من يوقف نقابة الصحفيين عند حدها ؟
علي الخياط
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي الخياط

ليالي الأنس في فيينا...
وليست كتلك في عاصمة النمسا..الفرق ليس كبيرا بينهما بأستثناء أن بغداد ونقابة الصحفيين العراقيين بالتحديد أحيتها من جديد في ليلة صاخبة تشبه الى حد بعيد الليالي الحمراء في ملاه العاصمة العتيدة التي عادت للعمل بحماية رسمية،حين قامت نقابة الصحفيين العراقيين وبقيادة من إستولى عليها عنوة من رفاق البعث ومنذ العام 2003 والى الآن بإحياء حفل عهر غير مسبوق إلا في أيام المقبور صدام حسين وزيارات الفنانة المصرية والسورية الأصل الى بغداد لتشييع الأطفال الذين يقتلهم مرتزقة صدام من الأطباء والممرضين في مستشفيات العاصمة أيام الحصار الأمريكي تسعينيات القرن الماضي ليوهموا العالم أنهم ضحايا الحصار والجبروت الأمريكي وأن السلطات تعجز عن توفير العلاجات لهم بحجة نقص الدواء والتجهيزات الطبية، وكانت ترتدي الستريج وتبكي على أطفال بغداد الذين يقتلهم صدام في الحاضنات بدم بارد ثم تستلم المقسوم وتغادر الى القاهرة لتداوم على حفلات الأنس وتشتري المصوغات والشقق الفاخرة وتكون صديقة لعبد حمود وعدي صدام ومرتزقة القصر الجمهوري.
الحفل كان يوم الخميس الماضي وسط رقص فاحش وإنحطاط أخلاقي من مسميات صحفية ورعاية من شخصيات رسمية وعلى حدائق متنزه الزوراء بجانب الكرخ حيث حضر فنانون عرب وفنانات من مناصري نظام حسني مبارك الساقط والملاحق من فقراء مصر وكلهم كانوا من أتباع تلك الحقبة السوداء ومن مناصري صدام أيضا تتقدمهم المغنية اللبنانية مادلين التي كانت ترتدي بنطلون من لون وصنف يشبه ماكانت ترتديه رغدة السورية في أيام الحصار ومجازر إبادة الأطفال الخدج في حاضنات مستشفيات بغداد.
كانت دماء الشهداء من الصحفيين مغيبة وأنات أسرهم كذلك ،وكان الصحفيون الشرفاء غائبين إلا من إرتضت له نفسه الدنيئة مسايرة نقابة الصحفيين في فعلتها النكراء ،وكذلك المخلصون للعمل الصحفي الذين رفضوا المشاركة، أو الذين رفضت النقابة دعوتهم لأنهم ليسوا من أتباع نظام صدام، أو لأنهم لايجيدون الرقص والهز على أنغام أغاني مادلين ورقصها حين كانت تحاول إجتذاب الحاضرين من الرسميين للرقص معها.
آلاف الدولارات صرفت بينما الآلاف من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر ومن بينهم الصحفيون،آلاف الكارتات الخاصة بتعبئة الموبايل رميت من طائرات الهليكوبتر. فنانون لاعلاقة لهم بالصحافة صرفت عليهم آلاف الدولارات جاؤا من مصر مع إنهم (أكسباير) وقد دفعت لهم الأموال وقدمت لهم الهدايا وأثمان تذاكر السفر وحجز لهم بأرقى الفنادق،بينما كان المغنون ينشدون في ذات الوقت الذي فجرت فيه عشرات منازل الأبرياء في شط التاجي ومشروع الوحدة وديالى والفلوجة والموصل وسقط العشرات من الشهداء والجرحى.
كلا لتحويل الصحافة الى مبغى وملهى،كلا لصرف الملايين على نقابة الصحفيين التي لاتجيد سوى حرق الملفات وطمس معالم الجريمة .كلا لهذا الإنفاق الذي يأتي على حساب الأبرياء والفقراء من العراقيين .كلا لهذا التماهل الحكومي والتماهي مع نقابة الصحفيين التي لاتمثل سوى مجموعة من المرتزقة بينما يأنف الصحفيون الشرفاء مسايرتها.
وليعلم الجميع إن العراق الجديد لايبنى على هزهزات المغنيات والراقصات والذين يوالون النظام السابق ويمجدونه ويحنون الى عهده الغابر ويعملون على تشويه صورة التغيير بسلوكيات شائنة ،لايحق لأحد مهما علا شأنه أن يسهل لهم المرور في طرق الدولة الجديدة،أو إيجاد المبررات لهم في ذلك.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat