العلاقة بين المعرفة والسلوك
الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه)

و (المعرفة) أحد الوجهين، والوجه الآخر (السلوك)، سواءاً كان السلوك سلوكاً جارحيا ١ أم سلوكا جانحيا ٢.
وبين (المعرفة) و (السلوك) علاقة وثيقة، لا يمكن عزل أحدهما عن الآخر.
إنّ لكل معرفةٍ، سلوكية تخصّها، معرفة الالوهية، تستتبع سلوكية الطاعة والعبودية
ومعرفة الربوبية تستتبع الاستعانة ومعرفة رحمة الله تعالى تستتبع سلوكية الأمل والرجاء. ومعرفة القهّار الجبّار تستتبع سلوكية الخوف والطاعة. ومعرفة الغفور الرحيم تستتبع الاستغفار. ومعرفة جمال الله تعالى تستتبع الحمد. ومعرفة جلال الله تعالى تستتبع التسبيح. ومعرفة نعم الله تعالى تستتبع الشكر. ومعرفة حكمة الله تعالى تستتبع التفويض والتسليم. ومعرفة الشهود والحضور الالهي تستتبع المراقبة. وهكذا لكل نموذج من المعرفة نموذج من السلوك الجوارحي أو الجوانحي يشتقّ منها معرفة الجبّار.
والآن لماذا معرفة الجبّار في بداية هذه الرحلة الطويلة؟
نقطة البداية، في هذه الرحلة الطويلة، أن يعرف الإنسان أنّه محكوم لإرادة الله تعالى، وأنّ الله تعالى يحكمه، في التكوين والتشريع.
ولا سبيل للإنسان الى الخروج عن دائرة سلطان الله وحاكميته. ولا يسعه غير الطّاعة والتسليم …
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat