صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

كلمات مترادفة في القرآن الكريم (سنة و عام) (ح 4)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاء في موقع يا حسين عن ماهو الفرق بين السنة والعام؟: ان العام يطلق على الرخاء والسنة على الشدائد "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ" (العنكبوت 14) 950 سنة شدائد يدعو قومة ولم يصدقوه 50 سنة رخاء عاشها مع الذي امنوا. قوله تعالى: "قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون" (يوسف 47). وهنا تاتي السنين دأبا اي متعبه. قوله تعالى: "ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس و فيه يعصرون" (يوسف 49) وهنا ياتي العام رخاء لان الله نصره اغاثه النصرة.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: يومٌ كان مقدارُهُ خمسين الف سنةٍ. وصف القرآن المجيد وفي آيتين يوم القيامة بأنّه يومٌ طويل للغاية، قال اللَّه تعالى في أحد الآيتين: "تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (المعارج 4). وقال في محلّ آخر: "يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى‌ الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ" (السجدة 5). لا شك في أنّ الآية الاولى‌ تختص ببيان يوم القيامة، والآيات التي أتت بعدها تتعرض لصفات القيامة ولعذاب المجرمين في ذلك اليوم وكذلك إلى‌ أوصاف جهنم. وقد اختلف المفسرون في مورد الآية الثانية فهناك عدة آراء فالبعض قالوا: إنّها إشارة إلى‌ المنحنى النزولي والصعودي للتدبير الالهي في هذه الدنيا، أو بتعبير آخر إشارة إلى‌ مراحل التدبير الإلهي في هذا العالم والتي تتم كل مرحلة منها في مدّة الف عام على يد الملائكة المكلّفين بأمرٍ من اللَّه بإجراء هذا التدبير التكويني، ثم بعد انتهاء هذه المرحلة تبدأ مرحلة اخرى‌ وهلمّ جرّا. لكن بعد البحث في الآيات القرانية التي تحدثت عن انطواء السماء والأرض، وكذلك الروايات التي وردت في شرح هذه الآية يفهم منها أنّها تتحدث عن يوم القيامة. ولذا رجّح المرحوم العلّامة الطباطبائي في الميزان هذا التفسير أيضاً بعد أن ذكر عدّة احتمالات لهذه الآية. لكن يبقى‌ هنالك سؤال وهو كيف قُدِّر ذلك اليوم في الآية الاولى‌ بخمسين الف سنة من سنين الدنيا وفي الآية الثانية بالف سنة؟ اجيبَ بوضوح عن هذا السؤال في حديثٍ نقله المرحوم الشيخ الطوسي في أماليه عن‌الإمام الصادق عليه السلام، قال عليه السلام: (إنَّ في القيامة خمسين موقفاً، كُلُّ موقفٍ مثلُ الف سنةٍ ممّا تعدون ثم تلا هذه الآية: "فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ" (المعارج 4)). والكلام في أنّ العددين (الف وخمسين الف) سنة هل جاءت هنا لبيان العدد أم للدلالة على‌ الكثرة؟ فيه احتمالان، ولكن على أيّة حال فإنّ مضمون خطاب هذه الآية هو أنّ ذلك اليوم يومٌ صعبٌ جدّاً ومعضل، ولا يتيسر لأحد تجاوزه بسهولة، ويجب على‌ الجميع أن يتأهبوا لمثل هذا اليوم الطويل الملي بالمخاطر. وهناك أمرٌ يثير الاهتمام وهو أنّ اليوم (أي دوران الكواكب السماوية حول محورها دورة كاملة) يختلف تماماً من كوكب لآخر، فالكرة الأرضية تدور حول محورها في كل 24 ساعة دورة كاملة بينما تطول مدة الدوران الموضعي في القمر لمدّة شهر تقريباً (فالنهار فيه يبلغ اسبوعين والليل فيه يبلغ اسبوعين تقريباً) وهكذا الحال في الكواكب الشمسية الأخرى‌ فكل منها له ليلٌ ونهار يختص به ويمتد زمانه بمقدار متميز، والآن في هذا الزمان من الممكن أن تكون في عالم الوجود كواكب يمتد دورانها الموضعي إلى‌ مئات أو الاف من السنين، بناءً على‌ هذا فلا عجب من أن يكون امتداد كل يوم في القيامة يعادل خمسين الف سنة. ونواصل التأكيد على‌ أنّ هدف القرآن الرئيسي هو الجانب التربوي الكامن في مثل هذه التعبيرات.
جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قال الله تعالى "كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة 259) "أو" رأيت "كالذي" الكاف زائدة "مرَّ على قرية" هي بيت المقدس راكبا على حمار ومعه سلة تين وقدح عصير وهوعزيز "وهي خاوية" ساقطة "على عروشها" سقوطها لما خرَّبها بختنصر، "قال أنَّى" كيف "يحيي هذه الله بعد موتها" استعظاما لقدرته تعالى، "فأماته الله" وألبثه "مائه عام ثم بعثه" أحياء ليريه كيفية ذلك، "قال" تعالى له "كم لبثت" مكثت هنا، "قال لبثت يوما أو بعض يوم" لأنه نام أول النهار فقبض وأحيي عند الغروب فظن أنه يوم النوم، "قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك" التين "وشرابك" العصير "لم يتسنَّه" لم يتغير مع طول الزمان، والهاء قيل أصل من سانهت وقيل للسكت من سانيت وفي قراءة بحذفها "وانظر إلى حمارك" كيف هو فرآه ميتا وعظامه بيض تلوح فعلْنا ذلك لتعلم "ولنجعلك آية" على البعث "للناس وانظر إلى العظام" من حمارك "كيف ننشزها" نحييها بضم النون وقرئ بفتحها من أنشز ونشز لغتان وفي قراءة بضمها والزاي- نحركها ونرفعها- "ثم نكسوها لحما" فنظر إليه وقد تركبت وكسيت لحما ونفخ فيه الروح ونهق، "فلما تبيَّن له" ذلك بالمشاهدة "قال أعلم" علم مشاهدة، "أن الله على كل شيء قدير" وفي قراءة إعْلَمْ أمر من الله له.
جاء في موقع الألوكة الأدبية اللغوية عن الترادف من خصائص اللغة العربية ومميزاتها للكاتب أسرحا بانو محمد أشير: الترادف: ظاهرة الترادف في اللغة العربية التي كثر حولها النقاش من العلماء واللغويين والأدباء والباحثين، وقد عدَّها كثيرٌ منهم قديمًا وحديثًا سمة من سمات اللغة العربية وميزة من ميزاتها. الترادف من الظواهر اللغوية التي ساهم في بحثها ودراستها الفلاسفة الاغريق، وعلى رأسهم أرسطو، فقد عالجها في كتابيه (فن الشعر) و(فن الخطابة)، وفلاسفة الهند لوجودها في اللغة السنسكريتية (فقدعرف عن مؤلف بوذي اسمه أمارا سنها أنه ألف معجمًا في المترادفات في ثلاثة أبواب، وألحق به فصلًا عن المشترك اللفظي ويعد هذا المعجم من أقدم المعجمات الكاملة في تلك اللغة اذ يعود ظهوره الى القرن السادس الميلاي أو قبله) وعلماء اللغة العرب القدامى والمحدثون، وعلماء اصول الفقه، وعلماء اللغة الغربيون المحدثون. لمترادف لغة واصطلاحًا: الأول: المراد بـ "الترادف" في اللغة والإصطلاح: صلة للفظة المفردة بالمعنى: إما أن يتخذ فيها اللفظ والمعنى، وإما أن يتعدد فيها اللفظ والمعنى واحد، وإما أن يتحد فيها اللفظ ويتعدد المعنى. والترادف في اللغة: من الردف، وهو ما تبع الشيء، وكل شيء تبع شيئا فهو ردفه، وإذا تبع شيء خلف شيء فهو الترادف. وفي الإصطلاح: هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد، هكذا عرفه الإمام الرازي وعرَّفه الآخرون بأنه دلالة عدة ألفاظ على معنى واحد، أو دلالة الألفاظ المختلفة على المعنى الواحد، وهذا كالدار والبيت، وذهب ومضى وانطلق، وقعد وجلس، وغير ذالك. وأمَّا مفهوم الترادف كظاهرة لغوية عند علمائها القدامى: كما قال فيروز آبادي قول "الرازي": هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد. وتعريف الجرجاني: (بأنه ما كان معناه واحد وأسمائه كثيرة، وهو ضد المشترك أخد من الترادف الذي هو ركوب أحد خلف آخر، كان المعنى مركوب واللفظين راكبان عليه كالليث والأسد). ويرى أصحاب المعاجم العربية أنَّ الترادف في اللغة يأتي بمعني التتابع، فقد جاء في لسان العرب: (الردف ما تبع الشيء، وكل شيء تبع شيئًا، فهو ردفه، وإذا تتابع شيء خلف شيي، فهو الترادف). وحيث جاء في القاموس المحيط قوله: (والمترادف من القوافي: ما اجتمع فيه ساكنان، وأن تكون أسماء لشيء واحد، وهي مولَّدة يؤكد هذا أنَّ الكلام عند أغلب علماء العربية المتقدِّمين حول ما يسمَّى الآن بالمترادف يدخل تحت عنوان علاقة اللفظ بالمعني من حيث الاتفاق والاختلاف).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/01/02



كتابة تعليق لموضوع : كلمات مترادفة في القرآن الكريم (سنة و عام) (ح 4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net