لقد انفرط العقد ونحن نيام !!!
زيد الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيد الحسن

فرق تسد ليست بسياسة جديدة بل هي قديمة قدم السياسة نفسها حيث طبقها السومريون والمصريون واليونانيون القدماء لتفكيك قوة أعدائهم وتحييد هذه القوة من خلال توجيهها داخليا واحدة ضد الأخرى ، والاستعمار في شكله الحالي ومنذ نشأته في بداية سبعينيات القرن التاسع عشر طبق هذا الأسلوب القديم في السياسة لنفس الأغراض والأهداف .
انتفاضة شعبان كانت ناجحة بكل مقاييس النجاح ، رغم انها اجهضت ، ورغم انها قدمت تضحيات جسام ،لكنها حققت غاية من غايات اسقاط اسطورة البقاء للظلم ، لقد دقت مسمار الموت والفناء لطاغية العصر ، وكان هذا المسمار مسموما ، لينخر بعدها اركان النظام ، ويزرع الخوف والرعب في قادم ايامه ، والسبب الوحيد لهذا النجاح هو وحدة الصف ، هذه الوحدة التي جعلت من الاذرع العارية من السلاح مدفع و رشاش ، فكان لها من الهيبة الشيء الكثير .
للاسف نعم وللاسف الكبير ايضاً القوى المجاهدة اليوم في العراق متفرقة ، ومتفرقة الى درجة كبيرة جداً ، رغم انها في المجمل العام تجتمع على نفس الاهداف ، ورغم انها تحت اسم واحد ، وفرقتها وصلت الى طريق مرعب مخيف ، الدم العراقي يراق يومياً على اعتاب ( فرقتنا ) وتمزقنا ، مستباحة كل ارض العراق طولا بعرضاً بسبب تشرذمنا ، فهل امتدت سياسة فرق تسد الى قادتنا ؟.
لا اقبل الطعن باي فريق بتاتاً ، ولا ارى تقصير يستحق النظر من أي فريق ابداً ، الجميع قدم من التضحيات الكبيرة الشيء الكثير ، الجميع قدم الشهداء الابطال ، والجميع ايضا لهم صولات و جولات في مقارعة الباطل ، ولا ننسى بان الجميع اخواننا واولاد العم ، لهذا يحزننا ما نمر به اليوم من فرقة وتنابز على صفحات المواقع ، هذه الفرقة التي يزرعها حفاة العقول ابطال الكيبوردات ، بلا فهم ولا بعداً للنظر ، يتناسون ان الثمن سيدفعه الجميع بلا استثناء ، وتغافل هؤلاء المغرر بهم عن كونهم اصبحوا ادوات بيد الشيطان ، وهم من يصب الزيت على نار الفرقة .
الذي يراد بالعراق قد نفذ الان ، وعقد التلاحم لطرد العدو قد انفرط ، واصبح العراق لقمة سائغة في فم الشيطان الاكبر ، ولم يعد للندم منفعة ، بقي شيء واحد اتمسك به ، الا وهو رحمة الله سبحانه وتعالى فهي الوحيدة التي سوف تنقذنا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat