فرق تسد ليست بسياسة جديدة بل هي قديمة قدم السياسة نفسها حيث طبقها السومريون والمصريون واليونانيون القدماء لتفكيك قوة أعدائهم وتحييد هذه القوة من خلال توجيهها داخليا واحدة ضد الأخرى ، والاستعمار في شكله الحالي ومنذ نشأته في بداية سبعينيات القرن التاسع عشر طبق هذا الأسلوب القديم في السياسة لنفس الأغراض والأهداف .
انتفاضة شعبان كانت ناجحة بكل مقاييس النجاح ، رغم انها اجهضت ، ورغم انها قدمت تضحيات جسام ،لكنها حققت غاية من غايات اسقاط اسطورة البقاء للظلم ، لقد دقت مسمار الموت والفناء لطاغية العصر ، وكان هذا المسمار مسموما ، لينخر بعدها اركان النظام ، ويزرع الخوف والرعب في قادم ايامه ، والسبب الوحيد لهذا النجاح هو وحدة الصف ، هذه الوحدة التي جعلت من الاذرع العارية من السلاح مدفع و رشاش ، فكان لها من الهيبة الشيء الكثير .
للاسف نعم وللاسف الكبير ايضاً القوى المجاهدة اليوم في العراق متفرقة ، ومتفرقة الى درجة كبيرة جداً ، رغم انها في المجمل العام تجتمع على نفس الاهداف ، ورغم انها تحت اسم واحد ، وفرقتها وصلت الى طريق مرعب مخيف ، الدم العراقي يراق يومياً على اعتاب ( فرقتنا ) وتمزقنا ، مستباحة كل ارض العراق طولا بعرضاً بسبب تشرذمنا ، فهل امتدت سياسة فرق تسد الى قادتنا ؟.
لا اقبل الطعن باي فريق بتاتاً ، ولا ارى تقصير يستحق النظر من أي فريق ابداً ، الجميع قدم من التضحيات الكبيرة الشيء الكثير ، الجميع قدم الشهداء الابطال ، والجميع ايضا لهم صولات و جولات في مقارعة الباطل ، ولا ننسى بان الجميع اخواننا واولاد العم ، لهذا يحزننا ما نمر به اليوم من فرقة وتنابز على صفحات المواقع ، هذه الفرقة التي يزرعها حفاة العقول ابطال الكيبوردات ، بلا فهم ولا بعداً للنظر ، يتناسون ان الثمن سيدفعه الجميع بلا استثناء ، وتغافل هؤلاء المغرر بهم عن كونهم اصبحوا ادوات بيد الشيطان ، وهم من يصب الزيت على نار الفرقة .
الذي يراد بالعراق قد نفذ الان ، وعقد التلاحم لطرد العدو قد انفرط ، واصبح العراق لقمة سائغة في فم الشيطان الاكبر ، ولم يعد للندم منفعة ، بقي شيء واحد اتمسك به ، الا وهو رحمة الله سبحانه وتعالى فهي الوحيدة التي سوف تنقذنا .
|