انقلاب أللاموقف إلى الموقف المضاد
الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه)

إن مسالة الصراع لا تتحمّل ( أللاموقف ) ، فإذا لم يتحمّل الإنسان الموقف الصعب و ضعف عن اتخاذ موقف الحق فلا يمكن أن يبقى من دون موقف إلى الأخير ، و إنما ينقلب أللاموقف في حياته إلى موقف مضاد .
و السبب في انقلاب اللاموقف إلى الموقف المضاد هو السبب في انقلاب الموقف إلى اللاموقف و هو الجزع من الموت .
فإن الجزع من الموقف إذا كان يدعو الإنسان إلى التخاذل من الحق إيثارا للعافية ، فإن الطاغية لا يتركه إلى الأخير عنصراً غير ذي لون ، و إن ما يصبغه بصبغته و يسوقه إلى جانبه ، و نفس السبب الذي أعجزه عن اتخاذ الموقف الحق يعجزه عن الامتناع من الانحدار إلى الباطل ، و بذلك يتم تصنيفه في جهة الباطل ، فإن ساحة الصراع ـ كما ذكرنا ـ لا تترك الإنسان من دون تصنيف ، فإن لم يبادر الإنسان ليُصنّف نفسه ضمن جبهة الحق الذي يؤمن به ، فإن الساحة تُصنّفه ضمن الخط الحاكم ، فيكون عندئذٍ من جند الطاغية و إن كان قلبه و رأيه في اتجاه معاكس .
و هنا ينشطر الإنسان شطرين متعاكسين : رأيه ( عقله ) ، و عاطفته ( قلبه ) في اتجاه الحق ، و موقفه و موضعه الرسمي ( إرادته ) المعلن في اتجاه الباطل .
و هذه هي ظاهرة انفلاق الشخصية ، حيث تنشطر شخصية الإنسان إلى شطرين متخالفين : فيفقد الإنسان الانسجام في شخصيته ، و يتضارب ظاهره مع باطنه
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat