صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

سئمتُ دموعَ مَنْ كذباً بكاني
رزاق عزيز مسلم الحسيني

وفاتنةٍ كزهرةِ إقحوانٍ

بحسنِ جمالها قلبتْ كياني

رأيتُ الشمسَ سالتْ فوقَ بدرٍ

فبانَ بها معاً النيّرانِ

كأنَّ جمالها الخلاّبَ روضٌ

بهِ الأثمارُ يانعةٌ دوانِ

إذا ابتسمتْ أضاءَ الليلَ ثغرٌ

بهِ اصطُفّتْ حُبيباتُ الجُمَانِ

أحاطتْها صواحبُها كسورٍ

منَ الخفراتِ والبيضِ الحسانِ

فلم أرَ مثلَها ظبياً جميلاً

تحصّنَ بالجآذرِ للأمانِ

على قلقِ قد اقتربتْ خطاها

عسى تجدُ الامانَ معَ التداني

تعالي وادخلي في روضِ قلبي

وسورُكِ كلُّ أضلاعي الحواني

كأنّي والحبيبُ الى جواري

سماءٌ شعَّ فيها الفرقدانِ

مددتُ عيونيَ الولهى اليها

وما فارقتُ مفتوناً مكاني

وقد شعرتْ منَ النظراتِ وخزاً

كما التهبتْ لظىً الوجنتانِ

قدِ احمرّتْ حياءً إذْ رأتني

أراها فاتَّقتْني بالبنانِ

وقالتْ لي عيونُك لم تدعْني

تطاردُني بلا تعبٍ روانِ

أرى عينيكَ تستعرانِ ناراً

كصقرٍ للفريسةِ تنظرانِ

أذابتْني لحاظكَ كيفَ ترنو

على جسدي لها وقعُ السنانِ ؟!!!

تحدِّقُ بي بشوقٍ واشتهاءٍ

كعاريةٍ أمامكَ إذْ تراني

قدِ ارتجفَ الفؤادُ لها انصياعاً

كما ارتعشتْ منَ الخجلِ اليدان

فقلتُ لها وقلبي ذاب وجدا

ِجمالك ما لهُ في الناسِ ثان

تملّتْ في جوارحِكِ وتاهتْ

بإبداعِ المحاسنِ والمعاني

رأيتُ البدرَ يطلعُ في نهارٍ

على الدُّنيا يتيهُ بغصنِ بانِ

تعالى اللهُ أبدع فيكَ خلقا

وفي نيرانِ حُبُّكِ قد رماني

ولذْتُ بصمتي مغلوباً حزينا

فقد عقدتْ مفاتنُها لساني

فما كلُّ الكلامِ بهِ انتفاعاً

فبعضُ الصمتِ أبلغُ في البيانِ

فيا ليتَ الذي أعطاكِ حسناً

يجودُ على فؤادِكِ بالحنانِ

معاذَ اللهِ أنْ أبدو ضعيفاً

ولكنّي أمامكِ كالجبانِ

رأيتُكِ فاستضاف َالحسنُ قلبي

ومن خمرِ الهوى صرفاً سقاني

وإنّي بالجمالِ إذا تراآى

شقيٌّ مُسترقٌّ القلبِ عانِ

أرفُّ اليهِ ظمآناً شغوفاً

وأبقى في حبائلهِ أُعاني

ولا أجني سوى الآهاتِ منهُ

بقلبي تستحيلُ إلى أغاني

يردّدها الفؤادُ الى أغاني

شربتُ الصبرَ والأشجانَ صاباً

بكأسِ تجلُّدي لمّا دعاني

فلستُ بعاتبٍ يوماً عليها

أأشكو حُسنَها والطرفُ جانِ

وإني مُذْ هويتُ بقيتُ أبكي

حبيباً نائياً والشوقُ دانِ

حباني اللهُ قلباً شاعرّياً

وقلبُكِ قُدَّ من حجرِ الصوانِ

فقالتْ أنتَ إنسانٌ حكيمٌ

وتعلمُ أنَّ هذا الحسنَ فانِ

فقلتُ لها نعمْ والقلبُ باكٍ

وقد ملكتْ بمنطقها عناني

أيجري الماءُ سلسالاً لغيري

وأبقى الدّهرَ ملتهبَ الجَنانِ ؟!!!

لعمري قسمةٌ ضيزى وظلمٌ

ونفسي تشمئزُّ من الهوانِ

دعيني أرتشفْ شفتيكِ خمراً

عسى أنسى إساءاتِ الزمانِ

أيشربُها الطُغاةُ اليومَ صرفاً

وتسقيني غداً حورُ الجنان؟!!!

وما يُدريكِ للجنّاتِ نمضي

فهل في ذا لدينا من ضمان ؟

فما يدري بِنَا الا رحيمٌ

عَلِيمٌ في مكانك او مكاني

فجودي بالقليل عليَّ منها

لمن هذا المُعبّأُ بالدّنانِ؟

فتبّاً للحياة إذا استبدّتْ

تسيرُ بنا لجورٍ وامتهانِ

أعدلاً أكتوي ظمأً وشوقاً

وينهلُ منكِ منبوذٌ وزانِ

وقالتْ والدموعُ تسيلُ حزناً

لقد أدميتَ قلبي ما دهاني؟

رأيتُكَ عاشقاً أضناهُ وجدٌ

رقيق الحسِّ مغرمَ بالغواني

إذا أبكاكِ حالي فارحميني

سئمتُ دموعَ مَنْ كذباً بكاني


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/01



كتابة تعليق لموضوع : سئمتُ دموعَ مَنْ كذباً بكاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net