صفحة الكاتب : اوروك علي

ورطة الكتابة والتباس المعلومات علاء مشذوب عبود / نموذجا
اوروك علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بتاريخ 20/ 6 / 2012 نشر ملحق ادب لجريدة الصباح موضوعا للكاتب المذكور بعنوان (سينما المؤلف داود عبد السيد إنموذجا) ..مرة اخرى تتورط جريدة الصباح بنشر الغث والاستغناء عن السمين من الفكر والثقافة واصحابها .. هذه المرة لن نطرح قضية مثل ملف شعري او قصصي لان الامر سابقا قد اغاض البعض من اصحاب السطوة والحفاوات المزيفة والمبنية على المصالح التافهة عبر الاخوانيات التي تسئ الى الثقافة العراقية ولاتقل عن الفساد الذي يجتاح الجسد العراقي وينخره.. فهو فساد ثقافي فكري واشد وطأة من الفساد السياسي والاقتصادي لان الثقافي يصبح جسرا للتغطية وتبرير السلوكيات السرطانية وأدرانها..اعتقد جازما حين تتصدى الكتابة في ملحق متخصص ومخصص للثقافة ضمن صحيفة تتصدر المشهد الاعلامي في العراق مثل جريدة الصباح العراقية وملحقها ادب ، فتلك منزلة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم بشرط ضمني ان يؤتمن فيها الكاتب على دقة المعلومة وخاصة التاريخية المؤرشفة.. لايستطيع الكاتب هنا ان يجتهد في المعلومة التاريخية الموثقة ولايستطيع ان يضيف من تلقاء ذاته ، مما يدخله اذا حدث هذا الامر بورطة تتنوع مسمياتها منها :ـ ( عدم الامانة والدقة وخاصة وان نموذجنا ـ الكاتب ـ يعد من الاكاديميين حيث انه يعد للحصول على الدكتوراه في السينما او حصل عليها قريبا ، وتلك تلقي عليه تبعات تشويه الموثق او الاستهانة بالمعلومة التاريخية المؤرشفة او الجهل المعرفي ) .. ومنها ايضا ان الكاتب يورط نفسه في الكتابة ويقلل من اهمية الصفة الاكاديمية التي حصل او سيحصل عليها وهي درجة الدكتوراه.. فاذا كان حامل هذه الدرجة العلمية يقع في هذا الورطة، واعني عدم دقة المعلومة التاريخية والموثقة فكيف بكاتب لايحملها؟.. انها استهانة من الكاتب بما ينشر ،علما انه يدخل ضمن تدرجه الاكاديمي مستقبلا للحصول على الاستاذية من خلال رصيده من الكتابة المنشورة ..الورطة الثانية تخص المشرفين على الملحق وعدم مراجعتهم لما يصلهم من نصوص.. مما يورطهم اما في الاخوانيات وهي من امراض الوسط الثقافي العراقي، أو ان الامر التبس عليهم ايضا ، لان الكاتب يحمل الدكتوراه في السينما فيقعون في الثقة بان هذه الهفوات والتباس المعلومات لايمكن ان تحدث كمثل ورطة كاتبنا وصفته الاكاديمية.. ان الصفة قد كانت جواز مرور ومبرر لعدم التدقيق.. وطالما ان المشرفين على الصفحة من غير المتخصصين في مجال السينما ومن غير المتابعين للأرشيف ،فقد مرت عليهم ورطة الكاتب ليقع الكل في ورطة الالتباس والتشويه وانعدام المصداقية.. لقد تورط (علاء مشذوب عبود) وورط الملحق والعاملين في القسم الثقافي بماكتبه وحسب النقاط التالية :ـ
1 ـ ان تناول سينما المؤلف بهذا التبسيط وهذه السطحية يقلل من قيمة الكاتب اولا والموضوع ثانيا والملحق ثالثا،ويمكن مراجعة العديد من المواضيع القيمة عن سينما المؤلف عبر الانترنيت، كما يمكن ان يراجع كتاب( فهم السينما) المترجم من قبل الراحل جعفر علي للإطلاع على الاختلاف بين ماتناوله الكاتب من تسطيح وبين مانشر ووثق كأرشيف علمي اكاديمي .. ان الكاتب يؤشر فقره المعرفي وعدم اطلاعه على المصادر التي كتبت حول سينما المؤلف وتاريخ انبثاق المصطلح ورواده وإعلامه امثال رواد الواقعية الفرنسية الجديدة ومنهم فرانسو تروفو وجودار والمنضوين تحت عنوان سينما المؤلف..
2ـ اما على مستوى السينما العربية فان خير من يمثل سينما المؤلف هو الراحل شادي عبد السلام ورائعته ( المومياء) والراحل يوسف شاهين، وكان داوود عبد السيد من تلامذته ومساعديه قبل ان يتحول الى الاخراج.. وهنا من حق الكاتب ان يختار النموذج للتطبيق ، لكن الاولى ان يختار الاكثر ثراء .. ويبقى الامر يخص تقديره وذائقته مع الحفاظ على دقة المعلومات الموثقة.. فاذا كان الكاتب لايعرف ان بعض افلام داوود عبد السيد هي روايات مقتبسة سينمائيا فكيف نثق بقدراته في التحليل والتأويل والإسناد المرجعي المفقود اصلا فيما كتب، فكيف نثق بان الكاتب المذكور قد شاهد الافلام التي يحللها في كتابته، لان الافلام تشير الى مصدر القصة او الرواية المقتبسة كما هو الحال في فيلم الكيت كات وعصافير النيل..
3 ـ اما عن الورطة الأكثر فداحة للكاتب في موضوعه المنشور فياتي مع الموثق.ومنها قوله :ـ (قبلها قد اشتغل كمساعد مخرج للمخرج يوسف شاهين كـفلم (الأرض، الرجل الذي فقد ظله ...الخ)، علما بأن فيلم (الرجل الذي فقد ظله) هو من اخراج كمال الشيخ.. وليس يوسف شاهين.. فكيف تحول جهد مخرج الى رصيد لمخرج اخر .. ان الفقر المعرفي يدعونا الى التشكيك في صحة الشهادة التي يحملها الكاتب كما تلزم الكاتب ان يذهب الى القراءة المعرفية الجدية والناضجة قبل ان يخوض في ورطة الكتابة التي تكشف لمرات عديدة مدى الجدب والقحط المعرفي الذي يحيط بالكاتب والمدعي بالحصول على شهادة اكاديمية مرموقة، واعني بها شهادة الدكتوراه وفي اختصاص ماكتبه ويكتبه.. من يحاسب حامل الشهادة المذكورة اذا لم يعرف الف باء اختصاصه؟.. ومن يقرر جدارته واستحقاقه لهذه المنزلة العظيمة ؟.. اليس المثال المذكور امامنا والذي يشير بوجه صارخ الى ادانة الكاتب وادانة الجامعة التي تمنح الشهادات العليا دون ادنى استحقاق وتكشف عن ضعف وجدب معرفي يغزو هذه الجامعات والأجدر ان تغلق وتحول الى دور سكنية للمشردين ، كما انها ادانة للمشرفين على رسالته للماجستير والدكتوراه وادانة الى كل من اجلسه وقبله ضمن صفوف الدرسات العليا..
4 يقول الكاتب :ـ ( فانها تتجدد في السينما العربية (المصرية) من خلال المخرج (داود عبد السيد) الذي أخرج الكثير من الأفلام التي هي من تأليفه وهي (رسائل البحر، الصعاليك، الكيت كات، مواطن ومخبر وحرامي...الخ..) أي انه يعني سينما المؤلف ، وهو يؤكد ويوثق بأن هذه الافلام من تأليف المخرج داوود عبد السيد بينما فيلم الكيت كات مأخوذة عن رواية مالك الحزين للراحل ( ابراهيم اصلان) وهذا مثبت في تايتل الفيلم فكيف يجتهد في امر موثق وغير قابل للاجتهاد.. كما ان فيلم عصافير النيل الذي يحلله الكاتب ويسميه ضمن سينما المؤلف فهو ايضا ليس من تأليف المخرج داوود عبد السيد وانما قصة وسيناريو وحوار ابراهيم اصلان ، كما هو مدون ايضا في التايتل..اي ان الالتباس امتد بين التحليل والتوثيق.. كما ان الورطة الاخرى انه يجب على الكاتب ان يعتمد المصادر لدعم اراه من منطلق اصول البحث التي درسها ضمن الاعداد للماجستير ومن ثم الدكتوراه.. فمن اين استقى تلك المعلومات التاريخية ومن اية مصادر .. انها ورطة الكتابة وورطة النشر وبصيغ مجانية واستسهال للكتابة والنشر..ولاسيما ان الكاتب قد ادمن غزو سوق النشر في الصحف العراقية بشكل لايضاهى..لقد اشرنا تدني مستواه اللغوي سايقا وها نحن نضع بالدليل القاطع تدني مستواه المعرفي..
4 ـ اخيرا نتساءل ازاء ارشفة الموضوع المنشور ورقيا وعبر الانترنيت ولايمكن ان يغير ويحذف .. هل يستحق هذا الموضوع مكافأة النشر التي سيقبضها الكاتب ، ونحن نسأل هنا لان الجريدة ممولة من المال العام .. ان المتابع لتدهور الكتابة في الصحف العراقية ومنها الصباح يحتم ان يعاد اختيار القسم الثقافي في هذه الصحف ومنها الصباح، لانها اقسام يجب ان يشغلها الجدير بها والمستحق للمنصب معرفيا .. ان الامية تغزو الثقافة العراقية فرأفة بهذا الثقافة وحسب المثل الشعبي ( اعطوا الخبز لخبازته)..
5 ـ اما فيما يتعلق بوزارة التعليم العالي ووزيرها وقسمها الاعلامي فقد تحدثنا طويلا وكتبنا كثيرا عن المستوى المتردي لحملة الشهادات العليا والتدريسيين في الجامعات، ولكن لاحياة لمن تنادي.. واننا اذا نعرض هذا النموذج من حملة الشهادات العليا فاننا نقرع ناقوس الخطر ونصرخ عاليا بوجه الوزير واعلامه المتقاعس بان ينتبهوا جيدا ويصححوا الامور فقد بلغ السيل الزبى ومن الافضل ان تترك الجامعات مأوا للقوارض افضل من تترك مرتعا للجهل والتدني المعرفي..
5 ـ والى وزارة الثقافة ومؤسسة السينما والمشرح والسينمائيين عموما نقول اذا كان هذا النموذج الاكاديمي بهذا الفقر المعرفي فكيف تريدون ان تنهضوا بالثقافة عموما والسينما خاصة.. كفانا مهازل فقد هزلت وبان هزالها.. اوقفوا هذه الصورة التراجيكوميدية فقد اصبحت الثقافة العراقية بهكذا نماذج اضحوكة ،بعد ان كانت مضربا للامثال في الرصانة والغنى المعرفي.. كفى عالية للكل .. فالكل مدان ولانستثني احدا ..
6ـ ارجوا ان لايكون تصحيح الامر بمنح الكاتب وظيفة في الدرجات الخاصة، كما فعلوا مع عبد الكريم السوداني الذين ادين بالضحالة الاكاديمية والسلوكيات الشاذة ليترك منصبه في ادارة شبكة الاعلام العراقي ويمنح منصبا اعلى في هيئة الاتصالات والاعلام .. وتلك هي الكارثة التي نستحق فيها ان يتحول العراق عموما والثقافة خاصة الى فزاعات للحقول ومومياءات للمتاحف..ومحل شفقة ورثاء موغل في الالم..
orukali8@hotmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اوروك علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/23



كتابة تعليق لموضوع : ورطة الكتابة والتباس المعلومات علاء مشذوب عبود / نموذجا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net