صفحة الكاتب : حسام عبد الحسين

حريق الحمدانية الفاعل يعترف عن نفسه
حسام عبد الحسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أثناء حفل زفاف في محافظة نينوى داخل قاعة أهلية مخصصة للمناسبات والاحتفالات وكان عدد الحضور ما يقارب (١١٠٠) من نساء وأطفال ورجال حيث اندلع حريق داخل القاعة ليلة الثلاثاء/ الأربعاء 26/9/2023 أدى لمقتل (١١٣) وأكثر من (١٠٠) جريح ولم تتمكن فرق الإنقاذ من معالجة الموقف، بل لم يستطع الحضور الهروب لعدم وجود منفذ خروج منظم ومتعدد.

إن العراق يخضع لعملية سياسية لم تتمكن من بناء دولة بالمعنى السياسي والقانوني والاجتماعي، رغم ما يتم إعلانه عن وجود دولة ولكن في الإعلام وفي تصريحات أفراد السلطة فقط، وبالتالي، بين الحين والآخر تحدث كارثة بشرية تثبت عمليا وواقعيا عدم وجود للدولة.

لماذا نقل لا توجد دولة؟
إجابة هذا السؤال ذكرناها في مناسبات عديدة لكن الإجابة الخاصة بفاجعة بغديدا هي أن البنايات تخضع لشروط الدولة الخاصة بسلامة البناء والحماية والجودة وكافة الحيثيات الخاصة، وكلٌ حسب اختصاص الاستخدام، وهذه الشروط لم تتوفر عمليا في قاعة حادثة بغديدا، اذن لم تخضع قاعة (الهيثم) للدولة من الجانب الهندسي، في حين كل الموافقات الرسمية (على الورق) متوفرة لبنائها وعملها !!

هنا يُعرف الفساد عن نفسه بأنه المسبب لهذه الكارثة، لأنه يعمل وفق القوانين والضوابط والمنظومة الأخلاقية للسلطة، يعني بطبيعة النظام الحاكم، وليس بطبيعة الفرد والمجتمع كما تروج السلطة في إعلامها كي تدفع الفساد عن نفسها. وعليه لا أمان ولا سلامة تتوفر في العراق لان لا شيء خاضع لحماية وسلامة الإنسان، بل كل شيء خاضع للربح، الربح المالي هو الغاية وتخضع كل الوسائل لأجله حتى إذا كان الإنسان هو الضحية.

لذا هذه الحادثة وما سبقها من حوادث مماثلة مستمرة باستمرار الفساد ولا تنفك عنه. والسلطة الحاكمة تعلم بالتجربة أن تعويض أهل الضحايا قادر على إسكات المجتمع.

 ⁃ ملاحظة/ يشاع بان الحادثة جريمة منظمة لترحيل المسيحيون من العراق.
هذا التحليل بعيد عن الحقيقة لان النظام الحاكم قائم على تقسيم البلد لمكونات ووجود عنوان المكون المسيحي يخدم هذا “النظام”، لذا مستبعد جدا هذا التحليل. وللتنويه “النظام” الحاكم لا يعنيه حقوق المواطنين الحاملين هذه العقيدة بل يكتفي بالعنوان العام، كعنوان الشيعة والسنة والأكراد.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسام عبد الحسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/02



كتابة تعليق لموضوع : حريق الحمدانية الفاعل يعترف عن نفسه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net