّبي «صلى الله عليه وآله وسلم» الحديث السّابع.

(46).  الإنصاف في الإنتصاف لأهل الحق من أهل الإسراف - أحد أعلام الإمامية القرن الثامن ص52 وهو كتاب في الرد على منهاج السنة لإبن تيمية.

(47).  المناقب للخوارزمي ص158.

(48).  كتاب ولاية اهل البيت في الكتاب والسنة للمستبصرة ام محمد صادق.

(49).  سيد المرسلين للشيخ جعفر السبحاني ج2 ص402.

(50).  ناسخ التواريخ: ج 2ص 282.

(51).  السيرة الحلبية: ج3 ص38، وراجع زاد المعاد ج2 ص134.

(52).  المغازي: ج2 ص653.

(53).  راجع ما تقدم: سيد المرسلين للشيج جعفر السبحاني ج2 ص402.

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حامد كماش آل حسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/04/27



كتابة تعليق لموضوع : مقالات في مناقب المرتضى 25 : منقبة: «حديث الراية»
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net