وزارة التجارة..والبطاقة الألكترونية.. و(مآسي الإذلال والمهانة) لملايين العراقيين!!
حامد شهاب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حامد شهاب

لم تشهد وزارة التجارة منذ تأسيسها ، أن (بهدلت) ملايين العراقيين بإجراءات (البطاقة الألكترونية) التي أسموها بـ ( بطاقة المذلة الألكترونية) ، وهم يصبون اللعنات لكثرة مراجعاتهم لعدة جهات (تبهدلهم) هي الأخرى ، في كل مرة، بدءا من ( الوكيل) الى (المختار) الى (الناحية) البديلة عن المجلس البلدي ، الى مركز الوزارة قرب معرض بغداد..وتجد عشرات الآلاف وهم يتجمعون في الحر اللاهب كل يوم على كل تلك الجهات التي عادت على مواطنينا بالويل والثبور ، وهي تلعن حظها العاثر ، لأن وزارة التجارة كبلتها بأجراءات ومعامات وأختام ومراجعات ما انزل الله بها من سلطان، وبلا مبرر أصلا في زمن يعدونه (العصر الألكتروني) الذي تجري فيه كل المعاملات عالميا (الكترونيا) وبدون ان تراجع، وحتى في الصومال ودول أفريقيا الاخرى لاتجد شبيها لإجراءات العراق الحالية!!
بل أن من يراجع لإجراء معاملة بطاقة موحدة او بيع عقار، لا يواجه معاناة قاسية و(مذلة رهيبة) مثلما واجهها ملايين الناس عند إجراء معاملة الحصول على(بطاقة الكترونية) ، أصدرتها وزارة التجارة ، بالرغم من أن مواد البطاقة لاتستحق ان يبذل الملايين من العراقيين كل تلك المعاناة القاسية من أجلها ، وكانت الاجراءات القديمة منذ سنوات وهي أفضل بكثير من الحالية ، وترى الناس (تلعن) الوكلاء و(تلعن) المختارية و(تلعن) وزارة التجارة، وترى (العياط) وصرخات النساء والرجال من كبار السن ، تملا كل تلك الاماكن التي يراجعونها والتي لم يشهد لها العراق مثيلا منذ عهود ما قبل التاريخ!!
والطامة الاخرى أن (المختار) ، وكما أبلغته وزارة التجارة ، لايقبل بالإبن أو الأم ، أو ان يكون الأب ( بديلا) عن الإبن) إن كان ( الإبن) غير موجود او لديه شغل خارج محافظته ، برغم وجود بطاقات موحدة للعائلة ولا تحتاج الى حضور الابن الموجود داخل البيت الواحد او حتى الخارج منه ، وكذا الحال مع المطلقات والأرامل، ومن ثم لابد ان تبحث عن ( شاهد ) من المنطقة، يصعب احضاره، لان الناس في حر لاهب ولا تقبل الدخول في (شهادة) لاخرين ربما يسببون لها متاعب لايعلمها الا الله، أما (المختارية) فهم (سلاطين الزمان) وستجد الالاف مصطفين بطوابير على طول شارعهم وداخل بيوت المختارية ، وكأنهم في (تظاهرة) ، وكذا الحال عند مراجعة دوائر (النواحي) بديلة المجالس البلدية أو عند مراجعة مكتب وزارة التجارة في الحارثية ، قرب المعرض، وملايين الناس تتساءل لماذا لم يواجهوا تلك الاجراءات منذ مئات السنين، ولم يشهد عراق الحضارات تعاملات ومعاملات بهذا الاستخفاف والاستهجان وفقدان الضمير، لأن تلك المراجعات المتعددة أهلكت الناس في هذا الحر اللاهب الذي تتجاوز درجة حراراته الخمسين درجة.. ووزير التجارة لايبالي بحياة ملايين العرقيين الذين أذاقهم مر الهوان بمعاملات ومراجعات واستنساخات وأوارق وتأييدات على بطاقة (مذلة) لن يجد فيها العراقيون ما يخفف عن كرامتهم المهدورة ، والتي تجرعوا خلالها السم الزعاف من مواد البطاقة التموينية ونوعياتها المستهجنة التي لاتقبل الاقدام عليها حتى الحيوانات ربما، وبعضها مخصص للاستهلاك الحيواني وليس البشري!!
أين أنتم يارئيس الوزراء ويا رئيس البرلمان ، من كل تلك ( البهدلة ) التي بهدلت بها وزارة التجارة ملايين العراقيين ، بإجراءات عديدة ليس لها مايبررها ، ويفترض ان يكملها ( الوكيل ) نفسه وليس المواطن.. وما ذنب كل تلك الملايين أن يتم اذلالها بكل تلك المعاملات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، من أجل (حصة) لاتساوي جهد ثانية لمواطن في هذا الصيف اللاهب،وهو قد وجه الاف اللعنات لأيام وطوال تلك المعاملات ، لكل من ورطه فيها أو (عاط) عليه) أو (وبخه) من كل تلك الجهات التي يراجعها وتستمر المعاملات لأسابيع وليس أياما، وبلا مبرر أصلا..؟؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat