ملف الأسلحة الكيمائية .. تحد وانجاز
باسل عباس خضير
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باسل عباس خضير

لقد نجح العراق بالتعاون مع المجتمع الدولي في العمل لإنقاذ المواطنين العراقيين من خطر الأسلحة الكيماوية ومخلفاتها بجهود مكثفة بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص بالموضوع ، ومن ثمار تلك المجهودات التوقيع على المعاهدات والاتفاقيات الدولية الساعية للحد من تداعيات تلك الأسلحة كاتفاقية ( الأسلحة الكيماوية الدولية ) ومعاهدة ( عدم انتشار الأسلحة النووية ) ، وعن تفاصيل وخفايا هذه الجهود ، استضاف المجلس الثقافي المنوع للدكتور محمد جابر معالي الأستاذ الدكتور عبد الرزاق عبد الجليل العيسى وزير التعليم العالي الأسبق ليتحدث لرواد المجلس عن خبرته في غلق ملف الأسلحة الكيماوية بعد أن استنزف من العراق كثيرا من الجهود والأموال ، وفي بداية حديثه أعطى نبذة عن الأسلحة الكيماوية في العالم و الفرق بينها وعن باقي أنماط الأسلحة ذات التدمير الشامل ، وعرض بتفصيل علمي الآثار الخطيرة لها ومن مخلفاتها وما تتركه في التأثير المباشر وعلى البنى التحتية التي تخزن فيها ، وبين إن العراق قد أنتج إبان الحرب العراقية - الإيرانية كميات كبيرة من تلك الأسلحة تحوي الغازات السامة والتي استخدمها لمختلف الأغراض ، ومن أمثلتها قصف مدينة حلبجة التي تركت الكثير من الضحايا والآثار ، ومن جراء ذلك الاستخدام فرضت الأمم المتحدة جملة من العقوبات على العراق ، وقام مفتشو مفوضية الأمم المتحدة ( اليونسكوم ) بتفكيك وإتلاف العتاد والبنى التحتية والذخائر بضوء المعايير الدولية .
وفي عام 2009 انضم العراق لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي كانت نقطة البداية لخلو العراق من هذا النوع من الأسلحة ، حيث تسلم الدكتور عبد الرزاق العيسي في عام 2018 شهادة إتمام العراق لبرنامج تدمير الأسلحة الكيمائية التي سلمت من قبل المدير العام للمنظمة ، وكان الهدف الأساس في انجاز الملف هو إنقاذ العراق حاضرا ومستقبلا من مخاطر مخلفات تلك الأسلحة ومن أثارها البيئية ، وما يترتب عليه من إيقاف النزف المادي المترتب على الأنفاق على المشروع ، فجهود انجازه بذلك التاريخ قضت بمجملها على محاولات البعض في اقتراح مشاريع ساهم فيها حفنة من الفاسدين الذين تسببوا بتحميل العراق تكاليف لجان التفتيش القادمة من الخارج ، لقد بذل الوزير المكلف بالتعامل مع الملف وإنهائه جهودا مضنية ومتواصلة لغلق الملف ، وكان لموقعه وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي وفي ذات الوقت مسئولا عن العلوم والتكنولوجيا ( المسؤولة عن الملف ) دورا أساسيا في غلق الملف كالتزام دولي وبما يوقف استنزاف كثيرا من الأموال والجهود ، فأغلق أهم مراكز الأسلحة الكيماوية ( مشروع المثنى ) في فترة قياسية ليتم تحويله إلى مشروع صديق للبيئة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat