المعاني المضمنة في رسالة المرجع الديني الأعلى في النجف الاشرف آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (حسب فهمي القاصر)
د . السيد حسين البدري
د . السيد حسين البدري
1. الإدانة والاستنكار الصادر من المرجعية الدينية كما هو واجب ديني هو واجب اجتماعي اممي وفقا لقيم التعايش السلمي ومبادئ ارساء السلام العالمي. جاء في خطاب الأمين العام أنطونيو غوتيريش 2019: «التصدي لخطاب الكراهية لا يعني تقييد أو حظر حرية التعبير. بل يعني منع تصعيد خطاب الكراهية من أن يتحول إلى شيء أكثر خطورة، لا سيما التحريض على التمييز والعداوة والعنف، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي» (1).
2. ان الحكومات التي تُرخص الاعتداء على المقدَّسات الدِّينية، هي تتجاوز لما هو محضور في الانساق الأممية المعلنة للتعايش السلمي.
3. يكون الردع بالعمل على إيجاد قوانين رادعة، وهذا لا يعد تدخلا في شؤون الدول بل هو دعم السلام العالمي ومبادئ التعايش السلمي.
4. وصفت الرسالة هتك حرمة القرآن بانه تصرف مشين لأنه اعتداء صارخ على المسلمين الذين يبلغ عددهم 2 مليار مسلم، حيث يبلغ عدد الدول الإسلامية 57 دولة، وفي سائر الدول غير الإسلامية لهم انتشار كبير، ووصفت الرسالة بان هذا التصرف مخزي لان القرآن الكريم هو الكتاب الإلهي الذي يدعو الى جميع مبادئ الخير والقيم النبيلة ومنها احترام الآخرين والتعايش معهم سلميا قال تعالى: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِی ٱلدِّينِ وَ لَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَ تُقۡسِطُوٓاۡ إِلَيۡهِمۡ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾.(2)
5. ان ترخيص المملكة السويدية لهذه الممارسة بحجة حرية التعبير عن الرأي، امر غير عقلاني وغير مبرر. وهو يدل على فقدان قيم التعايش السلمي أو الجهل بها أو هي رواسب النظرة الاستعلائية والروح المعادية للإسلام.
6. ان خلق البيئة المواتية لانتشار الأفكار المتطرفة والممارسات الخاطئة المسؤول والمدان فيه هي تلك البلدان السَّامحة لمثل هذا التصرف المشين والمخزي الذي يلهب مشاعر ملياري انسان ويصدمهم بصدمات نفسية ربما لا تنجبر.
7. ان مسؤولية الوقوف امام تكرار مثل هذه الاعتداء يكون على عاتق الأمم المتحدة عن طريق دفع تلك الدولة الى إعادة النظر في قوانينها.
8. ان المسلمين ولا سيما شيعة اهل البيت (ع) هم الدعاة الحقيقين لاحترام مبادئ التعايش السلمي بين الشعوب وارسال السلام العالمي. قال الامام علي بن ابي طالب (ع) وهو يوصي مالك الاشتر: «وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم. ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه».(3)
✍️د. السيد حسين البدري
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حزيران/ يونيو 2019.
https://www.un.org/.../uni.../international-human-rights-law
(2) الممتحنة/8.
(3) نهج البلاغة الخطبة رقم (53)، وهو عهد له عليه السلام كتبه للأشتر النخعي لما ولاه على مصر وأعمالها وهو أطول عهد وأجمع كتبه للمحاسن.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat