بين الجندر والتقرب المهدوي
آية ازهر الحمدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
آية ازهر الحمدي

عندما تتحدثُ معهم عنْ شريعةِ الله تعالى وما جاءَ بهِ الأنبياءِ يضحكون عليكَ ويقولون: لا نؤمنُ إلا بالعِلمِ الملموس، في حينِ عندما يتحدثون عنْ جندرتهم ونسويتهم فتناقشهم علميًا بالفروقاتِ التكوينية بينَ الرجلِ والمرأةِ، وبكلِّ ما أثبتهُ العلمُ منْ فروقاتٍ وتمايزٍ بينَ الجنسين ودور هذه الفروقات في تحديدِ ميولِ كلِّ شخصٍ، سيقولون لكَ: لا نعترفُ بهذا العِلم مطلقًا.
فأصحابُ الشذوذ ونظرية النوعِ الاجتماعي أو ما يسمى بالجندر Gender يدعون إلى فكرةٍ ملخّصها: أنَّ الذكرَ لا يولدُ ذكراً وأنَّ الأنثى لا تولدُ أنثى .. بلِ الإنسانُ هو منْ يختارُ جنسَهُ بحسبِ ميولهِ وليسَ حسبَ طبيعتهِ الفسيولوجية.
نحنُ على أعتابِ انكسارٍ رهيبٍ للروابطِ الاجتماعيةِ والأسريةِ...
هناك سمومٌ كاملةٌ تُبثُ في مفهومِ الجندرِ لطمسِ ثقافةِ الانتظارِ المهدوي والمسيرةِ النضاليةِ المهدويةِ.
الجندر: هو انتصارٌ للأعورِ الدجّال الذي يأمرُ الناسَ بمخالفةِ خلقِ الله والرسالةِ المحمديةِ بكلِّ قوةٍ.. لأنَّ الجندرَ يلغي الفرقَ بينَ الذكرِ والأنثى، والله في كتابهِ يقولُ: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْن} لهذا فإنَّ الجندرَ نقيضٌ للرسائلِ السماويةِ جميعها.
فلكلِّ إنسانٍ رسالةٌ ربانيةٌ عظيمةٌ لو تفكّرَ الإنسانُ ما الذي يريدهُ الإمامُ منه؟
لجلسَ حتى يبرمج خطواتهِ كلها..
فإنَّ التفكّرَ لهُ أثرٌ كبيرٌ لأنهُ يشيرُ بهِ لعمقِ التعبدِ.
فالاصطفافُ للعملِ الاسلامي الذي يؤدي إلى الإمامِ (عجل الله فرجه الشريف) أي من خلالِ التكاتف بوجهِ التصرّفِ الخطأ الذي يحدثُ بالمجتمعِ، فهناك شياطين تقودُ العالمَ والكثيرُ يثقفُ لثقافةِ الجندر والمثلية والشذوذ والرجس فلمْ تبق للدينِ حرمةٌ..
لهذا الآن الجهادُ الأكبرُ هو الحفاظُ على النفسِ اولاً منَ المنزلقاتِ والاهواءِ وإرشادِ المجتمعِ بالأمرِ بالمعروفِ والنهي عنِ المنكرِ.
عندما تغلقُ النفسُ أبوابَ الدنيا وتُفتحُ أبوابُ التجلياتِ وتدخلُ الروضةَ القدسيةَ وأشعرُ أني أمامَ وبين يدي جبّارِ السماواتِ والأرضِ... هناك سمعَ اللهُ لمنْ حمده وقدْ يُباهي الله الملائكةَ بمثل هذا العبد، هذا الذي يسعدُ الإمام (عليه السلام)
يكفي للمرءِ أنْ يكونَ مشغولاً بنفسهِ..
كذلكَ موضوعُ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عنِ المنكرِ لا يُرضي الإمام دونَ أنْ يمارسهُ الإنسانُ على نفسهِ اولاً.
فمتى ما تنزهتْ النفسُ منْ أدرانها، يذهبُ الى الآخرين حتى يأمرهم بالمعروفِ.
وإلا، فما فائدة أنْ أساعدَ الناسَ وأُثقفهم وأنا ممتلئ بالشوائبِ.
منْ سعادةِ الإمام أنْ يتفكرَ الإنسانُ في دينهِ وسعادةِ الإمام أنْ يُحسِّنَ الإنسانُ منْ سلوكهِ. الإمامُ يحتاجُ الى الإنسانِ القويمِ حتى ينهضَ بهِ، وإلا ما الذي يأدؤخرهُ الى الآن؟
قبولُ الإنسان بالباطلِ والرضوخُ لهُ وعدم دفعِ الضررِ والأمورُ تأخذُ مأخذاً سلبياً جدا...
هناك مجموعة من الشوائبِ النفسيةِ الباطنيةِ والظاهريةِ ابتليتْ بها النفسُ البشرية كما يقولُ أمير المؤمنين (عليه السلام): "من خالف نفسه فقد غلب الشيطان".
فأتقربُ إلى الله بإزالةِ هذهِ الشوائب منْ أجلِ أنْ أحررَ نفسي حتى أعبد الله عبادةَ الأحرارِ وليسَ عبادةَ العبيدِ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat