بسم الله الرحمن الرحيم
وإقترب الوعد الحق
من هم آل خليفة الذين أقصدهم؟
هم كل من انتمى الى ظلم آل خليفة، والإطلاق هنا على سبيل الغلبة، بإعتبار أن أكثر عشيرة آل خليفة هم من القائمين والراضين بالظلم الواقع على شعبنا. وبالطبع هناك قلة من آل خليفة ممن هم خارج منهج ظلمهم بل يشّنعون عليهم تعسفهم، وأولئك محل تقديرنا واحترامنا الكبير، وهم خارج من نقصد في أحاديثنا وتغريداتنا وتصريحاتنا.
من هم الطائفيون؟
ليس الطائفي من تمسك بدينه أو مذهبه ودافع عنه بحكمة وعلّمية حتى ولو تطلب دفاعه إزاحة الستار عن كم من الأكاذيب التاريخية والموروثات الشعبية ما دام سرده لحقائق التاريخ مدعوماً بالأدلة العلمية الرصينة والمنطقية القويمة. إنما الطائفي من يحقد على غيره لإنتمائه الى غير دينه أو طائفته فيحاول الإنتقاص من ذلك الغير ويرضى بالظلم عليه وقد يصل الأمر ببعض الطائفيين الى أن يمارسوا بأنفسهم أنواع الأذى والظلم الذي قد يصل الى القتل والتصفية.
هل حكام آل خليفة من أهل السنة الكرام؟
مما لاشك فيه أن آل خليفة محسوبون منذ قرنين ونصف على الطائفة السنية، أما قبل ذلك فغير معلوم لدينا، ولكنهم على كل حال، من الناحية التاريخية ينحدرون من أصل يهودي كما هو المعروف عنهم ودونته وزيرة الثقافة في النظام الخليفي مي الخليفة في أحد كتبها، هذا عدا دلائل أخرى تكشف عن أصلهم هذا. إلا أن المهم هو وضعهم العقيدي الحالي فهم يدّعون بكونهم من تابعي المذهب المالكي السني، ولكن عقيدة مذهب أهل السنة المنتمية الى الإسلام لا تدعو الى الظلم والإستبداد والطغيان والفساد والتلاعب بأموال المسلمين بل تحرمه بشكل قطعي صارم. فهذه أمور متفق على حرمتها بين عموم المسلمين. وبالتالي، فإننا لا ننظر في جهادنا ضد آل خليفة بكونهم محسوبين على أهل السنة، بل ينتمون عملياً الى أهل الطغيان والنفاق والظلم والإستبداد والإجرام بعد جرائمهم بحق القرآن الكريم وهدم المساجد وقتل النفوس المحترمة المظلومة وقمع الشعب بشكل يومي طوال عقود، ومن كان كذلك فهو لايحكمه دين ولا مذهب. فهاهم الطغاة من أمثال شاه إيران وبن علي ومبارك والقذافي ظلموا شعوبهم المنتمين الى ذات المذهب والعقيدة التي ينتمي لها ظاهراً أولئك الطغاة. وحكام آل خليفة حين يحاربون الشيعة في البحرين ويظلمونهم بالخصوص، فإنه لايعني عدم ظلمهم لأهل السنة، بل ظلمهم للسنة الكرام واضح مبين، فمن يسلب ثروات البلاد ويتلاعب فيها، وينشر الفساد والفجور ويعذب المعارضين الوطنيين، فإنه يظلم الجميع، حتى ولو أظهر التحبب والود الى أهل السنة. هذا عدا أن آل خليفة يعادون ويظلمون كل من يعارضهم، وقد ظلموا وتعدوا طوال العقود الماضية على أهل السنة، فنفوا شخصيات وطنية منهم كالشملان والباكر في آواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وعذبوا بعضهم حتى قتلوه في السجن مثل "محمد أبو نفور" و" محمد غلوم بوجيري"، وقتلوا البعض الآخر من أهل السنة بالرصاص الحي أثناء المسيرات في الانتفاضات السابقة في القرن العشرين، هذا عدا عشرات بل مئات ممن اعتقلوهم وعذبوهم في السجون طوال الستينات والسعبينات والثمانينات وآخرهم الرمز الوطني الذي توفى قبل سنوات الحاج عبد الله فخرو. وكذا القمع الوحشي بالرصاص ومسيلات الدموع والذي كان يعم آذاه وشرره الجميع من سنة وشيعة أثناء المظاهرات الوطنية في العقود السابقة. ومن الطبيعي أن الفراعنة والطغاة من دأبهم التفريق بين الطوائف، والتمترس بطائفة ينتمون لها ظاهراً من أجل أن يجعلوها وقوداً في حربهم ضد الطائفة التي يستهدفونها بالظلم الأشد والأكثر، كما قال الله تعالى: "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" .
الجماهير البحرانية من الطائفتين تحتفي بأحد قادة الوطن سماحة العلامة السيد علي كمال الدين
آل خليفة هم من أسس للحالة الطائفية في البحرين
لعله في منتصف العقد السابق عقد معهد التنمية السياسية في البحرين المؤسس من السلطة الخليفية مؤتمراً في العاصمة المنامة حول الوطنية في قبال الحالة الطائفية. وكان الموضوع مهماً للغاية، وقد حضرته رغبة في فضح النظام في عقر أحد مواقع أضاليله، وبالفعل حضرت جلسة اللجنة الإعلامية في المؤتمر التي رأسها إبراهيم بشمي رئيس تحرير صحيفة الوقت أنئذ، وحين جاء دوري في الحديث قلت، إن السلطة في البحرين هي المسئولة عن تأسيس الحالة الطائفية ورعايتها، وإنها بدأت بالتأجيج الطائفي بشكل ممنهج ومدروس بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، وضربت أمثلة عديدة على ظلمهم للشيعة بالذات في الوظائف والبعثات وعدم السماح للشيعة بالسكن أو الشراء في الرفاع وغير ذلك من ممارساتهم الطائفية، وأوضحت أن سياستهم هذه إنما هي ضد الوطن والوطنية، وقد تبرعت بعض الأصوات بالدفاع عن السلطة كالعادة، وذلك بوضع اللوم على عموم المجتمع ولكن كلمتي حينها أوصلت الرسالة لجميع من حضر اجتماع تلك اللجنة ثم خرجت من المؤتمر. ومن المؤكد أن كلمتي أوصلها المخبرون الى مسامع الخليفيين فيما بعد. ومنذ بدأت السلطة في استهداف الطائفة الشيعية بشكل ممنهج في عهد الطاغية عيسى بن سلمان ثم إزداد ظلمهم في عهد أبنه الطاغية حمد فيما كشف عنه تقرير البندر الخطير، فهي تحاول أن تصور الصراع الدائر بين الشعب المظلوم وبينها على أنه صراع طائفي، من أجل تحييد أهل السنة من مشاركة الشيعة في الحركة السياسية، ومن أجل إستدرار دعم أهل السنة في العالم العربي والإسلامي في حربها الشرسة ضد الطائفة الشيعية. ونلاحظ أن السلطة وإعلامها والطائفيين المتحزبين معها من نخب إعلامية أو دينية هم أساساً ممن يحاول هدم وحدة شعبنا وخلق الكراهية والبغضاء بين أبنائه. وهدف السلطة الخليفية من صنع وتأجيج الطائفية في البحرين هو أن ينشغل الجميع عنها. وكما يقول المثل: فرق تسُد. ولهذا يوصمون الشيعة بأخص الصفات ويحقرونهم ويهمشونهم ويظلمونهم بأيدي معروفة من أفراد سنة بغية تحقيق هذه الفتنة الطائفية، ، ولأجل إكمال حلقات الفتنة، يوصمون الحراك الوطني بأنه صراع طائفي. كما أن هناك مرتزقة من بعض رجال الدين والصحفيين ممن باع نفسه بثمن بخس للنظام الخليفي فجند كل طاقاته ليل نهار لمحاربة الشيعة والتحريض ضدهم في الخطب والمنتديات والمجالس، فاكتملت حلقات النظام في حربه الطائفية، وبالطبع إن لكل فتنة جهلة يتسارعون في تأجيج أوارها والإنشغال بها، ولكن شعبنا في البحرين واعي ولا يمكن أن يحقق النظام والطائفيون معه خطتهم هذه، فسترتد على النظام الذي بات يخسر كل شيء، كما قال النظام "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله"، فقد كان كبار شخصيات السنة والشيعة يداً واحدة ضد النظام طوال عقود.
قيادات الحركة الوطنية في البحرين من السنة والشيعة
مسئولية جرائم الحكم في البحرين
بعد ما يقارب سنة ونصف من جرائم كبرى وفظيعة متواصلة قام بها النظام الخليفي بعد تفجر الثورة ضده وبشكل واضح وجلي ومكرر يعكس طبيعة ومنهجية النظام المحاربة والمعادية والمبغضة لشعبنا، فإنه بالقطع واليمين يتحمل مسئولية كل ما جرى ويجري كل من الطغاة الثلاثة حمد وسلمان وخليفة بالدرجة الأولى ثم من يليهم من وزراء ومدراء وموظفين بحسب التراتب التنظيمي في الأجهزة التي تقوم وتباشر وتبرر الظلم مسئولون جميعاً بشكل مباشر عن كل تلك الجرائم، ولا يمكن مطلقاً تبرئة أحد منهم، ولو برر ما برر لأن طريق الإستقالة والإبتعاد عن النظام مكفولة وممكنة، وسوف يتم محاسبتهم ومحاكمتهم جميعاً.
صور لبعض شهداء ثورة 14 فبراير في البحرين