صفحة الكاتب : السيد جعفر العلوي

"معجزة ربانية كبرى يشهدها العراق أمام جائحة كورونا بعد عاشوراء وزيارة الأربعين
السيد جعفر العلوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

*-بحث مهم، يعتمد على الوقائع والارقام-*

  تختص زيارة عاشوراء، والمسيرة المليونية نحو ضريح الإمام الحسين عليه السلام في كل عام على الأعم الأغلب بأهالي محافظة كريلاء ويلتحق بهم أعداد أقل من المحافظات الاخرى، بينما يقيم العراقيون مراسم العزاء على الإمام الحسين عليه السلام في مدنهم ونواحيهم، هذا هو العرف منذ أمد.

    وفي هذا العام (١٤٤٢ -٢٠٢٠)، أصر الكربلائيون الغيارى على إحياء هذه الزيارة، بنفس الزخم والحضور الجماهيري المليوني الواسع، وكان القلق الكبير بل التوقع سائداً في الأوساط المسؤولة ككل عن خطورة تفاقم انتشار وباء جائحة كورونا بشكل كبير وواسع بعد الزيارة، وبالاخص في محافظة كربلاء المقدسة، ولكن الذي حدث كان صادماً وخلافاً لكل تلك التوقعات. ولندع الارقام هي التي تتحدث.

*"حدث يوم العاشر من محرم ١٤٤٢هجري في كربلاء، والموقف الصحي فيها"*

    خرجت مواكب العزاء يوم عاشوراء على عادتها السنوية وبزخم وتفاعل قوي، وكأنه تحدٍ لولاء وإيمان المؤمنين أمام الجائحة.

   وقالت فضائية الحرة رغم عدم حياديتها: (خطر وباء فيروس كورونا المنتشر في العراق لم يمنع الحشود من المشاركة في مراسم زيارة العاشر من محرم "عاشوراء" في مدينة كربلاء، حيث وصل مئات آلاف إلى المزارات، في مشهد يصعب معه تطبيق إجراءات الوقاية). والواقع إن  معظم الزوار لم يكونوا يضعون الكمامات بحسب المشاهدة والفيديوهات، عن يقين إيماني أن الجائحة وأمثالها لا تصيب زوار الإمام الحسين.

     ويومها، أعلنت وزارة الصحة العراقية، في ذات اليوم الأحد 30 آب 2020،  عن وفاة شخص واحد مصاب بهذا المرض في كربلاء، وتسجيل 276 حالة شفاء فيها مقابل 269 إصابة.

*"الموقف الصحي في كربلاء المقدسة بعد ٨ أيام من زيارة عاشوراء ١٤٤٢ هجري"*

سجلت وزارة الصحة والبيئة عن محافظة كريلاء، في يوم ٧ أيلول ٢٠٢٢م، 194 إصابة جديدة، و4 حالة وفاة، فضلا عن تسجيل 358 حالة شفاء جديدة.

   مما حدا بمدير المستشفى الحسيني (أكبر مستشفى حكومي في كربلاء) الدكتور صباح الموسوي أن يصرح: (للأمانة، وهذا فضل من الله، ورحمة رب العالمين، أن معدل الإصابات لم تزداد)، ثم توقع أن تكون زيارة الأربعين القادمة مليونية بعد تراجع الإصابات بكورونا بعد زيارة عاشوراء.

 جاء ذلك في مقابلة أجرته معه إحدى الشبكات الإعلامية، وهذا هو رابط المقابلة. https://youtu.be/ft4YewxvX34

**المعجزة الثانية الأعظم**           

    منذ الاسبوع الأول من شهر صفر ١٤٤٢، كانت مواكب خدمة الزوار تزدحم على كل الشوارع المؤدية لمدينة كربلاء، وتوافد الزوار كعادتهم السنوية، وبتفاعل عجيب وكأنه لا وجود ولا خوف من هذا المرض. فكانت الزيارة ملاينينة، ولعل مع زوار محافظة كربلاء يصلون الى ١٥ مليون ونصف (الزوار من خارجها ١٤ مليون ونصف بحسب احصاءات العتبة العباسية).

*"الموقف الصحي في العراق يوم ٨ صفر، مع بداية توجه ملايين الزوار نحو كربلاء المقدسة"*

أعلنت وزارة الصحة العراقية يوم (25 أيلول 2020)، عن تسجيل 4593 إصابة جديدة، وبلغت حالات الشفاء 4505 حالة، والوفيات 68 شخصاً.

**الموقف الصحي في العراق يوم ٢٧ صفر، بعد اسبوع من إنتهاء زيارة الأربعين، وتوافد الزوار نحو النجف الأشرف"*

      اعلنت وزارة الصحة العراقية، في 15 تشرين الأول 2020، عن تسجيل3587 إصابة جديدة بكورونا, وشفاء 3356 شخصاً من الفايروس, والوفيات ٦٥ شخصاً.

  اي أن الأرقام بقت ضمن المعدل الطبيعي، ولم تزدد الحدث عن إصابات بشكل هائل كما يفترض ان يكون بحسب المتوقع المعتاد مع وجود هذه التجمعات الملاينية واختلاطها مع بعض في أجواء مدينة كربلاء المقدسة.

   قد يقول البعض، لا يمكننا الوثوق بأرقام وزارة الصحة العراقية، الخ من الإشكالات. والرد، هو إن الواقع العراقي هو خير شاهد، فيفترض أن الاصابات بالجائحة بعد المسيرة الأربعينية الملاينية تصل الى مئات الآلاف، وتحدث ازمة كبرى لا تطاق في العراق، وستتولى فضائيات الفتنة التبشير بها. ولم يحدث ذلك.

-------

يرجى مراجعة هذا التحقيق.

بركات الحسين (ع) حجّمت جائحة كورونا خلال الأربعين

http://www.non14.net/public/128655

-------

   هل هناك تفسير آخر، غير العناية والرحمة والإعجاز الرباني بزوار الإمام الحسين عليه السلام، وإن ما جرى هو خارج التوقعات والحسابات. وكان معظم من الزوار على يقين تام بإنه لن يصيبهم شيء، وكانوا يقولون كما سمعنا في مقابلات يومية تجرى معهم، نحن نذهب للإمام الحسين عليه السلام وهو الطبيب والمداوي، فكيف نُصاب

؟!، الخ من مقولاتهم الولائية التي كانوا يقولونها بيقين وقناعة.

   ما وقع هذا العام حدث عظيم  ومعجزة بخلاف كل المقاييس، ويحتاج إلى تسليط الضوء عليه، والبحث فيه.

*"تفسير الحدث بنور أهل البيت عليهم السلام"*

  وهناك من الاحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في فضل وعناية الله بزوار الإمام الحسين عليه السلام، ما يدلنا على كرامات زيارته، وقد أبانها الله تعالى لنا في هذه الأيام بالواقع المشهود.

   وتكفينا هذه الرواية في فهم معجزة هذا العام، والتي ذكرها العلامة الصدوق في (ثواب الأعمال)، عن معاوية بن وهب من اصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام، يقول فيها...فسمعته وهو يناجي ربه وهو يقول:

*«يا من خصنا بالكرامة، وخصنا بالوصية، ووعدنا الشفاعة، وأعطانا علم ما مضى وما بقي، وجعل افئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولأخواني، ولزوار قبر أبي الحسين صلوات الله عليه الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاء لما عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيك صلواتك عليه وآله، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضاك، فكافهم عنا بالرضوان، وأكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصبحهم، وأكفهم شر كل جبار عنيد ، وكل ضعيف من خلقك أو شديد، وشر شياطين الجن والانس، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم، اللهم إن أعدائنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا، وخلافاً منهم على من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي قد غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلبت على حفرة أبي عبدالله، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الانفس، وتلك الابدان حتى توافيهم على الحوض يوم العطش»* فما زال وهو ساجد يدعو بهذا الدعاء.

  وكم هو فيروس كورونا ضعيف لا يُرى، ولكنه قد احدث ما أحدث في كل العالم، إلا أنه توقف مفعوله وأنهار أثناء الزيارتين المباركتين، واربطوا ذلك بما قاله الإمام في هذه الرواية.. *(وأكفهم شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك أو شديد)*.

    إننا بحاجة للتبشير بعظمة وإعجاز ما حدث هذا العام. والحمد لله الذي أشهدنا كرامة جديدة تضاف الى الآلاف من كرامات سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام منذ شهادته الى يومنا هذا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد جعفر العلوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/21



كتابة تعليق لموضوع : "معجزة ربانية كبرى يشهدها العراق أمام جائحة كورونا بعد عاشوراء وزيارة الأربعين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net